بجيك يوم
صورة تراثية لحكاية شعبية من ذاكرة الجدة محكية
بقلم الداعي بالخير : صالح صلاح شبانة
Shabanah2007@yahoo.com
بقول الراوي : إنه باشا بقى عنده أملاك وإقطاع ، وخدم وحشم ، والذي منه ، ربنا معطيه وحالته عال العال في العالي تمام
وبقى ها لعصفور المؤذي ايّنَقّوِر الشجر ويخرب الثمر ، وعامل في راس الباشا صداع ، ومزعج الباشا ابن الكرام
يوم إجاه واحد من الخدم ، والبشر يفيض على وجهه ، إبشر يا باشا ، ترى الله بفضله عليك خلصك من العصفور ابن اللئام
العصفور النذل فطت عليه حيّه ، وبلعته وسمعت لك كَسّوَرة عظامه ، وهو يسحسل من زورها لجوّه بطنها محطم حطام
الباشا ما اتأثر ، وقال : بجيها يوم ، مثل ما بتدين بتندان ، هيذ الله كتب على الخلق من غابر العصر في سفر الزمن والأيام
بعد زمن إجا الخدام يرقص من الجذل وقال : إبشر يا باشا ، لقطتلك الحية في محل خلاوي ، وما فيه زحمه ولا زحام
وفي هذاك الحجر على نافوخ راسها ...طبت لا محرك ولا منطق ، لا تنفست ولا اتخنفست ، ولا من ثمها ولا من عبها ولا من لِكّمَام
الباشا كأنه حزن على الخادم ، أعطاه نظره طويله عميقه ، من راسه لساسه ، مليانه بمعاني الرثاء وفيها حزن وآلام
بجيك دورك يا تعيس ، ودير بالك على حالك ، وحاذر من تصرفاتك ، ترى إلك يوم وجاييك الدور عن قريب يا خدّام
وفي يوم من ذات لِيّام ، طلب الباشا من الخدام ايحضر له قعدة انس في محل منزوي ، في قعده خلاوي مع الست المدام
ووسوس له الوسواس الخناس لعنة الله عليه في صدره ، ليش ما تشوف غزل وحب الناس اللي فوق وطرقهم بالغرام ؟؟
واتخبا فوق الشجره يشوفهم وما يشوفوه ، بس المدام شافت خياله في كاسة الميه ، ودّخنت معها ، وعرفت السبب والمُرام
قالت للباشا ارفع إيدك واتطلع فوق ، هو شاف ها لشوفه ، وطال ها لفرد وطقه هذيك الطلقه ، وقع جثه هامده حايفه النيا والسخام
إجوا قرايبه وحبايبه طلاّبين للثار على عادة الناس ، والثار مشروع ، والحر على الظلم ما بصبر وعَ الضيم ما بنام
خرفهم الباشا القصه من طقطق للسلام عليكم و بالتفصيل الممل ، من العصفور للحيه لأبنهم ، قتيل الخيانه والنظره الحرام
وخيّرهم ما بين يقتلوه ، وييجي دورهم ، ولاّ يقبضوا الدّيه حلال زلال ، وينتهي مسلسل (بجيك الدور) على خير وسلام ؟؟
واختاروا الديه ، ما دام الدور جاي ، والقاتل يقتل ولو بعد حين ، وخلّوا العقاب والحساب للي عينه ما بتغفل ولا بتنام
تقرأ بلهجة أهل سنجل