منتديات سنجل الباسلة
اهلا بك عزيزي الزائر , يجب عليك التسجيـل لتتمكن من المشاركة معنا وتتمتع بجميع المزايا للتفاعل مع أسرة سنجل في جمع التراث الفلسطيني وتراث العرب وحكاياتهم الشعبية هذه الرسالة لن تظهر بعد أن تسجل او تقوم بتسجيل الدخول ان كنت مسجل مسبقا!
منتديات سنجل الباسلة
اهلا بك عزيزي الزائر , يجب عليك التسجيـل لتتمكن من المشاركة معنا وتتمتع بجميع المزايا للتفاعل مع أسرة سنجل في جمع التراث الفلسطيني وتراث العرب وحكاياتهم الشعبية هذه الرسالة لن تظهر بعد أن تسجل او تقوم بتسجيل الدخول ان كنت مسجل مسبقا!
منتديات سنجل الباسلة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى تراثي فلسطيني
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
أهلا وسهلا بكم رواد  منتديات سنجل الباسلة نتمنى لكم أسعد الاوقات

 

  القصة التاسعة : حقوق الإلهام

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
صالح صلاح شبانة
المدير العام
المدير العام
صالح صلاح شبانة


عدد المساهمات : 2459
تاريخ التسجيل : 21/05/2011
العمر : 70
الموقع : الأردن

 القصة التاسعة :  حقوق الإلهام Empty
مُساهمةموضوع: القصة التاسعة : حقوق الإلهام    القصة التاسعة :  حقوق الإلهام Emptyالخميس يونيو 09, 2011 7:35 pm

طريد الظل
مجموعة قصصية منشورة
للقاص والروائي
سعادة عوده ابو عراق

القصة التاسعة :

حقوق الإلهام
تغريها الجلسة المفعمة بالتأمل ، والإنصات الحالم إلى الذات ، واكتشاف الطاقات ، انه ليس ابتذالا للجسد ، بل تحفيزا لروح هذا الفنان ، وإشعالا لملكات الإبداع عنده .
منذ ساعة وهي تسترخي في جلسة تبدو للآخرين مُجهِدة، تسبل شعرها المرسل ستارة شفافة على عنقها النضير ، شامخة كأنها تأخذ شهيقا طويلا ، ترخي يدها اليسرى ، فتبدو الكتف اليمنى مشرئبة ، والأخرى دانية ، تلقي ساعدا على ساعد كأنها تضفرهما ، تريحهما على ساقين متراكبتين ، ويبدو الصدر المنتصب معادلا لإنهاك الظهر المتعب قليلا .
جلسة تقليدية لفتيات الموديل ، ماذا عساه أن يستوحي بعدُ من نظراتها ، وسنا حضورها ، تُسائل نفسها بغرور ، لكنه منذ ساعة لم يستطلعها ، ولا تأملها كما ينبغي ، هل نضب عطاؤها، أم تراه اكتفى؟
تختلس نظرة من خلف الرسام الذي يتحرك بلا انتظام تظهر لها الصورة كائنا ملائكيا جديدا ، تشبهها بالسمات العامة ، لكن.. كيف اختلق هذا الوجه المتورّد ؟ وسكب هذه الحيوية الطازجة في القسمات، حتى ليقسم من ينظر إلى الصورة أنها تكلمه ، بل يذهب مؤكدا انه يسمعها ، ويشم رائحة عطرها .
تنظر إلى الصورة ، ولا تصيبها الغيرة ، يعجبها أن ترى نفسها بعيني فنان ، أن تنـتبه إلى التفصيلات التي أضافها والجوانب التي اكتشفها ، فجميل أن يكتشفك الآخرون ، يعثرون على دفائنك المخبأة ، ويشعرونك بالثراء .
تنظر إلى الصورة وتغتبط اغتباطا متميزا ، فهي تشارك الرسام عمله ، تسهم بهذا الإبداع الرائع ، فعملها ليس استعراضا فارغا ، ولا جلسة يوغا ، تكابد ، تتجلد في هذه الجلسة الرتيبة ، تحاول أن لا تشتت تفكيرها ، هكذا قال لها يوما لكي لا تفسد الانفعال ، كلاهما يحرص على إتمام عمل مشترك ، يمتد إلى لواعج النفس ، ويصبح تواصلا حقيقيا ، فلماذا يظهر حبا وحنانا بالقدر الذي يجعل منها ملهمته ..؟ ولماذا لم يتحول هذا الحب إلى زواج ..؟
شخص ما ، يقتحم المرسم فجأة ، بلا ضجيج كأنه متعود على المكان ، يقوده بصره بخط مستقيم نحو اللوحة ، كصياد يقظ متربص ، فما شعرت به ولا شعر بها ، استقر وهتف إعجابا:
-اللـ ـ ـ ـ ـ ـه .. الله ، الله ، الله ..
تنبه إليه الرسام ، وحياه ببرود ، لعله يستبقي على جو الأنفعال المسيطر ، لاحظ الرجل ذلك ، أدرك أهميه الهدوء الذي يشيع، وقف يتأمل الصورة ، كأنه يصلي بخشوع أو يبحر في دعاء .
تكتم غيظا بدا يساورها ، فما هذا التجاهل الوقح لوجودها..؟ أليس لهذا المهووس إحساس بالأنثى ، يحدس بها دون أن يراها ..؟ أمن اللائق أن تعلن عن وجودها بطريقة ما ..؟ ها هي تغير من جلستها ، تعيد توضيع شعرها على انحدار عاتقها ، يتنبه الرجل ، ينظر إليها كإحدى الموجودات ، وسرعان ما يعيد التركيز على الصورة ، ويقول كأنه يسبّح :
-وهل هناك جمال فوق هذا الجمال ..؟
ظل الفنان منهمكا بتعميق الظل عند ملتقى الشفتين ، لعل تعبيرا يتفجر في الابتسامة ، وهي تشعر بمزيد من التهميش ، بدا لها ان تنسحب ، وقد غدت باهتة بجانب هذا العمل الإبداعي ، تذكرت ( الجيوكندة ) لكي لا يسلمها الإحباط إلى السقوط ، تسللت بهدوء ، وهي تتوقع ان تترك فراغا ، أو تُحدث خللا .
صاح الرجل المبهور :
-من ألهمكَ كلَّ هذا ..؟
مسح الرسام فرشاته ، ونظر نحو مكانها ، رآها تغادر الباب بلا تردد، فتابعها الرجل بنظراته ، فلعله نادم على تجاهلها ، ربما لانشغاله بالعمل الإبداعي اكثر من مصدر الإبداع .
فتمتم كأنه يعاتب نفسه أو يأسف:
- من ينصف المُلهِمين ..؟





الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://turathmo5ayam.yoo7.com
 
القصة التاسعة : حقوق الإلهام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  القصة رقم (15) : ابن عم خالي
» القصة رقم (29) : اللبــــؤة
» القصة رقم (16) : الوشــم
»  القصة رقم (30) : الأعـــور
» القصة رقم (18) : المفتـــــاح

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات سنجل الباسلة :: 
القرنـــــــة
 :: قرنة سعادة أبو عراق
-
انتقل الى: