منتديات سنجل الباسلة
اهلا بك عزيزي الزائر , يجب عليك التسجيـل لتتمكن من المشاركة معنا وتتمتع بجميع المزايا للتفاعل مع أسرة سنجل في جمع التراث الفلسطيني وتراث العرب وحكاياتهم الشعبية هذه الرسالة لن تظهر بعد أن تسجل او تقوم بتسجيل الدخول ان كنت مسجل مسبقا!
منتديات سنجل الباسلة
اهلا بك عزيزي الزائر , يجب عليك التسجيـل لتتمكن من المشاركة معنا وتتمتع بجميع المزايا للتفاعل مع أسرة سنجل في جمع التراث الفلسطيني وتراث العرب وحكاياتهم الشعبية هذه الرسالة لن تظهر بعد أن تسجل او تقوم بتسجيل الدخول ان كنت مسجل مسبقا!
منتديات سنجل الباسلة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى تراثي فلسطيني
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
أهلا وسهلا بكم رواد  منتديات سنجل الباسلة نتمنى لكم أسعد الاوقات

 

  القصة رقم (12) : زيــــارة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
صالح صلاح شبانة
المدير العام
المدير العام
صالح صلاح شبانة


عدد المساهمات : 2459
تاريخ التسجيل : 21/05/2011
العمر : 70
الموقع : الأردن

 القصة رقم (12) :  زيــــارة Empty
مُساهمةموضوع: القصة رقم (12) : زيــــارة    القصة رقم (12) :  زيــــارة Emptyالخميس يونيو 09, 2011 7:41 pm

طريد الظل
مجموعة قصصية منشورة
للقاص والروائي
سعادة عوده ابو عراق

القصة رقم (12) :
زيــــارة
أجيء إليك أيتها (الكرامة ) بعد ثلاثين سنة أو يزيد ، آتيك زائرا بعد تطواف في بقاع الأرض ، طوعا أو كرها ، امتطي سيارة سياحية ، وشكرا للمرافقين الذين قدروا حنيني ، ومالوا بأريحية نحوك ، لعلي اشتم رائحة الصبا التي تركتها بك ، وربما أعيد الشعر الذي بدده الزمن عن رأسي ، وقضى على الباقي بالمشيب.
اهبط إليك بالسيارة ، وما كنت احسب أني سوف أزورك بعد هذا الدهر ، وعلى هذا النحو ، وقد غيرني الزمن وشكلتني الأحداث .
أيتها (الكرامة ) ، لقد تركت بك اعز ما ينبغي حمله ، أياما تعايشت بها مع مفرداتك ، مع أكواخ طينية ، تفصلها أزقة ضيقة روث وثغاء أغنام ، فلاحون يترنحون تعبا أو جذلا ، نخيل وخبّيزة وخرفيش ، ورفاق من الغرباء الذين يبحثون عن شيء لا يدرونه، يزمعون فعلا يتكوّن في الذهن ولا يعرفون الطريق إليه ، يفتعلون الغموض كما يفتعلون التخفي ، ينتشر في أجسادهم مخاض لشيء ما .
بك تستقر السيارة ، وأنا أحاول أن استعيد تفصيلات المكان، تعيد الذاكرة تكوينه ، فأرسمه من جديد ، بالرغم من انه يخادعني ، لا ادري ‍‍‍‍ ؟ ربما يتعتب علي أو ينكرني ، يدير وجهه غير عابئ بأشواقي ، حفّز ذاكرتك جيدا ، ولا يخدعنّك تكرشي وبدلتي الفاخرة ، ونظارتي السميكة ، أنا لا أتنكر ، فلا تنكرني ، الاتعرفني؟ انظر اليّ جيدا ، واذكر وهج الشباب والخطوات الوثابة ، ألا تذكر ابن العشرين ؟ الذي تعفر بترابك واستحم بشمسك ، ألم تره وقد أثقلته الوحدة والجرح المؤرق والكبرياء المشروخة ، تفرس بي كما أتفرس بك ، واستشعر نبضي الساخن كما أول مرة ، قبل ثلاثين سنة ، حينما كنت لا املك رصيدا غير روحي أقايضها كيفما اتفق ، ارحمني ، واشفع لضعفي ، فأنا املك أرصدة كثيرة، اقلها نفعا هو روحي .
لا عليك وقل لي بربك أين خبأت رفيقي الذي لا اعرف له اسما، وما زال يعيش بداخلي كل هذه المدة دون اسم ، كم يبهجني لو يأذن لي كي انتقي له اسما ، انحته من صفاته الكثيرة ، أيعجبك أن اسميك وسيما ؟ فقد كنت وسيما ، أم صادقا ؟ فقد كنت صادقا ، أمينا ؟ رفيقا ؟ ثائرا ..؟؟؟
أرجوك ولا تخادعيني أيتها القرية الرؤوم ، فقد تركت بك من يعز فراقه ، وافصحي ولا تناكفيني ، أين الجرف الذي اختبأنا به سويا ، حينما لم نكن نعرف الحرب ولا تعلمناها ، فقد داهمتنا بلا مقدمات ،وكنا نغفو بأحلام الصبا ، والكرامة فوق كل اعتبار، فأبت علينا الدوس والاستكانة ، استنفرنا أشواكنا ، وغدونا عنفوان الأمة وغصنها الرطيب ، تذاكرنا العابنا البريئة في حارات المخيم ، _ عسكر وحرامية _ لعبة قوامها التخفي والترصد ومفاجأة الخصوم .
اين الجرف الذي اختبأنا به ونحن نراهم خلف النهر رؤيا العين ، حينما كانوا يستعدون بغطرسة مكشوفة ، وتركونا لغريزتنا القتالية ، فهل ينفع التخفي خلف سور أو شجرة ؟ لا بأس ، سنضع على قدر فهمنا خطة الدفاع والتقدم ، فقلت له ولم اسأله عن اسمه بعد ( يا رفيق، ستكمن أنت هنا لتطلق النار على الجنود الإسرائيلين إذا نزلوا من الدبابة ، وأنا سأترصد بـ (الآر بي جي ) من خلف العبارة فرجاني بكلمة رفيق ، وطلب مني أن نتبادل المهمات والمواقع، فوافقت ، ولم ادر سببا لـذلك.
أين الجرف وأين العبارة ؟ أطالبك بها أيتها الكرامة ، ولك أن تعتبي عليّ كما أنا عاتب على نفسي ، فلا يليق بعاشق أن يغيب طويلا
هو ذاك الشقاف ، أراه كما رأيته أول مرة ، ينظر إلينا ، كمحجر العين ، أقواس متراكبة من طبقات صخرية كثنايا الجفن ، وهدب العين ، وكأم أدفأنا ذات ليلة بتناها فيه .
إذن ما دام الشقاف هناك ، فسيكون الجرف هنا ، حيث اقف ، حيث أطلق رفيقي طلقة الآر بي جي صوب الدبابة ، أصابها عن بعد عشرة أمتار إصابة غير قاتلة ، انتظرت بالكلاشنكوف كي احمي انسحابه ، لكن لا ادري من أين أتتك الزخة ، مزقتك بلا رأفة ، وما كان بوسعي أن افعل لك شيئا ، فعلى من سأطلق الرصاص ؟ فقد تبعتها آلية أخرى ، وسحبتها إلى الخلف .
سامحني أيها الرفيق على استجابتي لتوسلاتك ، فلا ادري من هو المحظوظ ، ومن الذي كسب ومن الذي أعطى ، وما كان بإمكاني إلا أن أدفنك بالجرف ، لملمت أعضاءك ، ورتبتها كما ينبغي ، أهلت عليك التراب ، وقرأت عليك الفاتحة وآية ( ولا تحسبنَّ ...)
إذن سيكون قبرك هنا ، في منتصف المسافة بين الشقاف وشجرة النخيل ، ولكن لماذا مدّوا على قبرك إسفلتا للسائحين ؟ ومن الذي تنكر لك ، فما كان بإمكاني أن أقيم على قبرك شاهدا ولا نصبا ، فسامحني يا رفيقي الذي لا اعرف اسمه ، واعلم أني أذكرك بقوة ، فملامح وجهك البريئة ، لم تزل تنعشني ، وحزمك يشد من أزري ، فأنا ذاهب صوب أريحا ، سأسلّم لك على كل الذين تعرفهم ولا تعرفهم ، ولا املك إلا أن اقرأ لروحك الطاهرة ؛ الفاتحة وآية ( ولا تحسبنّ ...
24/ 7 / 2000

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://turathmo5ayam.yoo7.com
 
القصة رقم (12) : زيــــارة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» القصة رقم (11) : الزلـــزال
»  القصة رقم (13) : ســــميرة
»  القصة رقم (28) : المسبــــحة
»  القصة رقم (15) : ابن عم خالي
» القصة رقم (29) : اللبــــؤة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات سنجل الباسلة :: 
القرنـــــــة
 :: قرنة سعادة أبو عراق
-
انتقل الى: