بس ابو علي
صورة تراثية لحكاية شعبية من ذاكرة الجدة محكية
بقلم الداعي بالخير : صالح صلاح شبانة
Shabanah2007@yahoo.com
بس أبو علي بس أسطوره ،بطل لخراريف كثيره كثيره ، منها خرافية العجوز اللي زغير ودارها وسخه ، وكاسيها العفن
يوم كنست الدار ، لقيت شلن ، راحت شرت معلاق ، حطته تحت السفل لمّا تتشمس ، وتتفلى مع جاراتها ساعة زمن
إجا بس أبو علي ، طلب منها تعيره المنخل ،حذرته يقرب من تحت السفل ويصيب المعلاق ، يوخذه وما يوكل معلاق ولا يلق لبن
فات أكل المعلاق ومسح ثمه الآثم ، وأخذ المنخل وطِلِع ، فاتت تطبخ المعلاق ، لِقِت المعلاق رايح ، حِمقِت وصابها حَزَن
راحت عَ القاضي ، ما بحلها إلا القانون ، لقيته في بيت الراحه ، دشعت عليه وهو في الراحه شارع دارع ، للوضع الراهن مرتهن
احتشمي يا عجوز ، ها لحكي ما بجوز ، قالت له : استهدي بالرحمن ، مظلومه ومزرومه ، ومش شايفه الضوّ أبداً
أنا زغيره ، خلقة ربك ، وداري زغيره ، على قدك ، داري وسخه ، وسخه من وساختك ، وهذا يا عجوز إشي مش حسن
قالت : كنستها ، قال تناظفت ، لقيت شلن ، ارتزقتِ ، شريت معلاق ، تزفرتِ ، هيصي ، رزقه واجتك لحد عندك مجروره برسن
قالت : إجا بس أبوعلي أكله ، قال لها : انحرمتِ ، قالت : الله يسامحك ، هذا حكي بوقف الميه في الزور وبهز البدن
بس ما دام هذي القضوة قضوتك ، بدي أدبك على بلوتك ، واخليك حديث للناس ، يسبوا عليك ويلعنوا فاطسك ، ويعفروا وجهك بالسكن
وقال الراوي : دَّبته في محله وطلعِت ، وبس أبو علي الميمون طِلِع سالم غانم ،فاز بالغنيمه ، وعقلها طق وما عاد يتوَزّن
وبس أبو علي الثاني اللي راح شرب حليبات العجوز ، وقطمت له العجوز ذنبته ، وخلته بلا ذنب ، والذنب عندها مرتهن
قال لها : نيو نيو يا ستي العجوز ، أعطيني ذنبتي تروح عند امي ، قالت : روح عَ الشاه ، وجيبلي من عندها حليب ولبن
راح عَ الشاه ، وقال لها : أعطيني حليب للعجوز ، تعطيني ذنبتي ، واروح عند أمي ، قالت له : روح عَ الشجره زينة الأرض والوطن
تعطيك حشيش ، أعطيك حليب .. راح عَ الشجرة ، يا شجره أعطيني حشيش للشاه تعطيني حليب للعجوز ، تعطيني ذنبي المرتهن
قالت : روح للبحيش ، يبحش على عرقي ، أعطيك حشيش . راح عَ البحيش،قال له البحيش: روح عَ البير المليان من مية المُزَن
يعطيك مية مطر ، أَبحَش عَ الشجره . راح عَ البير ، يا بير يا بربير ، يا للي شانك كبير ، أعطيني دلو ميه ما جاد مثلها الزمان
للبحيش يبحش عَ الشجره ، تعطيني حشيش ، أعطيه للشاه ، تعطيني حليب ، أعطيه للعجوز ، اللي قلبها أقسى من الصوان
تعطيني ذنبتي ، أروح عند أمي ، حالتي صارت يأس وعدم ، وما عندي ذنب يهز بمحبه بموده ، يآلف لِقلوب حواليّ ، ويكش الذبان
قال له البير : أنا طربنجي بحب الطرب ، روح عَ الصبايا الحلوات ، يجين يرقصن فوقي ، واسمع أحلى وأعذب الموسيقى والألحان
راح عَ الصبايا ، يا صبايا تعالن ارقصن عَ البير يعطيني ميّه للبحيش ، يبحش عَ الشجره ، يحرك في عروقها منابع الحنان
تعطيني حشيش ، أعطيه للشاه ، تعطيني حليب أعطيه للعجوز ، تعطيني ذنبتي ، اللي بلاها انكتب عليّ الزعر وحياتي صارت أحزان
قالن له : روح عَ الكندرجي يصلح كنادرنا ، وجيبهن نلبسهن ، وقتيها نروح معك ، نرقص عَ البير من غير ما نحملك جميله ولا امتنان
راح عَ الكندرجي ، بقى هذاك السكافي زلمه ختيار ، هدّه الزمن ، يدق مسمار ويوخذ غفوه ، بعد ما يشبح الكندره على السنديان
يا اسكافي ، يا امَدِّس الحافي ، حِن على بس أبو علي الأزعر ، واعطيني كنادر أحلى الصبايا الحلوات ، زينة لِبنيات والنسوان
قال له السكافي ، حاضرات ، بس روح كِب سطل مية النعل ، وكنس لي المحل لِمعفن من التشاريب وانطر المحل لبين ما أوخذ غفوه لأني نعسان
واقعد محلي ، ركب لك نص نعل ، وارشم لك مشايه مسامير عَ الداير مندار ، أبقى صحصحت وصحيت من تعسيلتي من غفوة الغزلان
قام البس بكل المطلوب ، كب السطل ، وركب نص النعل ، وفى الشغل لبين ما أخذ الكندرجي تعسيلته ، وصحصح وفز يقظان
أعطاه الكنادر ، ودّاهِن للصبايا ، راحن مثل رف الحمام عَ البير ، رقصن بلدي وخرسون ، حفن البير من قلبه ميه ، بترد الروح للعدمان
أعطاها للبحيش ، شرب وارتوى ، مسك ها لفاس ، وبَحوّش عَ العِرِق ، أعطته الشجره عبطة حشيش أخضر من لباليبها ريان
أخذهن للشاه ، أكلتهن بهنا وصحه ، أعطته حليب ، أخذهن للعجوز ، اللي قطمت ذنبته ، وخلت دمه قبل ريقه نشفان
أعطته ذنبته ، حطها عَ مقفاه ولزّقها ، وصار يلولح فيها مثل زمان ، وبرطع مروح معنقر عند أمه ، وعِلم الدروس مش بالمجان
تقرأ بلهجة أهل سنجل