منتديات سنجل الباسلة
اهلا بك عزيزي الزائر , يجب عليك التسجيـل لتتمكن من المشاركة معنا وتتمتع بجميع المزايا للتفاعل مع أسرة سنجل في جمع التراث الفلسطيني وتراث العرب وحكاياتهم الشعبية هذه الرسالة لن تظهر بعد أن تسجل او تقوم بتسجيل الدخول ان كنت مسجل مسبقا!
منتديات سنجل الباسلة
اهلا بك عزيزي الزائر , يجب عليك التسجيـل لتتمكن من المشاركة معنا وتتمتع بجميع المزايا للتفاعل مع أسرة سنجل في جمع التراث الفلسطيني وتراث العرب وحكاياتهم الشعبية هذه الرسالة لن تظهر بعد أن تسجل او تقوم بتسجيل الدخول ان كنت مسجل مسبقا!
منتديات سنجل الباسلة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى تراثي فلسطيني
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
أهلا وسهلا بكم رواد  منتديات سنجل الباسلة نتمنى لكم أسعد الاوقات

 

  القصة رقم (17) : إعـــدام لــــــوحة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
صالح صلاح شبانة
المدير العام
المدير العام
صالح صلاح شبانة


عدد المساهمات : 2459
تاريخ التسجيل : 21/05/2011
العمر : 70
الموقع : الأردن

 القصة رقم (17) :  إعـــدام لــــــوحة Empty
مُساهمةموضوع: القصة رقم (17) : إعـــدام لــــــوحة    القصة رقم (17) :  إعـــدام لــــــوحة Emptyالخميس يونيو 09, 2011 7:50 pm


طريد الظل
مجموعة قصصية منشورة
للقاص والروائي
سعادة عوده ابو عراق

القصة رقم (17) :
إعـــدام لــــــوحة
يعج الأ ستوديو بالكوادر الفنية والكمرات وأجهزة الإضاءة، وضجيج بالرغم من الاسترخاء الذي يمارسه الجميع ، ينتظرون بفارغ الصبر ذاك الفنان الذي يرسم لوحة ، ليتم تدميرها في مشهد من ثلاثين ثانية ، والمخرج _ ككل المخرجين _ في أعلى طاقة انفعالية ، فالكمرات الباهظة الأجرة ، معطلة منذ خمس ساعات أو اكثر ، وقد استعجله اكثر من مرة ، لكن الفنان المستغرق لم يكترث كثيرا ، بل استمر أسيرا للإلهام الذي يتدفق عليه ، يبحر في تفصيلات لا يستشعرها أحد ، يثري الابتسامة الشفافة عذوبة آسرة ، ويفجر في النظرات سحر العشق ، تفاجئ المتلقي بصدمة الانبهار .
قال مساعد المخرج كأنه يحدث نفسه :
_ ما هذه العبثية ..؟ يرسمها وكأنها ستبقى إلى الأبد..!! ألا يعلم أنها ستقطّع بالسكين ، وتلقى كإحدى القمامات ..؟
ربما سمع الفنان تسخيفا من قبل لجديته المفرطة ، انه يعلم يقينا أنها ستكون ديكورا للمشهد ، إذن ..، لماذا الإصرار على هذا الإتقان..؟ وكأنه يعمل على غير إرادة منه ولا هدف .
تأتي الممثلة التي ينبغي أن تكون الفتاة اللعوب ، تنظر إلى صورتها، ترى الملامح الصارخة ، والتعبير الذي لم تقو هي أصلا على تجسيده ، تغتبط لهذا الوجه النابض ، والحركة الداخلية التي تعتمل خلف النظرات ، والابتسامة التي تُراكِم كنزا من الكلام ، تؤكدها التفاتة مفاجئة تظهر في العنق ، وضوء يتخلل الشعر المنفوش ، كهالة ملائكية، فهل كانت تحلم يوما بصورة كهذه ، إذن ، فكيف يقوى ذاك الممثل المخبول على تحطيمها ..!! شيء مؤلم أن تراها تقب ، فهمست في أذن المخرج وهي تراجع ورقة السيناريو:
_ انه تصرف مفتعل ، الفتاة لم تغضبه حتى يمزق اللوحة بعنف .
ربما خطرت ببال المخرج هذه الفكرة ، لكنه لم يتوقع أن يأخذ الفنان الأمر بهذه الجديّة ، ويندمج بالدور كأنه ممثل ، وان يجلس طويلا يتأمل وجه الممثلة ، ويستغرق وقتا أطول في الرسم ، أما كان بإمكان المؤلف أن يكتفي بركل اللوحة ورمي الفرشاة ؟ كان عليه أن يفكر بذلك أثناء بروفات الطاولة ، فنهض باحثا عن المؤلف ، لكن شيئا أغراه بالتوقف ، إذ رأى لوحة جديرة بالخلود، ويعز عليه أن يشهد تمزيقها ، ويشهد المتفرجين على ذلك ، فهمس في نفسه (أمن الضروري تمزيقها؟) وساءل نفسه عن سبيل لإنقاذها ، فقال للكاتب الفخور بنفسه :
_ سنعدّل المشهد ، فنجعل البطل يركل اللوحة والمنصب .
استاء الكاتب لهذا العبث المقصود بذروة المشهد ، فرمى السيجارة ، وفركها بقدمه وقال :
_ اعتقد انه أنجز اللوحة ، ولا داعي للتعديل .
عادوا ثانية إلى الرسام الذي يقف متأملا لها ، فاعجب الكاتب بهذه الشخصية الفريدة للفنان الحقيقي ، وتمنى لو يعيد رسم شخصية البطل على هذا النحو ، وخاصة حينما رأى لوحة لم يتوقع أن تكون بهذا الإتقان ، إذ هتف :
_ إنها رائعة ...
وبدت الشفقة في نبرته ، وقَدَّرَ للمخرج ملاحظته ، وتابع :
- كنت أتوقع أن يقوم الفنان بتلوين صورة فوتوغرافية مكبّرة .
حمدت الممثلة الله على انه لم يذكر هذا الاقتراح سابقا ، وإلا لحرمت من لوحة سوف تحتفظ بها ، وحرمت أيضا من طاقات أخرى للتمثيل ، فجّــرنها انفعالات حارة ، غزاها بها الفنان ، تمنت لو أن زميلها الممثل كان قادرا عليها ، فقالت :
_ لماذا لا تصوّرون اللوحة ، ويقوم الممثل بتمزيق الصورة ؟
فكر المخرج بتكلفة الصورة ـ بالرغم من وجاهة الاقتراح _ وبالزمن الذي سيستغرقه هذا العمل ، فقال وكأنه يأخذ وقتا للتفكير :
_ يا الهي ...!!! لم اعد احتمل مزيدا من التأخير .
غمر الممثلة سرور ، فقد يتبنى المخرج اقتراحها فقالت مشجعة :
_ سأدفع تكاليف التصوير ، و أجرة الكاميرات
أزاح المصور عن رأسه الأشياء التي يلبسها ، وبدا انه تأثر باهتمام المخرج والممثلة والكاتب وقال :
_ لماذا تصوير اللوحة ..؟ ما الهدف من ذلك ..؟
ابتعدوا قليلا عن الفنان الذي راح يمايز اللوحة عن بعد ، وكأنه ينظر عبر أحداق أخرى ، ، كانت ملامحه عاصفة ، ككل الفنانين الذين يتعرضون لخلجات انفعالية جـمّة ، جلس على كرسيّ كمن يستريح وقد توقفت يده عن تناول سيجارة من علبة نسي فتحها .
قال المصور وقد تفهّم الموقف :
_ أستطيع عمل تقطيع : زوم لانفعال الوجه / قطع / زوم لسكين الرسم الكبيرة ملطخة باللون الأحمر / قطع /لقطة لليد المرتعشة وهي تحمل السكين / قطع / لقطة من قفا اللوحة واليد تهوي بالسكين / قطع / السكين تخترق قماش اللوحة من الخلف في عدة أماكن /قطع/
بدا الارتياح واضحا على الوجوه الأربعة ، إلا الفنان الذي لم تزل أصابعه تبحث عن سيجارة في علبة مغلقة ، اتجهوا نحوه فما عاد إكمالها مهما ، لكنه نهض وأصابعه تبحث عن سيجارة بعنف ، تناول سكينة الرسم وهوى على اللوحة يمزقها .
4/ 8 / 2000







الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://turathmo5ayam.yoo7.com
 
القصة رقم (17) : إعـــدام لــــــوحة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» القصة رقم (11) : الزلـــزال
»  القصة رقم (12) : زيــــارة
»  القصة رقم (13) : ســــميرة
»  القصة رقم (28) : المسبــــحة
»  القصة رقم (15) : ابن عم خالي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات سنجل الباسلة :: 
القرنـــــــة
 :: قرنة سعادة أبو عراق
-
انتقل الى: