منتديات سنجل الباسلة
اهلا بك عزيزي الزائر , يجب عليك التسجيـل لتتمكن من المشاركة معنا وتتمتع بجميع المزايا للتفاعل مع أسرة سنجل في جمع التراث الفلسطيني وتراث العرب وحكاياتهم الشعبية هذه الرسالة لن تظهر بعد أن تسجل او تقوم بتسجيل الدخول ان كنت مسجل مسبقا!
منتديات سنجل الباسلة
اهلا بك عزيزي الزائر , يجب عليك التسجيـل لتتمكن من المشاركة معنا وتتمتع بجميع المزايا للتفاعل مع أسرة سنجل في جمع التراث الفلسطيني وتراث العرب وحكاياتهم الشعبية هذه الرسالة لن تظهر بعد أن تسجل او تقوم بتسجيل الدخول ان كنت مسجل مسبقا!
منتديات سنجل الباسلة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى تراثي فلسطيني
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
أهلا وسهلا بكم رواد  منتديات سنجل الباسلة نتمنى لكم أسعد الاوقات

 

 القصة رقم (19) : حلم دجـــاجة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
صالح صلاح شبانة
المدير العام
المدير العام
صالح صلاح شبانة


عدد المساهمات : 2459
تاريخ التسجيل : 21/05/2011
العمر : 70
الموقع : الأردن

القصة رقم (19) :   حلم دجـــاجة Empty
مُساهمةموضوع: القصة رقم (19) : حلم دجـــاجة   القصة رقم (19) :   حلم دجـــاجة Emptyالخميس يونيو 09, 2011 7:54 pm

طريد الظل
مجموعة قصصية منشورة
للقاص والروائي
سعادة عوده ابو عراق

القصة رقم (19) :

حلم دجـــاجة
مدى من الدجاج المتراص ، يمتد بياضا تخالطه حمرة من الأعراف ، تتمايل بلا انتظام ، كسنابل أتعبتها النسائم ، تتصاعد منها نقنقة غير متناغمة ، كمستنقع من ضجيج ، وزحام يحد من الحركة النشطة ، تستبد بإحداهن رغبة في الانعتاق من هذا الضيق ، ربما سئمت من انتظار لا تعرف له معنى ، كلّت قدماها من الوقوف ، تسائل نفسها ، فلا تدري متى ابتدأ وجودها هنا ، ذاكرتها الضعيفة تخذلها ، فما الذي جعلها ضمن هذا الجمع الهائل من الدجاج ؟
تختلق هذه الدجاجة تفصيلات صغيرة ، تحرك الصفو الساكن في الزمن الرتيب ، تدفع جارتها ، تزحمها على العلف الممتد على الشريط، غذاء شهيّ مبذول ، لكن الجارة تُعرض عن هذه المناكفة المقصودة ، فهي منهمكة بانتقاء حبات الذرة الصفراء ، فقد كبرت على الحب المجروش ، والأشياء الأخرى الغريبة ، فلماذا هذه اللامبالاة ؟ ولماذا الاهتمام بالأكل فقط ؟ ولماذا هذا التأدب على الموائد ؟
منذ أن استشعرت أن لها جناحين ، ودّت لو تستعملهما لغير التمطي والرفرفة الباذخة ، تساورها رغبة في الطيران ، أن ترتفع وتحلق، رغبة دفينة لا تدري من أين أتتها ، ربما اكتشفتها ، أو عثرت عليها صدفة ، لا تعلم من زرعها بها ، أو ألقاها بذرة خاملة، فنسيت موسم إنباتها ، إنها تستشعر حيزا مناسبا تفرد به جناحيها ، تحركهما بقوة ، فتثير ضجة صغيرة ، توسع من الفجوة قليلا ، تحس بخفة مرقصة ، وهمة اكثر للقفز ، يسرها التقدم الذي حققته في القفزة الأخيرة ، ما جعلها تقترب من حلم التحليق في الفضاء .
ما هذه الفكرة المجنونة التي استبدت بها ! وأي هوس هذا الذي أصابها ؟ فجعلها تقفز برعونة ، تتشبث اكثر بظهر جارتها المنهمكة بالأكل, وتعيد الكرة بشكل افضل ، تعتليها وتوازن نفسها على الظهر المترجرج، تصيح فرحة بالانتصار ، بهذا الأفق الرحب الذي لم تشهده من قبل ، لكنها تسقط ، وتعيد التجربة ثانية ، فقد تذوقت نشوة النصر ولذة الاكتشاف ،فبدت لصاحب المزرعة تصرفات ذكورية ممنوعة ، فتمتد لها اليد العملاقة ، تمسك بها ، تستغيث قليلا أو تحتج ، تشعر بوخزة في فخذها ، تلهيها عن المنظر الذي تفاجأت به من عل ، شيء ما يسري في جسمها وهي تُسقط على الأرض ، رجلها ثقيلة وكذلك الأخرى ، فلا تسعفانها على الحركة التي تريدها ، بل تستسلم إلى ارتخاء عام وسكون .
لا يمنعها الخدر العام الذي تغرق فيه من استذكار ذاك الأفق من الرؤوس البيضاء المحمرة ، وتلك الإطلالة البديعة التي استشرفتها لحظة قصيرة كالحلم ، لعنة الله على الكسل ، الذي يخلدها إلى الدعة، فلا ترى لها عملا غير التهام العلف اللذيذ ، فتحشر رأسها بين هذه الرؤوس المدربة على الحركات السريعة المتواترة ، يتخمها الأكل ، وتذوي ، وترى في المنام أنها تطير .
تحشر الآن بمكان لا تدريه ، أعمدة متباعدة ، تمكنها من أن تدس رأسها بين هذه القضبان، ربما تستطلع هذا التغيير ، خصوصا هذا الارتفاع الذي تتمناه عن الأرض ، هكذا داهمها الطيران دون أن تفكر به ، ترى من جديد ذاك المنظر الرائع ، فأين كان مخبأً هذا العالم المتسع ؟ تطل بلهفٍ من بين الفجوات ، ويغمرها حبور عام إذ استقر بها المكوث على مرتفع أعلى ، يأسرها فيض الدهشة ، إذ تشعر أنها تتحرك ، تمر الأشياء من أمامها بلا جهد، تنظر للأسفل فتدرك كم تطير بلا عناء ، تحاول التركيز على الأفق المستقر نسبيا ، هربا من الدوار الذي يصيبها حينما ترى الأرض تعبرها سريعا .
من جديد تزج بلا هوادة ، وتحشر بعنف خلف قضبان أخرى، يضايقها الاكتظاظ الكثيف ، لكن الفضول يلهيها بدجاجة ملونة شرسة ، كثيرة الحركة والصياح , كأنها تأنف أن تكون بين هذا الجمع الأبيض الوادع ، بها فظاظة وميل إلى الهرب ، لم تشغلها كثيرا ، لان تلك التجربة من التحليق ، حلم لم تتخلص من سيطرته بعد ، حلم مملوء بالأشكال والألوان والخطوط ، وأين منها هذه الجدران الملساء الناصعة البياض ، تشعر بحنين إلى ذاك الحلم ، وشوق مستبد إلى تلك التجربة ، فمتى تخرج مجددا من خلف هذه القضبان؟
ما هذه الفتحة المتسعة التي تغريها كي تتمادي اكثر من إخراج الرأس ، لتقف على مرتفع لا بهجة منه ، لكنها تهبط ، تسقط سقوطا مباشرا دون إرادة منها ، لم ينفعها بسط جناحيها والتشبث بأعمدة الهواء ، فقد سقطت بعنف على رجليها ، كابدت ألما خلخل عظامها ، تمنت لو أسعفها التمرين على استعمال جناحيها جيدا ، كما فعلت تلك الدجاجة الملونة التي كان سقوطها ابعد ، تركض برشاقة وخفة ، سريعة ومراوغة ، يغريها الاقتداء بها ، لكن أنّى تلحق بها ! فمتى تدربت تلك الشرسة على هذا الجري السريع ؟ ولماذا تلك الكائنات العملاقة تطاردها ؟ ستفعل مثلها إذا ما اقترب منها ذاك الكائن العملاق ، ستهرب بعيدا ، ولن تستكين لقبضته ، آه لو تستطيع الطيران ، سبق وان ارتفعت قليلا ، ستجرب الآن ، ولتجر ، وترف بجناحيها ، بالرغم من الأرجل الضعيفة ، والثقل المنهك ، وسقوطها اكثر من مرة ، وحيرتها بين الجهات ، واستسلامها للتعب، وتوقفها لاهثة ، تنظر بنكاية لتلك الدجاجة المشاكسة بيد الكائن العملاق ، صائحة مكافحة ، كأنها تخشى العقاب ، تراودها فكرة الإفلات من العقاب بمزيد من التأدب والطاعة ، فلعلها لا تقوى على مزيد من الهرب والمراوغة ، يقرب منها الكائن العملاق ، تستكين وتصدر صرخة استسلام واستكانة ، وربما عطل الخوف ما تبقى بها من قوة ، تطبق عليها اليد الضخمة ، فتنكمش بلا حراك ولا صوت، بينما ترى الدجاجة الملونة في اليد الأخرى تعلن احتجاجها بصوت مرتفع ، تنتفض في كل اتجاه ، فتفلت وتمضي سريعا كأنها تطير .
توضع في مكان منهكة ، بين دجاج نائم قاني الرقاب ، بينما تغيب الدجاجة الملونة ، مخلفة صياحا صاخبا .
لعلها الآن حزينة ، فلماذا لم تتعلم الاحتجاج بصوت صريح إن لم تكن قادرة على الجري والطيران ؟
25 / 8 / 2000
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://turathmo5ayam.yoo7.com
 
القصة رقم (19) : حلم دجـــاجة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» القصة رقم (16) : الوشــم
»  القصة رقم (30) : الأعـــور
» القصة رقم (18) : المفتـــــاح
» القصة رقم (20) : الزنـزانة
» القصة رقم (24) : موت في الشرفــة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات سنجل الباسلة :: 
القرنـــــــة
 :: قرنة سعادة أبو عراق
-
انتقل الى: