منتديات سنجل الباسلة
اهلا بك عزيزي الزائر , يجب عليك التسجيـل لتتمكن من المشاركة معنا وتتمتع بجميع المزايا للتفاعل مع أسرة سنجل في جمع التراث الفلسطيني وتراث العرب وحكاياتهم الشعبية هذه الرسالة لن تظهر بعد أن تسجل او تقوم بتسجيل الدخول ان كنت مسجل مسبقا!
منتديات سنجل الباسلة
اهلا بك عزيزي الزائر , يجب عليك التسجيـل لتتمكن من المشاركة معنا وتتمتع بجميع المزايا للتفاعل مع أسرة سنجل في جمع التراث الفلسطيني وتراث العرب وحكاياتهم الشعبية هذه الرسالة لن تظهر بعد أن تسجل او تقوم بتسجيل الدخول ان كنت مسجل مسبقا!
منتديات سنجل الباسلة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى تراثي فلسطيني
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
أهلا وسهلا بكم رواد  منتديات سنجل الباسلة نتمنى لكم أسعد الاوقات

 

  القصة رقم (21) : الكرسي الفارغ

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
صالح صلاح شبانة
المدير العام
المدير العام
صالح صلاح شبانة


عدد المساهمات : 2459
تاريخ التسجيل : 21/05/2011
العمر : 70
الموقع : الأردن

 القصة رقم (21) :    الكرسي الفارغ Empty
مُساهمةموضوع: القصة رقم (21) : الكرسي الفارغ    القصة رقم (21) :    الكرسي الفارغ Emptyالخميس يونيو 09, 2011 7:57 pm


طريد الظل
مجموعة قصصية منشورة
للقاص والروائي
سعادة عوده ابو عراق

القصة رقم (21) :


الكرسي الفارغ
كالروايات السخيفة ، كالأفلام المبتذلة ، كالحكايات الدرامية والقصص الوعظية ، يموت مدير الشركة بلا وريث شرعي ، ونبحر في متاهات التخمين ، حين صار الورثة يتدفقون ، يدّعون قرابته ، وما كان أحدهم يرقى إلى الجد الخامس ، مما جعل فترة الحداد مملوءة بالترقب القلق.
وفجأة _كما في كل الحكايات _ يأتينا مدير جديد ، يدخل الشركة منتصبا كالتمثال ، خطواته قوية ، نظراته مترفعة ، يباعد المسافة بيننا وبينه ، لنجد _ نحن الموظفين _ أنفسنا أمام شخص نمطيّ ، يلف نفسه بالغموض ، بتفرسه لعلنا يوما رأيناه او إلتقيناه ، نحملق به كالقطط المترقبة ، ونحن نُدعى إلى الاجتماع الأول، نسائل أنفسنا بلا طائل ، أهو الوريث الشرعي للشركة ؟ أم كبير الورثة ؟ أم مندوب الحكومة ؟ أم المالك الجديد ؟ وما هي الخبرات التي تؤهله لإدارة مثل هذه الشركة العملاقة ؟ وأي المناصب التي شغلها مسبقا ؟ لكن الأسئلة القاسية وذات الأهمية لنا ، كانت حول أسلوبه الإداري ، وطريقة تعامله ، أتراه سينهج نهجنا أم سننهج نهجه؟
نعلم نحن قدامى الموظفين ؛ ما يتهاداه كبار الإداريين من وصايا حول الحزم والشدة والترفع ، والدبلوماسية الغامضة التي يجب أن يتقن استعمالها ،والأفكار المبهمة والكلمات الغائمة، والمواقف التي تمكنه من التراجع في أي وقت ، مقابل القرارات ذات الصبغة القطعية ، والحزم الملفع بالمنطق والإقناع، والإمساك بزمام الحديث والسيطرة عليه ، وغيرها من السلوكيات التي يتناقلها المديرون شفاها كوصايا أو قواعد إدارية .
نجلس أمامه ، ونرى في تجهمه كل هذه الوصايا ، ونسترجع نحن قدامى الموظفين خبراتنا السابقة حيال هذه المواقف المصطنعة ، فدوما نترك كل الجوانب التي حرص على إظهارها سليمة لامعة ، ونلوذ بالمنافذ التي لم يحصنها ، والأبواب التي نسي إغلاقها ، ونتسلل إلى مفاتيح القيادة والتشغيل والتوجيه ، فابتسامة الثقة والتسامح التي يجيدها كل المديرين ، لا تخفي أبدا القلق الذي يعتمل في نفوسهم .
يوسف عبد الجواد _ هكذا قدم لنا نفسه ، وكأنه عَلَمٌ لا يجهله أحد ، بل فيه من الدلالة ما يكفي ، فهذا اسم شائع وكثيرا ما سمعناه ، أو سمعنا مثله ،لكنه لم يسلمنا إلى معرفة هذا المدير الجديد الذي يحاول أن يكون أحجية .
كان الاجتماع قصيرا ، ولم نكن نرغب أن يطول ، فهذا اجتماع للتعارف وليس اجتماع عمل ، وحينما انسللنا ، وجدنا أنفسنا _ من غير اتفاق _ نجتمع في مكتب المدير الإداري ، فلدى كل واحد منّا _المدير المالي ، والإداري ، والمبيعات والإنتاج ، والموظفين ، والخدمات _ قضاياه الخاصة، ومشاكله الملحة . فالعمل متوقف أو شبه متوقف منذ أسبوع تقريبا ، والزبائن تطالب بإلحاح ، ونحن نماطلهم ونطالب المصنع ، والمصنع يطلب المواد الأولية للإنتاج ، وهذه المواد بحاجة إلى أذون صرف ، وشيكات ، ومعاملات بنكية ، والتي لا بد لها من مدير يقرر ويوقع ، فما كنا نعلم مسبقا أن للمدير ضرورة حيوية كما نعلمه اليوم .
وكما في كل الأفلام السينمائية الرخيصة ، يأتي المدير في كل صباح ، يغلق مكتبه عليه ، كأنه يرسم خطط العمل وحيدا ، نتذرع بأعذار وجيهة وغير وجيهة للدخول إليه ، نطرق الباب استئذانا ،نتصنع المفاجأة حينما نجد السكرتيرة جانبه ، ينقطع حديثهما وكأنهما يفسحان للقادم مجالا ، فنربأ بأنفسنا عن الخوض في الأوهام السخيفة والظنون البذيئة ، ونؤوّل هذا برغبة منه في فهم الأمور من الأبواب السهلة والجميلة ، والسكرتيرة خير من يعلم واجمل من يعلم ، وصار من شأنه أن يتحاشى الاستفسار منا ومناقشتنا والخوض معنا في أمور يجهلها ، ربما أغاظنا هذا التهميش لكننا كنا ندرك انه لا بد أخيـرا أن يلجأ إلينا .
وهكذا بدا لنا أننا نفهمه .
كان الأمر مسليا ، إذ جمعتنا النميمة والنكاية ، وابتعاده عن التدخل المباشر في أعمالنا ، إلى أن صُرف أول شيك من البنك ، لم يكن مبلغا كبيرا، لكن المدير الإداري فطن انه لم يرسل توقيع المدير إلى البنك ، شعر بخطئه، وهرع إلى المدير المالي يستوضح هذا الإشكال ، فاخبره أن البنك يكتفي بتوقيع المدير المالي ، اطمأن لبراءته من خطأ محتمل ، وان ساورته الشكوك الكثيرة حول مستقبل الشركة ، ووقوعها فريسة بيد المدير المالي ، في ظل ضعف المدير الجديد وانعزاليته، هكذا اسرَّ لي المدير الإداري في جلسة خاصة ، ولكي اكبح المغالاة في ظنونه ، سألته أن يذكر لي تلاعبا قد حصل سابقا ، نفى بيقين لكنه أبقى الاحتمال قائما فقد ارجع ذلك إلى المتابعة الدقيقة ، والمسؤولية العالية التي كان يتمتع بها المرحوم .
لم تبق هذه الأسرار حكرا علينا ، فقد ذاعت بين صغار الموظفين ، وسمعنا من يتحدث عن الشركة الخداج التي يسهل اختراقها ، والمدير الذي يمكن إقناعه ، ومديري الشركة السبعة ، وعن (ماري انطوانيت ) التي غدت رغباتها سياسة للشركة ، لذلك كان علينا أن نضع حدا لكل الأراجيف ، فمستقبلنا وقوت عيالنا مرهون بوجود الشركة ونجاحها ، فاجتمعنا بمكتب مدير شؤون الموظفين ، وقررنا بحزم أن نناقش ذلك مع المدير ، لولا ملاحظة أبداها مدير الموظفين تفيد بأنه لم يتسلم شهادة وفاة المدير السابق ، كما لم تصله إلى الآن وثائق تعيين المدير الجديد .
لم يكن هذا الاكتشاف اقل خطورة من ثغرة الشيك التي عرفنا بها ، لذلك أبقيناه سرا بيننا، رغم أننا نصرخ بقوة : وما أدرانا انه المدير !!؟؟ ما هي الإثباتات القانونية التي قدمها ؟ انه لم يقدم دليلا واحدا على أهليته ، لا قرار التعيين ، ولا قرار الحيازة ، لذلك لم نعد ندري إن كنا نتواطأ معه على الخطأ ، أم لم نمارس مسؤولياتنا جيدا وشعرنا بالغباء بل بالسذاجة المفرطة ، وأننا وأصحاب فكر مخنث ، تناقشنا طويلا حول مخاوفنا ، ونسقنا أفكارنا لطرحها أمام المدير ، فلا بد أن نتيقن، ونسأله توضيح الأمر ، واثبات أحقيته بهذا المنصب ، وقررنا أن نوكل الأمر إلى مدير شؤون الموظفين ، الذي يحق له طلب هذه الإثباتات ، ليضعها في ملف خاص .
وكما في كل الأفلام السينمائية السيئة ، كان لنا ما أردنا ، دخل مديرا الإدارة والموظفين ، وتركا الباب مفتوحا ، وتناثرنا نحن في الردهة ، ارتبك مدير شؤون الموظفين حينما تواجه بحدة المدير وغطرسته ، لكن المدير الإداري ، الذي كان اكثر دبلوماسية ورباطة جأش ، طلب منه بثقة أن بقدم أوراق تعيينه القانونية .
كأن المدير قد توقع أمرا كهذا فقال بهجومية تنم عن تغافله المقصود
_ وهل أنت مخول بسؤالي عن هذا الأمر ؟
بهت المدير الإداري وبهتنا ، وتفاجأنا بأمر يجدر بالمدير متابعته ، هل نحن أمام الكمرة الخفية؟ فالمسافة قصيرة بين الحقيقة والخيال ، بدا لنا التساؤل وجيها ، فمن منا قد خطر بباله سؤال كهذا السؤال ؟ رجعنا إلى قوانين العمل ونظام الشركات ، فلم نجد مِن الموظفين مَن يحق له أن يسأل عن أهلية المدير ومشروعية منصبه ، أما كان بإمكان أي واحد منا أن ينصب نفسه مديرا !!
في لحظة صمت وتأمل ، قرأنا أفكار بعضنا ، فلا يحتاج المرء لكي يغدو مديرا إلا لقدر من الجرأة والمغامرة ، ثم يأتي بعد ذلك كل شيء ، لماذا لا نقطع الطريق على هذا اللص ، وننصب أحدنا مكانه، فليكن إذن المدير الإداري مديرا للشركة ، هكذا اتفقنا ، فلا ينبغي ان نقتتل كالرعاع ، فالانقلابيون ، يتفقون أولا ريثما يختلفون .
وكما في كل القصص المثيرة ، احكمنا الخطة ، لننفذها صباح اليوم التالي ، ولكن حينما دخلنا مكاتبنا ، وجدناها مشغولة بمديرين جدد، وقدم لنا أمر إقالتنا من مناصبنا مع جميع حقوقنا القانونية .
ككل القضايا المنطقية ، حيث تلتحم المقدمات بالنتائج ، لم نستطع ان نسأل هذا المدير تبريرا لإجرائه هذا ، لأننا أصلا لم نستطع أن نسأله عن شرعية تعيينه .




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://turathmo5ayam.yoo7.com
 
القصة رقم (21) : الكرسي الفارغ
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  القصة رقم (15) : ابن عم خالي
» القصة رقم (29) : اللبــــؤة
» القصة رقم (16) : الوشــم
»  القصة رقم (30) : الأعـــور
» القصة رقم (18) : المفتـــــاح

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات سنجل الباسلة :: 
القرنـــــــة
 :: قرنة سعادة أبو عراق
-
انتقل الى: