منتديات سنجل الباسلة
اهلا بك عزيزي الزائر , يجب عليك التسجيـل لتتمكن من المشاركة معنا وتتمتع بجميع المزايا للتفاعل مع أسرة سنجل في جمع التراث الفلسطيني وتراث العرب وحكاياتهم الشعبية هذه الرسالة لن تظهر بعد أن تسجل او تقوم بتسجيل الدخول ان كنت مسجل مسبقا!
منتديات سنجل الباسلة
اهلا بك عزيزي الزائر , يجب عليك التسجيـل لتتمكن من المشاركة معنا وتتمتع بجميع المزايا للتفاعل مع أسرة سنجل في جمع التراث الفلسطيني وتراث العرب وحكاياتهم الشعبية هذه الرسالة لن تظهر بعد أن تسجل او تقوم بتسجيل الدخول ان كنت مسجل مسبقا!
منتديات سنجل الباسلة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى تراثي فلسطيني
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
أهلا وسهلا بكم رواد  منتديات سنجل الباسلة نتمنى لكم أسعد الاوقات

 

  القصة رقم (23) : زعيــم الــروح

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
صالح صلاح شبانة
المدير العام
المدير العام
صالح صلاح شبانة


عدد المساهمات : 2459
تاريخ التسجيل : 21/05/2011
العمر : 70
الموقع : الأردن

 القصة رقم (23) :  زعيــم الــروح  Empty
مُساهمةموضوع: القصة رقم (23) : زعيــم الــروح     القصة رقم (23) :  زعيــم الــروح  Emptyالخميس يونيو 09, 2011 8:01 pm


طريد الظل
مجموعة قصصية منشورة
للقاص والروائي
سعادة عوده ابو عراق

القصة رقم (23) :
زعيــم الــروح

اقسم لكم أني لم أكن منافقا ولا ماسح جوخ ، ولم تكن نجاحاتي ولا ترفيعاتي الاستثنائية مطلبا لي في يوم من الأيام، صدقوني ..! فما إن أعيد النظر في تفاصيل الماضي ، حتى أجدني أمام قصة شخص آخر ، اندهش ..، أتفاجأ ..، اردد باستنكار : لا..لا..، لعلني اهذي ، وأكاد اجن ، لأنني لا اصدق أني استعيد قصة حياتي .
صدقوني …، لم اكن يوم نجحت بالثانوية العامة ، إلا واحدا من آلاف الباحثين عن العمل ، أتسول فرصة وظيفيّة أمام الدوائر الحكومية ، اجرب كل الأسلحة لاقتحام تلك الصياصي ، لا اذكر كيف حصلت على عمل كتابي في دائرة إعلامية ، شعرت بقيمة اعتبارية، وكم سررت بمشاعري المترفة ، اثر انتسابي لهذه الفئة اللامعة في المجتمع ، فئة بضاعتها الكلمات ، تنثرها زهرا في الأفراح ، وباقات على المقابر ، إذن فأنا ضمن أناس لهم بكاؤهم وفرحهم الخاص بهم ، انتحل الانتماء إليهم ، فكثيرا ما وصفت بالمثقف ، لأني كنت أقرأ القصص والمجلات ، واكتب رسائل غرامية رائعة ، وأناقش قضايا ادّعي افهمها ، لذلك سرني أن أتعرف إلى الكتّاب والصحفيين والفنانين ، أوخر لهم معاملاتهم ، لعل صداقة تنشأ بيننا ، أحاورهم ، اعرض عليهم محاولاتي ، ويهدونني بعض كتبهم ولوحاتهم ، واعتبرني أحدهم قارئا ، وآخر قال أني مشروع مثقف ، دفعني إلى مغامرة الكتابة ، أرسلت نصف صفحة مع أحد الصحفيين ، فنشرها في بريد القراء ، فطرت فرحا .
اقسم أني لم اكن اطمح إلى غير ذلك ، لكن الحظ اكبر من أن نستوعب حكمته ، حينما أرسلت مقالا بعنوان (زعيم الروح ) ، كانت الفكرة فيه غائمة ، ولا أدري على أي نحو تشكلت، فالنظام السياسي الجديد يرسّخ أركانه منذ سنة أو يزيد ، يحشد حوله الأقلام ، في مباراة صاخبة أو سباق دون مضمار ، فريق يفند مثالب العصر البائد ، وآخر يرسم شكلا خرافيا للنظام الجديد ، قصائد ومقالات وتحقيقات ودراسات تتدفق عبر الإذاعة ، ومن فوق الصحف ، وفي سيل النشرات التعبوية ، طويلة مملوءة بالشتائم والفضائح والمدائح والتعظيم ، هكذا عبّر صحفي بقرف ، وقال برصانة :
_ هذا كلام مبتذل ، مجاني ، جَعَلَتْ للزعيم صفاتٍ لا نهائية ، صفات لا يحتملها إنسان ، لم يرسموا صورة نابضة للزعيم ، بل صورة باهتة بائسة لتمثال بائس.
وتابع الصحفي :
_ الزعيم مستاء من هذه الخربشات ، التي تسيء إلى صورته ، لم يرسمه أحد بملامحَ مميزة ، اوبملامح تجعل منه متفردا عن غيره .
اقسم أني ما كنت اعلم عن هذه الأزمة التي يعيشها الإعلام، والمواجهة التي تعيشها الأسرة الصحفية مع الزعيم ، وما كنت أفكر بإنقاذ هؤلاء البائسين ، حينما كتبت ذات مساء في رأس الصفحة عبارة ( زعيم الروح ) واستعرضت في ذهني ما شاع مسبقا من ألقاب الزعامات ، نسبها الإنقلابيون لأنفسهم ، ( الزعيم الأوحد ) و ( الزعيم الخالد ) و( الزعيم الملهم )و( زعيم الأمة ) ، القاب لا تعني دلالاتها ، فأي الألقاب تبقت ؟ لا ادري كيف خطرت ببالي الروح ، التي هي مغايرة للجسد ، وما دام الموضوع فذلكات فقط ، فلماذا لا يكون (زعيم الروح )؟
أغرتني هذه الفكرة، رحت أفلسفها ، واكتب عن صفة مطلقة تحكم شيئا مطلقا ، خالد يحكم شيئا خالدا ، منطق ذهني محض ، سلطة عاشق تحكم القلب والعقل والجسد , وعرضت هذه الأفكار الفجة _ التي لم تملأ صفحة _على صحفي اعرفه، فقرأها بلا انفعال ، وقال اعد كتابتها ، وأشار إلى بعض الأخطاء النحوية والإملائية ، فأعدت التصحيح ، وناولته إياها، وبعد يومين كان المقال منشورا على الصفحة الأولى ، والعنوان بارز ومؤطر ، ففرحت لذلك كثيرا ، فها هو اسمي يقفز من صفحة بريد القراء إلى الصفحة الأولى ، فأصابتني نشوة ونفحة تفاؤل ، وطموح لأن أبقى بالصدارة ، بل أتشبث بها ، رحت ابحث عن موضوع آخر ، ولكن قبل أن تسعفني القريحة ، وجدتني مدعوا إلى اجتماع في نقابة الصحفيين ، فالزعيم كان قد قرأ المقال ، وأعجب به ، بل رغب بهذه الصفة الفريدة ، وأحب أن تكرس له ، وان يتميز بها وينادى ، عندها وجدت نفسي في مكان هو اقرب إلى الحلم ، بل مثار حسد الجميع واستهجانهم ، ما يعني أنني قد أصبحت ذا حظوة عند الزعيم ، وأن باب المستقبل قد فتح لي .
عاملوني كصاحب مكانة ، وطلبوا مني أن أتوسع في توضيح المفهوم ، لذلك هزني الارتباك، وخلخل المفاهيم في عقلي ، بل لم ادر كيف أطور فكرة عثرت عليها صدفة ، فاستعصى علي الأسلوب وناكفتني الجمل ، فلم يتمخض سهري عن شيء، والمقال الهزيل الذي لفقته ، أرسلته متأخرا علىمضض، ايقنت انه لن ينشر ، وان الومضة التي برقت قد مضت إلى غير رجعة ، ونمت نومَ محبطٍ ، لكني في الصباح فوجئت بمقال مذيّلٍ باسمي ، استغربت وتكلمت مع رئيس التحرير ، فأكد لي انه مقالي ، وشجعني ، وقبلت الخديعة ، لأني قررت أن لا اكتب ، ولا أمارس عملا شاقا كهذا ، لكن في اليوم التالي ، قرأ الناس مقالا ثالثا لم اكتبه ، ورابعا ، وخامسا ،إلى إن استدعاني الزعيم وشكرني ، واسند لي منصبا إعلاميا رفيعا .
لكم أن تعجبوا كما عجبت من غباء رئيس التحرير ، والكتاب الذين نابوا عني ، وجعلوا مني نجما ، ومحظيَّ الزعيم، فقد كانوا أذكى من أن اعرف انهم جعلوني حصان طروادة ، إذ أدخلتهم معي إلى بلاط الزعيم ، لم آسف ، لأنني كنت مدينا لهم أيضا .
كان لا بد لي أن اكتب مقالات أسبوعية ، لأتمكن من أن أتابع مهماتي الإدارية ، ولم يبخل عليّ أيضا رؤساء التحرير بارشيفهم وخبراتهم وأفكارهم بل والكتابة عني ، كانوا يتملقونني في سياق تملقهم للزعيم ، كنت اطرح سياسة دولة اكثر من تقديم رأي خاص ، اقترحت ذات مرة أن تصبح زعامة الروح ايدولوجيا الدولة ، نتميز بها عن بقية الأمم والحضارات ، ودعوت المفكرين والكتاب إلى تبني هذا الاتجاه ، فتحولت الفكرة إلى مشروع وطني ، بدأوا بتقريظ الفكرة، ثم استرسلوا في تفصيلاتها ، فها هو أحد الكتاب يرى الروح إطارا للإنسان ، يتجسد فيها كل ما هو إنساني ، الأخلاق والقيم والجمال والمعاني النبيلة ، وعليه فإن زعامة الروح إنما هي إشرافٌ و قيادةٌ لكل هذه الأشياء وتربية لها، وهذه فلسفة الزعيم وعبقريته الفريدة .
أما كاتب آخر فقد كان ديني النـزعة ، فجعل منه زعيما دينيا ، ليس لدين معين واحد، بل للأديان كافة ، فالدين نزعة روحانية إنسانية ، شمولية ، وهذا بالضرورة سيجعل ايديلوجيا الروح تتخطى الحدود الاقليمية والقومية ،ويتحول الزعيم إلى نبي هدفه الجنس البشري كله .
وكتب ثالث ، وكان فلسفي الفكر ، هيجلي الاتجاه ، فهم الروح على النحو الذي فهمه هيجل ، فالروح يعني وعي الروح الانسانية لذاتها ، وهذا يعني أننا أصبحنا إحدى تجليات الروح العظمى ، بل منتهى التجلي الذي لا تجليَ بعده .
وآخرون ، تكلموا بأفكار لم تصبح سياقات متميزة ، واقتصرت في النهاية على هذه التيارات الثلاثة ، فأفرزت دهاقنةً جددا في الفكر والسياسة والتنظير ، راحوا يسهرون ليل نهار لترسيخ هذه الايديولوجية ونشرها .
وبقدر ما افلت زمام الأمر مني ، وأصبحت عاجزا عن الإحاطة بتفصيلات الأفكار وتشعبها ، بقدر ما أراحني ، وأظهرني رائدا للفكر والسياسة ، أتأمل مستمتعا نمو هذه البذرة التي القيتها ، أو سقطت مني ، وأصبحت غابة متعثكلة، وكأن عصا ساحر قد امتدت لها أو خرجت من قمقم مهجور .
صدقوني … اني ما جلست يوما الى نفسي إلا واستغرب هذا الذي حدث ، بل لا ادري كيف حصلت على كل سلطاتي وامتيازاتي ، لعلي واقع تحت ربقة كابوس مرعب ، او أعيش حلما طويلا قاسيا ، مستديم القلق ، متوتر الأعصاب ، تفزعني كلُّ مفاجأة ، ذلك اني لا اشعر بجدلية ما يحدث ومنطقيته ، فأي قوة تلك التي كانت تدفعني ، تذريني ؟ ولا املك لردها حيلة ، ولا أسيطر عليها أو اكبحها ، لكني كنت أعود لصوفيتي ، استرجع قدريتي بأن الله يهب عدلا كل فرد فرصة امتحانا ، ثم يسلبها منه بلا تخيير .
عشر سنوات وبضعة اشهر ، انقضت قبل أن يطاح يالزعيم ، عندها اعتقلت ككل السياسيين الموالين للزعيم ، بلا تهمة أو محاكمة ، وزجوني في غرفة بلاحمام ، ولكني ككل المعتقلين من وزراء وجنرالات ، سمح لي _كممارسة حضارية _ أن اقرأ جريدة واستمع إلى الراديو ، واطلب حاجاتي الخاصة ، وتزورني زوجتي ، واكتب مذكراتي .
لقد كان انقلابا شاملا ، ضدَّ كل الكوادر التي أحاطت بالزعيم وعملت معه ، وجاءت كوادر أخرى ، لتمحو كل اثر لزعيم الروح ، وتسخر من أيديولوجية الروح بكل ما أوتيت من بذاءة ، وتمحو كل ما سطرناه من مبادئ وأفكار .
كنت انا الهدف الرئيس لكل الانتقادات والاتهامات ، بل حُملت مسؤولية الأخطاء التي ارتكبت بسببي وبسبب غيري ، وطالبوا بمحاكمتي بتهمة الخيانة العظمى ، أدركت وهم يشتمونني ويشتمون الزعيم وايديولوجيا الروح انهم يعيدون قراءة مقالاتي ، سواء في تأبين العصر البائد ، أو تمجيد العهد الجديد، يعيدون منتجتها تحت عناوين جديدة وبأسماء مختلفة .
صدقوني فكم أتألم وأنا أرى تاريخنا يسير على هذا النحو من التناقض والضدّية ، أتألم وأنا اعلم أني كنت مشاركا بهذا التاريخ ، أتألم وأنا لم أزل أتساءل ، لماذا شاعت فكرة سخيفة مرتجلة ، ووجدت من يتبناها ويرسخها ؟ بينما ذوت آراءٌ مبتكرة ، مدعاةٌ للاعتزاز ، واثبت الزمن صدقها وأصالتها ؟ هل الأفكار بصوابها ومنطقيتها ؟ ام بمقدار ما تستجيب لهوى في نفوسنا ؟












الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://turathmo5ayam.yoo7.com
 
القصة رقم (23) : زعيــم الــروح
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» القصة رقم (11) : الزلـــزال
»  القصة رقم (12) : زيــــارة
»  القصة رقم (13) : ســــميرة
»  القصة رقم (28) : المسبــــحة
»  القصة رقم (15) : ابن عم خالي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات سنجل الباسلة :: 
القرنـــــــة
 :: قرنة سعادة أبو عراق
-
انتقل الى: