منتديات سنجل الباسلة
اهلا بك عزيزي الزائر , يجب عليك التسجيـل لتتمكن من المشاركة معنا وتتمتع بجميع المزايا للتفاعل مع أسرة سنجل في جمع التراث الفلسطيني وتراث العرب وحكاياتهم الشعبية هذه الرسالة لن تظهر بعد أن تسجل او تقوم بتسجيل الدخول ان كنت مسجل مسبقا!
منتديات سنجل الباسلة
اهلا بك عزيزي الزائر , يجب عليك التسجيـل لتتمكن من المشاركة معنا وتتمتع بجميع المزايا للتفاعل مع أسرة سنجل في جمع التراث الفلسطيني وتراث العرب وحكاياتهم الشعبية هذه الرسالة لن تظهر بعد أن تسجل او تقوم بتسجيل الدخول ان كنت مسجل مسبقا!
منتديات سنجل الباسلة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى تراثي فلسطيني
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
أهلا وسهلا بكم رواد  منتديات سنجل الباسلة نتمنى لكم أسعد الاوقات

 

 القصة رقم (24) : موت في الشرفــة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
صالح صلاح شبانة
المدير العام
المدير العام
صالح صلاح شبانة


عدد المساهمات : 2459
تاريخ التسجيل : 21/05/2011
العمر : 70
الموقع : الأردن

القصة رقم (24) :  موت في الشرفــة Empty
مُساهمةموضوع: القصة رقم (24) : موت في الشرفــة   القصة رقم (24) :  موت في الشرفــة Emptyالخميس يونيو 09, 2011 8:05 pm


طريد الظل
مجموعة قصصية منشورة
للقاص والروائي
سعادة عوده ابو عراق

القصة رقم (24) :
موت في الشرفــة
قبل أن يُقرع جرس الباب، كان يفكر بمعنى التعبئة العامة الذي يتحدث عنه الإعلام ، ويستشعر عجزه الفكري وعدم قدرته على فهم هذه اللغة الاعلامية ، اقفل المذياع ، ومضى نحو الباب يفتحه ، وجد خلفه شرطيا بادره بلطف :
_ أنت……؟
رد بلا انفعال :
_ نعم… أنا هو
استجمع أفكاره واهدأ أعصابه ولملم مشاعره ، وقال وقد لاحظ تردد الشرطي :
_ وهل أنا معتقل ؟
لاحظ الشرطي اسفه وإحباطه :
_ لا… لست معتقلا ، الحاكم الإداري يريد أن يراك .
اخذ نفسا ليُفهم الشرطي انه معتاد على هذا :
_ لا فرق في اللغة .
وجد الشرطي نفسه محرجا فقال موضحا :
_ أنا مخوّل بإبلاغك فقط، تستطيع أن تحضر في الوقت الذي يناسبك
مضى إلى الداخل ، فهل اقتضى التحول الديمقراطي تحولا في اللغة ؟ ارتدى ملابسه على مهل ، استغرق وقتا ، أجاب عن أسئلة زوجته التي جزعت ، أهدأها ، وطمأنها ، وغادر البيت دون أن يتلفّت كثيرا _ كما هو دأبه _ جاهدا إيصال كلماته الأخيرة إلى عياله .
يعرف الحاكم الإداري ، ويعرف شخصيته وتاريخه ، يعرف مبادئه وعقيدته ، يعرفه مذ كان بالحزب ، عنصرا بسيطا تابعا لتنظيمه الإقليمي ، وما كان نشيطا ولا بارزا ، بل عاديا ، كما كان خروجه من الحزب عاديا ، لم يؤبه له ، سيما وان خروجه كان في فترة الانهيار ، ضمن الانسلال الكثيف ، في فترة الركود .
هو الآن في طريقه إلى الحاكم الإداري ، يفكر بهذا الاستدعاء الذي هو ادعى إلى الاستغراب منه إلى الخوف ، فلا نشاط حزبي ولا نقابي ، لا مشاكل ولا أحداث ولا قلاقل تستدعي التحوّط والحذر ، فلماذا إذن هذا الاستدعاء ، والبلاد على شفا حرب ، انهما ليسا أصدقاء كما تنبغي الصداقة والود ، وما كانا على خلاف ونفور ، ولم يسئ إليه يوما ولم يوبخه ، ولم يبخسه حقه ، حتى حينما انسحب من الحزب ليصبح من كبار الإداريين ، لم يتناقشا بالموضوع ، ولم يطلب منه توضيحا ولم يتهمه بالتهم المعتادة ، فقد كان انسحابه في غمرة التدهور الحزبي ، لقد كان ضمن ظاهرة عامة ، لا حالة فردية ، يذكر أن مؤتمرا عقد لمناقشة هذه الظاهرة، قال أحدهم إنه التكتيك ، والنضال لا يكون دائما معارضة ، والمواقف يجب أن تكون مرنة ، وقال آخر إن روح المعارضة لا تلبث طويلا بعد انقضاء الفتوة والشباب ، وما كان يدري أن الشباب هم الذين يمضون ويبقى الشيوخ وحدهم يتحدثون عن التجارب والذكريات ويسهبون في المقولات والتنظيرات ، والمشاريع الحضارية ، والأحلام الصباحية المتفائلة .
وصل المقر ، ولعله لم يفطن أن الدوام قد انتهى ، فالساحة خالية تماما من السيارات والمواطنين ، وكذلك ردهات المبنى ،التي اجتازها إلى مكتبه ، طرق الباب ودخل ، اخفض صوت المذياع الذي يبث الأناشيد الوطنية ونهض مرحبا به من خلف مكتبه الوثير ، كما لم يتوقع كان استقبالا اخويا رائعا ، جُمل كثيرة متتابعة ، تخرج عفو الخاطر ، لذلك هي صمت أو كالصمت ، وان قطعها مراسل بفنجانين من القهوة ، ومع ذلك لم يتبدد الترقب الذي يخيم على الجلسة ، ومحاولة البحث عن مداخل للحديث ، فالحرب قادمة ، وكل التقارير الواردة من وكالات الأنباء تؤكد ذلك ، بل يؤكده المحللون السياسيون والخبراء العسكريون ، كلهم يرونها حربا ، لكنهم يختلفون في تصور سيناريوهاتها ، ذلك انهم يعرفون أن الحرب خدعة ، والقائد الذكي هو الذي لا يعطي لعدوه فرصة الاحتمال الصحيح ، قد يجعلها نسخة من لحروب السابقة في الوقت الذي يجعل عدوه بفكر بغير ذلك .
يمضي المراسل ، ويجلس الاثنان على أريكة مزدوجة، يحاول الحاكم أن يضفي جوا من الألفة ، فالأمور انعكست ، وصار التمهيد الطويل ضرورة ، فقال وهو يقدم له سيجارة فاخرة :
_ أرجو أن لا تعتبر هذه الجلسة رسمية ، لولا ضرورة وجودي الآن هنا ، لجئتك زائرا إلى بيتك.
لم يكن مهتما بالمقدمات الحريرية ، ولا بهذا التواضع المصطنع ، فالمشاعر التي يكابدها كثيرة فقال ليقطع هذا التطويل :
_ شكرا ….
_ أنت تعلم أن الأمر اكثر جديّة مما هو واضح للإعلاميين ، فالتقارير السرية التي يسمح لنا بالاطلاع عليها ، تؤكد أن إسرائيل مصممة على حرب تحطيمية ، ليست حربا موجهة الى القوات العسكرية ، والقواعد الجوية ، والنظام السياسي فحسب ، بل إلى الشعب ، لعلمها انه بعد كل هزيمة بخرج جيل من الهشيم ، اكثر شراسة وعنادا .
يصدقه فيما يقول ، لان نكهة الاقتناع تفوح من جمله المكثفة .
_ لا نريد أن نكرر الأمر المؤلم بغباء ، لا نريد للشعب حينما يفقد قوقعته أن يبدأ بالتحرك العشوائي ، لا يعرف كيف يعيد توازنه ، ويبني نفسه من جديد ،نريده أن يحتمل ويتحرك بذاتية، ويتجاوز واقعه ، في حالتي النصر والهزيمة .
شعر بشيء من الفخر والتأسي ، فتلميذه القديم ، قد اصبح في موقع القرار والمسؤولية ، صار يفكر وفق المنهج الذي علمه إياه ، والأفكار التي لقنها له ، لعله يذكر انه طرح موضوعا مثل هذا او قريبا منه ، في مؤتمر ، وصيغ على شكل مقولة ( فالشعب المفكك الذي لا ينتظم في مؤسسات يسهل تبديده ) و( الشعب غير المسيّس هو الشعب الاضعف ) . فهل هذا ما يقصده؟ اتراه حفظها ويعيد صياغتها كمفهوم خاص ؟ أم التجارب والخبرات هي التي قادته الى هذا المفهوم ؟ أيقول هذا كحزبي قديم أم إداري مسؤول ، أما يزال يذكر أن الحزب قد نص على جعل المجتمع مكونا من مؤسسات متكاملة ، قادرة على المسير الذاتي ؟
لم يدر بعد كيف يصوغ فكرة ما زالت تتبلور في ذهنه :
_ هذا ما يحدث بعد كل حرب مع إسرائيل
_ لهذا يجب أن نتدارك الخطأ ، يجب أن نخلق في الناس روحا جديدة ، ومفاهيم صلبة ، ونعلمهم أن المعركة ليست معركة النظام وحده ، ولن يتغوّل النظام بعد الانتصار ، إنها معركة الشعب ، التي سيخوضها بنفسه ، بمعنى آخر سنعيد تشكيل المجتمع ونبني تماسكه ، انه عمل يحتاج إلى الكثير من التبصر والدراية، وهذا ما أنت قادر عليه ، لأنك الأكثر دراية والأعمق تبصرا ، انك امهر من يخاطب الناس ، ويتعامل معهم ، والأقدر على بث الروح المعنوية ، وتنسيق طاقاتهم .
ما هذا الذي يفيض عليه ؟ والموقف الذي لم يتوقعه ، والمهمات التي توكل إليه ؟ والمفاجأة التي تركته عاجزا عن أي قرار ، لقد كانت أفكاره متطرفة ، ترفض الحكومات المحافظة الأخذ بها ، لكن ما هذا التحول ؟ كيف أصبحت الحكومة تتبنى أفكاره ؟ تبحث له عن دور ، وتوظّفه في مشروعه ، ولا يدري إن تجاوزت أفكاره أم لا . فقال وكأنه يعتذر:
_ لكن الوقت متأخر جدا ، هذا العمل يحتاج إلى سنوات
_ لا بأس ، فالزمن لن يتوقف ، والتاريخ سيظل مستمرا.
لأول مرة يشعر انه عاجز ومحاصر ، وانه فارغ بلا وزن، ولم يعد متميزا ومثيرا ، بل فقد طاقته الحدسية التي يخترق بها حجب المستقبل ، لقد اصبح من المحدودية بقدر يمكّن من الإحاطة به وتسييره ، بل يغدو رجلا من رجالات النظام ، ككل الذين عاب عليهم وانتقد فعلهم وسفه موقفهم ، انه اكثر حيرة وقلقا وإحباطا ، فكم هي الخيارات صعبة ! وكم هو عاجز عن أن يظل رياديا ، يستشرف آفاق المستقبل ، وكم هو عاجز عن قبول المهمة التي تعرض عليه ، وكم هو صعب أن يبقى على الهامش يجتر حكايات الماضي ، والذكريات ، والمقولات التي أصبحت بديهيات .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://turathmo5ayam.yoo7.com
 
القصة رقم (24) : موت في الشرفــة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» القصة رقم (20) : الزنـزانة
» القصة رقم (11) : الزلـــزال
»  القصة رقم (12) : زيــــارة
»  القصة رقم (13) : ســــميرة
»  القصة رقم (28) : المسبــــحة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات سنجل الباسلة :: 
القرنـــــــة
 :: قرنة سعادة أبو عراق
-
انتقل الى: