منتديات سنجل الباسلة
اهلا بك عزيزي الزائر , يجب عليك التسجيـل لتتمكن من المشاركة معنا وتتمتع بجميع المزايا للتفاعل مع أسرة سنجل في جمع التراث الفلسطيني وتراث العرب وحكاياتهم الشعبية هذه الرسالة لن تظهر بعد أن تسجل او تقوم بتسجيل الدخول ان كنت مسجل مسبقا!
منتديات سنجل الباسلة
اهلا بك عزيزي الزائر , يجب عليك التسجيـل لتتمكن من المشاركة معنا وتتمتع بجميع المزايا للتفاعل مع أسرة سنجل في جمع التراث الفلسطيني وتراث العرب وحكاياتهم الشعبية هذه الرسالة لن تظهر بعد أن تسجل او تقوم بتسجيل الدخول ان كنت مسجل مسبقا!
منتديات سنجل الباسلة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى تراثي فلسطيني
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
أهلا وسهلا بكم رواد  منتديات سنجل الباسلة نتمنى لكم أسعد الاوقات

 

  القصة رقم (25) : الزمن الوطيء

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
صالح صلاح شبانة
المدير العام
المدير العام
صالح صلاح شبانة


عدد المساهمات : 2459
تاريخ التسجيل : 21/05/2011
العمر : 70
الموقع : الأردن

 القصة رقم (25) :      الزمن الوطيء Empty
مُساهمةموضوع: القصة رقم (25) : الزمن الوطيء    القصة رقم (25) :      الزمن الوطيء Emptyالخميس يونيو 09, 2011 8:07 pm

طريد الظل
مجموعة قصصية منشورة
للقاص والروائي
سعادة عوده ابو عراق

القصة رقم (25) :




الزمن الوطيء

انه مرصد البتاني ، بناية ضخمة يرفرف عليها علمٌ لجامعة الدول العربية ، ومساحات شاسعة من الحدائق المهندسة، تحف بها على المدى غابات بكر من الأرز والصنوبر، وأمام البناية مساحات ممهدة فارغة من السيارات ، وعلى الجانب الآخر أبنية الخدمات ، يقابلها بناية لهيئة الأمم المتحدة، وبعيد عن هذا كله بناية التلسكوب ، تشهق من وسطها عدسة ضخمة ، ومرآة هائلة ، تقبع بوقار ،صامتة مطرقة كما هم العلماء في حالات نشوتهم الذهنية ، وهناك البوابة الرائعة ، الموحية بموطن البتاني في الشرق ، تحمل لافتة من المرمر الأسود المصقول ، مكتوب عليها بخط ديواني جميل ، مرصد البتاني أنشئ عام 1370 هجري الموافق 1950 ميلادي ،
أربعون عالما وخبيرا يجلسون منذ الصباح يقبعون في مدرج ( ابن زهر ) ليسوا في اجتماع علمي ولا مناقشة أكاديمية ، بل لأن المدرج واقع تحت الأرض ، وهو اكثر أمنا من أي مكان آخر، صحيح إن القذائف الإسرائيلية لم تقترب منه بعد ، لكن كل شيء محتمل ، فعزيف المدافع في الساحل يسمع ويعاين ، مرة واحدة اقتربت منهم المعارك قبل سنين ، لكنها لم تجعل أحدا يفكر بالمشكلة، انهم الآن في مأزق ، لا يدرون ما يفعلون ، والأخبار تنبئ أن المعارك محتدمة قي الشقيف والعرقوب وتبنين ومرج عيون ، وتقول أيضا إنها اقتربت من أبواب بيروت .
مرصد البتاني أول الأعمال العربية المشتركة ، أول الأحلام التي راودت جامعة الدول العربية ، أول قرار جماعي لم تؤخره المناكفات والاختلافات العقائدية والولاءات ، أول نظرة نحو المستقبل ، وأول مشروع علمي فذ ، وما كان أسرع ما أُنجزت الدراسات والمخططات ، وأسرع تنفيذها ، وأسرع ما اتفق على هذا الموقع في جنوب لبنان ، موقع بعيد عن الضوضاء والضجيج ، والتلوث البيئي ، مشروع يبنى بخمسين شهرا ، بمساعدة بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة الآمريكية ، كان مشروعا متكاملا ، طاقات بشرية وعلمية واجهزة وكفاءات ، وكل شيء على ما يرام.
الحرب ، هي الشيء الذي لم يفكر به المهندسون ، ولا خطرت ببال العقلية العربية المتفائلة المتسامحة ، رغم الجيوش السبعة التي رسمت حدود إسرائيل ، والفظائع التي ندبو ها بقصائدهم العصماء ، والشتائم التي كالوها لشذاذ الآفاق ، انهم أمام أمر فاق خيالهم ، هاهو رتل من الدبابات والآليات العسكرية يرى على بعد يسير ، ربما هي في طريقها نحو المرصد .
ماذا ستفعل الآن يا عبد العزيز شنانة ؟ بعد ساعة أو يزيد قد تصل الدبابات مرصدك الذي تديره منذ زمن ، ،لقد اتصلت مع الأمين العام لجامعة الدول العربية في تونس ، وجاءك الجواب برقيا أن المجلس سينعقد ، وسيتخذ القرار المناسب ، ( إذن لن يكون هناك قرار ) هكذا قلتها بلهجتك الجزائرية المميزة ، ولا بد لك الآن من التصرف ، متجاوزا حدود الصلاحيات المخولة لك ، لا بد لك من إنقاذ أشياء ثلاثة ، العلماء فالأجهزة فالأبحاث ، هكذا هي مترتبة في ذهنك حسب الأهمية .
_ لو كنا فريقا رياضيا ، أو كان مرصدنا موقعا سياحيا أو اثريا أو مركزا إعلاميا لوجدنا من يهتم بنا .
هكذا يتفجع الدكتور عبد العزيز شنانة ، يمتح قولا من كبد مقرّحة ، فقد ترك مستقبله العلمي في فرنسا ، وجاء إلى هذا المرصد، عله يقدم شيئا ، لكنه منذ عشرين سنة لم يفعل ما يعتز به، فمن قتل الطموحات الكبيرة فيك ؟ هل تشعر انك تعمل عملا رفاهيا ؟ هل أنت بحاجة إلى اهتمام اكثر بأبحاثك ومكتشفاتك ؟ ونظرة جدية لمهماتك العلمية ؟ فمن يريحك ويعمل على إلغائه وبيعه بالمزاد العلني ، ويسرّح هؤلاء العلماء المعتقلين هنا ، ربما لا يريد أحد أن يكون قراره رصاصة الرحمة، ربما أن المرصد لا يخص دولة بعينها ، لتفخر به وتطوره وتحميه ، صحيح أن حفل الإفتتاح شهده ملوك ورؤساء الدول العربية ؛ الملك فاروق ورياض الصلح ونوري السعيد وعبد الرحمن عزام وغيرهم ، إلا ان واحدا من هؤلاء لم يكرر الزيارة، ولم يجد فيه إنجازا حضاريا يفخر به، كما أن المجلات العلمية لم تتابع نشاطاته .
للعلماء هنا معاناتهم الخاصة بهم ، ذلك انهم يرون قيمتهم فيما يكتشفون من معلومات ، لا بمكاتبهم الفخمة ، انهم يتساءلون بمرارة عن دورهم الحضاري ، هل هم رواد لا يكذبون أهلهم أم سدنة في رحاب السياسيين ؟ هل المرصد جزء من السياسة أم أداة لها ؟ أتراها اهتمامات السياسيين ابعد مدى من آفاق الكون الذي يجوبونه ، واكبر من الأجرام ودوران الأفلاك التي يقيسونها ؟ أم أن الإصلاحات السياسية وترسيخ الأنظمة قد استهلكت كل القدرات العقلية ؟ فما عاد لنا متسع لأن نعلم عن الرياح والجفاف والانفجارات الشمسية وتلوث البيئة وطبقة الأوزون ؟
يعاود الدكتور عبد العزيز الاتصال بمقر الجامعة العربية ، يخبرهم باقتراب المعارك من المرصد ، وان الخطر صار يتهدد العلماء والأجهزة والأبحاث ، لابد من عمل ما قبل أن تدخل المدرعات حرم المرصد ، لا بد من عمل لمنع هذه الكارثة ، انتظر الدكتور دهرا بجانب التلكس ، الذي بصق برقية مقتضبة ( انتظروا انعقاد مجلس الجامعة ) إذن سيتصرف الدكتور كما هو دأبه أن يتصرف منذ عقود ، يتصل بالمراصد العلمية المماثلة، يجمع التبرعات من مصادر شتّى يرسخ مكانة المرصد العلمية بين أقرانه ، لذلك لن يجاري العالم العربي سكوته وخذلانه ، فها هو رتل من الدبابات قادم نحو الموقع ، بعد ساعة أو اقل ستجوس الدبابات والعربات العسكرية الساحات، ويتدفق الجنود في الأرجاء ، ويقتحمون الأمكنة ، ويصبح العلماء جميعهم ؟ أسرى أو في حكم الأسرى
لأول مرة يجد الدكتور نفسه في غير موقعه ، ينوب عن غيره في حماية العلماء والأجهزة والأبحاث ، أرسل أربعة ليحولوا دون اقتحام الجنود للمبنى ، ويمنعوا قدر الإمكان العبث والتخريب المتعمد ، وأرسل مجموعة أخرى لإخفاء الأبحاث والملفات ، وجلس مع الباقين يفكرون بقضايا الأمن وباحتمالات الموت والحياة ، فاقترحوا مخاطبة بعض الدول القادرة ، خير من مجلس الجامعة الذي لن ينعقد ، لعلها تبادر إلى عمل ، تخاطب من له سلطة على إسرائيل ، فاتصلوا مع ثلاث عشرة دولة ، ردت أربع منها ، الأولى خاطبت الولايات المتحدة الأمريكية ، والثانية ناشدت الأمم المتحدة ، والثالثة رفعت الأمر إلى فخامة الزعيم الذي سيدرس الأمر بجدية ، ورابعة قالت زودونا بمطالب محددة .
ها هو هدير الدبابات يسمع بعنف ، وطلقات تـئزّ في السماء، وقنابل دخانية وصوتية تنفجر في الساحات ، وقنوط يتدفق إلى الصدور ، يلوذ كل واحد بدولته مستنجدا ، كأن تلك الدول لا تعلم أن لها في هذا المرصد علماء، خاطبوا عشرين وزارة خارجية، وأجيبوا على الفور ببرقيات كأنها معدة ؛( اطمئنوا ، ستكونون بخير ، سنعمل على ضمان سلامتكم ).
وصلت الأجوبة المطمئنة والدبابات التي انتشرت باستعراضية وقحة في الأركان ، تقيأت الكثير من الجنود الذين يطلقون النار ابتهاجا او إرهابا ، فماذا ستفعل الآن يا دكتور عبد العزيز ؟ لماذا غاب عنك الاتصال مع مراقبي الهدنة ، فهم قريبون منك ، ولعلهم يعانون ما تعانيه ، لعلهم يكونون وسيط تفاهم .
يرفع الدكتور السماعة ويدير القرص ، ويسمع من الطرف الآخر:
_ لا ادري إن كنا أيضا أسرى أو معتقلين !!
_ هيئوا أنفسكم الآن يا معشر العلماء ، فربما تنقلون إلى معتقل أنصار
قالها الدكتور عبد العزيز بعد أن انزل السماعة ، وتابع بعد أن غص قليلا:
_ لا تفرطوا بمشاعر القهر ، فأنتم ملومون بقدر غير قليل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://turathmo5ayam.yoo7.com
 
القصة رقم (25) : الزمن الوطيء
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  القصة رقم (30) : الأعـــور
» القصة رقم (18) : المفتـــــاح
»  القصة رقم (15) : ابن عم خالي
» القصة رقم (29) : اللبــــؤة
» القصة رقم (16) : الوشــم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات سنجل الباسلة :: 
القرنـــــــة
 :: قرنة سعادة أبو عراق
-
انتقل الى: