منتديات سنجل الباسلة
اهلا بك عزيزي الزائر , يجب عليك التسجيـل لتتمكن من المشاركة معنا وتتمتع بجميع المزايا للتفاعل مع أسرة سنجل في جمع التراث الفلسطيني وتراث العرب وحكاياتهم الشعبية هذه الرسالة لن تظهر بعد أن تسجل او تقوم بتسجيل الدخول ان كنت مسجل مسبقا!
منتديات سنجل الباسلة
اهلا بك عزيزي الزائر , يجب عليك التسجيـل لتتمكن من المشاركة معنا وتتمتع بجميع المزايا للتفاعل مع أسرة سنجل في جمع التراث الفلسطيني وتراث العرب وحكاياتهم الشعبية هذه الرسالة لن تظهر بعد أن تسجل او تقوم بتسجيل الدخول ان كنت مسجل مسبقا!
منتديات سنجل الباسلة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى تراثي فلسطيني
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
أهلا وسهلا بكم رواد  منتديات سنجل الباسلة نتمنى لكم أسعد الاوقات

 

  القصة رقم (26) : رجل خارج العرف

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
صالح صلاح شبانة
المدير العام
المدير العام
صالح صلاح شبانة


عدد المساهمات : 2459
تاريخ التسجيل : 21/05/2011
العمر : 70
الموقع : الأردن

 القصة رقم (26) : رجل خارج العرف  Empty
مُساهمةموضوع: القصة رقم (26) : رجل خارج العرف     القصة رقم (26) : رجل خارج العرف  Emptyالخميس يونيو 09, 2011 8:11 pm


طريد الظل
مجموعة قصصية منشورة
للقاص والروائي
سعادة عوده ابو عراق

القصة رقم (26) : رجل خارج العرف

انه سعد الله سعد الله ،ليس مميزا بين الناس بشيء ، فلا هو من عائلة كبيرة ، ولا يتسنم منصبا حكوميا رفيعا ، وليس وجيها ولا متنفذا ولا صاحب مهنة ، كما انه ليس كاتبا ولا صحفيا ولا فنانا ، ومع ذلك تعتقد أنك رأيته أو التقيت به ، يقبع في مؤخرة ذاكرتك ، كحلم أو ظل لأي شخص ، ربما لأنه يشبه كثيرا من الناس أو هو القاسم المشترك لهم جميعا .
سعد الله سعد الله ، وهذا هو اسمه الحقيقي ، لم يورثه والده إلا الاسم فقط، إذ ولد بعد موت والده بشهر ، فأسموه سعد الله تخليدا لذكرى أبيه ، وهذا اليتم المبكر ساعد في تشكيل شخصيته ، إذ اقتضته الظروف أن يبدأ دوما من الصفر ، فلم يحظ بمعلومات وتجارب مستخلصة ، ولم يلقن بأفكار جاهزة ، لذلك حينما يجد متعة كبيرة في تطوير أفكاره وبلورتها ، كان يراه الناس ساذجا وسخيفا، وكأنه يطل على الدنيا لأول مرة .
وبما انه كذلك ، فإنه لم يدر كيف خطرت له فكرة راح يعالجها ، كي تخرج إلى النور ،فهو ككل أصحاب الأفكار يجهلون كيف تنبثق من رؤوسهم ، كأنها تنبجس من العدم ، لذلك لا يدري كيف يسلكها في منظومة منطقية ، لتبدو متماسكة مقبولة .
فجأة ، يجد سعد الله نفسه مندفعا نحو إنشاء جمعية لرعاية حقوق المواطن ، بالطبع لم يفكر بالنظام الداخلي وحق الانتساب والعضوية وإنشاء الفروع ، بل ذهب يعرض فكرته على معارفه وأصحابه ، فوجدوها _ على غير ما توقع _ فكرة مدهشة ، بل هي ضرورة لا بد منها ، إذ نبهت كل شخص إلى حقوقه المنقوصة ، وراح يعدد الحقوق التي لا يتمتع بها ، السياسية والاجتماعية والشخصية والإنسانية ، أصبحت الفكرة إطارا عاما ، يلونها كل شخص بما يريد .
ولأن سعد الله معروف فقط بين عدد محدود من الناس ، لكن الذين أعجبتهم الفكرة ، راحوا يشيعونها ، وراح كل فرد يتطلع إلى صيانة حقوقه ، وتتسع الدوائر وتتداخل ، حتى وجد من يدعوه إلى هذه الجمعية ، مما أبهجه كثيرا ، ودفعه لكي يمضي بحماس لتأسيس الجمعية ، دون أن يعلم أن الجمعيات والنوادي لا تقوم إلا بموافقة الجهات المعنية في وزارة الداخلية.
ولأن سعد الله ليس من أصحاب السوابق ولا النوايا السيئة ، ولا ينشد جمعية سرية غير قانونية ، فقد توجه طالبا السماح له بإنشاء الجمعية حسب القانون ، لكن هذه السذاجة المفرطة أثارت الكثير من التساؤلات ، ذلك أنها تشير فيما تشير إليه أن حقوق المواطن غير مصونة ، وهذا تلميح مشين ، عدا عن أهدافها المبهمة ، التي قد تُفهم من زوايا كثيرة ، تمكنها من أن تدس انفها بقضايا متعددة ، إنها فكرة خطيرة ، تشف عن عقلية تآمرية ، يجب أن تُؤخذ بالحسبان
ولأن سعد الله غير معروف في النشاطات المشبوهة ، وان التقارير الأولية تفيد بأنه بسيط ساذج ، لا يمكن أن يكون متآمرا ، وانه شخصية غير جماهيرية ، ولا يملك القدرة الكلامية اللازمة للزعماء ، فمن التعسف أن يُزج بالسجن ريثما تثبت براءته ، كما لا يمكن أيضا أن تترك له حريته ، يفعل ما يشاء ، لذلك فقد استدعي له اختصاصيٌ بعلم النفس والمجتمع ، عله يقدر على إقناعه بان فكرته ليست سوى هذيان محض .
ولأن سعد الله لم يدر إن كان معتقلا يتم التحقيق معه بشكل حضاريّ ، أم مريضا يراد له الشفاء ، فقد ارتبك فكريا ، جعلت الإختصاصي يوقن انه أمام حالة مرضية ، سهلة الفهم وسهلة المعالجة والتقويم ، وخاصة بعد أن استطاع في جلسة واحدة أن يحصر أفكار سعد الله ومعتقداته ومرجعية تفكيره ، ويضعه في عداد المهووسين الذين يطمحون إلى تغيير العالم اعتمادا على البديهيات العامة ، ومن أولئك الرهط الذين يشعرون بنداء داخلي ، بأنهم مكلفون برسالة، لا تتفق مع قدراتهم ومؤهلاتهم ، لذلك كان على عالم الاجتماع ،أن يصمم خطة العلاج ، التي تعتمد على أن يهدم سعد الله معتقداته بنفسه ، فذهب به إلى المحاكم حيث القضاة والمحامون والمتخاصمون يحتكمون إلى القانون ، ليفهمه كم هي الحقوق مصانة ، أما في دور النشر والصحف والمجلات والمكتبات فقد اطلعه على أنماط من الآراء المتباينة ، ليعرف أن حق المواطن مصان بان يكتب ويقرأ ويفكر بما يشاء ، ومضى به إلى الأسواق التجارية ليشهد السلع المعروضة ، التي تلبّي كل الرغبات المحتملة للإنسان ، الضروري منها والرفاهي التافه ، ولم يكتف بذلك فقط بل لفت نظره للمؤسسات الترفيهية والسياحية ، التي تظهر الترف الحضاري والمطالب فوق العادية
لم يكن سعد الله ساذجا كي لا يدرك أن هذا تبسيط للأغبياء ، وان تعداد الحقوق المصونة لا ينفي وجود حقوق منتهكة ، لم يدر كيف صاغ أفكاره هذه ، فهو غير بليغ ولا ماهر بسبك الجمل ، كما لو كان طفولي التفكير بدائي التعبير ، لكن اختصاصي علم النفس الاجتماع ، المحيط بشخصية سعد الله ، قال له :
_ معنى الحق ليس ثابتا ، لا في الزمان ولا المكان ، فما هو متعارف عليه كحق ، يصبح غير ذلك في زمان ومكان مختلفين ، والعكس جائز أيضا ، بل إن مجال الحقوق يتسع في زمن ويضيق في زمن آخر .
لكن سعد الله الذي يرى أن الاختصاصي قد شرع بجره بعيدا عن فكرته ،فإنه أيضا _ وبدون أن يدري _ اخذ ينبه ذهنه لقضايا أخرى ، فقال:
_ ألا يحق لي أن أنشئ جمعية لرعاية حقوق المواطن ؟
هنا يصبح الاختصاصي الاجتماعي اكثر ضيقا ، من هذه المحدودية الضيقة للأفكار ، ويكاد زمام المبادرة أن يفلت منه ، لولا ثقته المطلقة بأن منهجه العلمي قادر على معالجة هذه الحالة ، لكن أسئلة سعد الله ترجعه مرة أخرى إلى البداية
_ لماذا تصر على إقناعي ما دمت ممنوعا من إنشاء جمعية؟
مثل هذه الأسئلة البديهية ، تفجأ العقل بصدقها ووضوحها ، فيقف عاجزا عن دحضها ، إذن لا بد أن يجر سعد الله إلى مواقع أخرى يصرعه بها ، فراح يطرح عليه أسئلة على نمط أسئلته الساذجة ، فقال له :
_ عد لي الحقوق التي أنت معني برعايتها ؟
كان سعد الله قد سئم جدا من هذا الحصار الذي يفرضه عليه ، ولعبة الكراسي الموسيقية التي يطارده بها ، وهذا العبث المقصود بأفكاره ومعتقداته فقال بحدة :
_ حقي بان تكون لي أفكاري ومعتقداتي التي أعيش بها
وقبل أن يعثر العالم على جواب أردف سعد الله محتجا :
_ لماذا ترى من حقك أن تحجّم أفكاري وتقيمها ؟









الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://turathmo5ayam.yoo7.com
 
القصة رقم (26) : رجل خارج العرف
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» القصة رقم (16) : الوشــم
»  القصة رقم (13) : ســــميرة
»  القصة رقم (28) : المسبــــحة
»  القصة رقم (15) : ابن عم خالي
» القصة رقم (29) : اللبــــؤة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات سنجل الباسلة :: 
القرنـــــــة
 :: قرنة سعادة أبو عراق
-
انتقل الى: