منتديات سنجل الباسلة
اهلا بك عزيزي الزائر , يجب عليك التسجيـل لتتمكن من المشاركة معنا وتتمتع بجميع المزايا للتفاعل مع أسرة سنجل في جمع التراث الفلسطيني وتراث العرب وحكاياتهم الشعبية هذه الرسالة لن تظهر بعد أن تسجل او تقوم بتسجيل الدخول ان كنت مسجل مسبقا!
منتديات سنجل الباسلة
اهلا بك عزيزي الزائر , يجب عليك التسجيـل لتتمكن من المشاركة معنا وتتمتع بجميع المزايا للتفاعل مع أسرة سنجل في جمع التراث الفلسطيني وتراث العرب وحكاياتهم الشعبية هذه الرسالة لن تظهر بعد أن تسجل او تقوم بتسجيل الدخول ان كنت مسجل مسبقا!
منتديات سنجل الباسلة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى تراثي فلسطيني
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
أهلا وسهلا بكم رواد  منتديات سنجل الباسلة نتمنى لكم أسعد الاوقات

 

  القصة رقم (27) : عناء اليوم الأخـــير

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
صالح صلاح شبانة
المدير العام
المدير العام
صالح صلاح شبانة


عدد المساهمات : 2459
تاريخ التسجيل : 21/05/2011
العمر : 70
الموقع : الأردن

 القصة رقم (27) : عناء اليوم الأخـــير Empty
مُساهمةموضوع: القصة رقم (27) : عناء اليوم الأخـــير    القصة رقم (27) : عناء اليوم الأخـــير Emptyالخميس يونيو 09, 2011 8:13 pm


طريد الظل
مجموعة قصصية منشورة
للقاص والروائي
سعادة عوده ابو عراق

القصة رقم (27) :
عناء اليوم الأخـــير
في القرية ظاهرة عجيبة ، لعلها معجزة ، كل يفكر بها ، يقلّبها على مفاهيمه وقواعد تفكيره،وبديهيات معارفه ، وقدرته على الفهم والتحليل ، فما فعله محمد صافي اليوم ، وما حدث له لا يمكن أن يكون شيئا عاديا .
بقول البقال أبو حسن :
[ بعد أن فتحت الدكان بقليل ، جاء محمد صافي ، دخل الدكان متأنقا بثياب نظيفة ، حليق الذقن ، لم يكن مستغربا أن يُرى هكذا في الصباح الباكر ، فهو نشيط دائما لكنه بدا وكأنه سينجز أمورا كثيرة مستعجلة ، سلم وقال وهو يمد يده إلى جيبه :
_ كم حسابي يا أبا حسن ؟
لم يكن ذاك المبلغ الذي يستحق كل هذا التبكير والإصرار فقلت استمهله :
_ لماذا هذه العجلة ؟ تفضل واجلس .
قال وهو لا ينوي الجلوس :
_ أنا سوف أموت اليوم !
قلت في نفسي ؛ ربما يقصد القول بان الدنيا فيها موت وحياة ، فما كان وجهه يوحي بالمرض ، فأردفت بالعبارة التقليدية :
_ الأعمار بيد الله .
_ هذا صحيح ، ولكنّي أريد أن اخرج من الدنيا بلا ديون .
لم اكن في حالة تجعلني راغبا بمناقشته ، ذلك أني قدرت انه حلم حلما مزعجا، وانه من الناس الذين يتطيرون بالأحلام، أخرجت الدفتر ، فكان المبلغ ثلاثة دنانير ونصف وبضعة قروش ، أعطاني المبلغ ، وصافحني بحرارة ، وشد على يدي وقال كأنه يتوسل :
_ سامحني ، سامحني من قلبك ، إن كنت قد أخطأت معك
شعرت بإيمانه العميق فيما يعتقد ، فقلت اقطع الحديث:
_ وعلى أي شيء أسامحك ؟
وما كان مهتما بإقناعي أيضا ، هز يدي مرة أخرى , ومضى .]
ويضيف أبو حسن بذهول [ شيء يشبه الحلم ، يشبه المعجزة ، فما إن صلينا العصر ، حتى ذهبنا نحفر له قبرا ].
وان كانت صدمة الموت ادعى للاستذكار، فإنهم الآن اكثر شغفا بتسجيل اللحظات الأخيرة معه ، فهذا هو الناطور (زيدان) يقول التقيت محمد صافي ، فسألني عن مروّح أبو جبر ، فقلت له لا ادري ،ثم اردفت؛ ربما يكون في مارس قعدان ، حيث كنت أتوقع ، ورافقته إلى هناك ، فبادره حينما وصله :
_ الأرض التي بعتك إياها ، لم نسجلها في سجل الأراضي .
استراح مروح أبو جبر على حجر وقال وهو يمسح عرقه:
_ الأرض ارض الله يا أبا صافي .
ربما ضاق من استخفافه بالأمر فقال بحزم
_ أنا وإياك اليوم متفاهمان ، لا ندري كيف سيتفاهم أولادنا مستقبلا، إذ لابد أن نسجلها اليوم.
قاطعه وفيه شيء من الاستنكار الغريب:
_ أنا لا أتصور انك قادم لهذا الأمر ، فهل تظن أني سأترك العمل واذهب معك إلى المدينـة ؟ يكفي أن تذكرني عند صلاة المغرب ، فنتفق على يوم ، لقد اشتريتها منذ سنتين، فما معنى أن نسجلها اليوم ؟
_ يا مروّح ، أنا سأموت اليوم ، ومن الممكن أن تموت معي ،أو بعدي بساعة أو ساعتين
انتفض مروح قائلا :
_ فال الله ولا فألك
لجم انفعاله وتابع بأعصاب رخيّة :
_ فداك الأرض يا أبا صافي ، لا حاجة لي بها بعدك .
لم يكترث لهذه المجاملة فقال يخاطبني :
_ اشهد يا زيدان أن الأرض مبيعة لمروح أبو جبر ، وليس لي في ذمته شيء .
ورجع محمد صافي ، ويقي مروح يقلب التربة
وابنته حليمة ، المتزوجة ، ذهب يدعوها قائلا :
_ تفضلي عندنا للغداء ، يجب أن نتغدى معا ، يجب أن أراكم لآخر مرة اليوم .
لم تتنبه إلى جملته الأخيرة بل قالت :
_ زوجي ليس هنا ، يجب أن اخبره مسبقا ، لا أستطيع أن اخرج دون إذن منه .
رغم أن هذا عذر وجيه عنده ، لكنه أمرها أن تلبس ، وتأتي بأسرع وقت ممكن
وحينما كان يخرج رأى سلفتها فوزية واقفة بباب غرفتها ، ألقى عليها التحية وقال:
_ ستلدين اليوم مولودا ذكرا ، وسيكون مباركا .
ابتسمت فوزية وتفاءلت، ولم تنتبه لكلمة اليوم ، لأنها لم تكن على وشك الوضع ، فقد أكملت الأشهر السبعة منذ أيام.
أما عائلته ، فما يفتأون يتكلمون بكثير من الدهشة والأسى ، كيف جمعهم ، وجلسوا جلسة عائلية ، وطلب من زوجته أن تطبخ له أكلته المفضلة ، وطلب من ولده أن لا يذهب إلى عمله في محطة الوقود ، جلسوا وكأنهم يمارسون طقوسا ، يطعمهم ويشجعهم على الأكل ، وبعدها وزع تركته بينهم ، الأراضي المزروعة وغير المزروعة ، بقراته الثلاث ، وعنـزاته العشر ، ودجاجاته الثلاثين ، وما يملكه من ذهب ونقود ، وكانوا يسترضونه حائرين، وأخيرا حدد مقدار وصيته ، وما يجب أن يكون للجامع والمدرسة والفقراء ، واخذ منهم عهدا أن لا يبكوا كثيرا ، وانهم راضون بما قسمه بينهم ، وان يظلوا كما رباهم محافظين على الصوم والصلاة ، متمسكين بمبادئ الإسلام وتعاليمه ، ثم دخل الحمام ، اغتسل وتوضأ وصلى ركعتين ، وعندما تمطى على السرير قال متمتما :
_ إذا أمد الله في عمري إلى العصر ، سأصليه .
وكان قد اشترى كفنه ووضعه بجانبه ، اغمض عينيه ، وما شك أحد بنومه ، ولكن ما إن رُفع أذان العصر حتى انقطع تنفسه ، وبرد جسده .
صاح الشيخ عرفان الصالح عندما علم بالخبر وهو خارج من المسجد :
_الله اكبر ، الله اكبر ، محمد صافي ولي من أولياء الله ، كشف له عن بصيرته ، واعلمه موعد موته ، هذا اختبار من الله ، تقبل الموت كضيف منتظر ، يجب أن نجعل من قبره مزارا ، هذه كرامة في زمن الفسق والفجور ، آمنوا أيها الناس ، انظروا كيف تكون حياة المؤمنين الصالحين !!، وكيف تكون خاتمتهم !! اللهم اغفر لنا وارحمنا واجعلنا من الصالحين .
أما زياد عواد فقال عندما علم بالخبر :
_ هذه مصادفة !
ولم يزد على ذلك ؛ لكن أحد الذين أعجبهم هذا التفسير قال :
_ ربما كان يشعر بضعف في قواه ، ظن انه سيموت ، كان مجرد احتمال ، كان يمكن أن لا يكون هذا الاحتمال صحيحا ، ولكنه كان .
أما آخر فقال كأنه يسخر :
_ ربما انتحر !! ربما يريد أن يجعل من نفسه قديسا ، اعني وليا من أولياء الله الصالحين
وجد الناس انهم أمام ظاهرة كونية فريدة ، قال بعضهم:
_ يجب أن نأخذه إلى طبيب ، يجب أن نعلم سبب الوفاة ، لا بد من شهادة وفاة موقعة من طبيب .
وافق بعضهم على هذا الاقتراح ؛ رغم علمهم أن الناس هنا يدفنون بلا تصريح دفن ، فانتفض أحدهم محتجا :
_ كل إنسان يمرض ، ويتوقع الموت ويهجس به ، لكن أن يجزم ، ويحدده ، فهذا ما نبحث به .
ورفضت هذه الفكرة من آخرين ، انطلاقا من رفض اختبار قدرة الله ، والعبث بقدسية الكرامة ، إنها آية من آيات الله ، للإيمان و الاتعاظ ، لا للبحث والتحليل ، فلم تكن معجزات الأنبياء تخضع يوما للبحث والتحليل ، واكتشاف الأسباب والمسببات ، إنما لتكون دليلا على قدرة الله ووحدانيته.
حالة نادرة ، أن تغدو القرية فيها على هذا النحو من التباين ، ففريق يطالب بالبحث عن الأسباب واكتشاف قوانين جديدة ، لعلمهم بأن النظريات العلمية نتجت عن تحطيم مفاهيم مسبقة ومقدسة ، وفريق ينشد التأمل ، ويرى في الجسد قدسية يجب أن لا تمس.
خيم جوٌّ هستيري ، واقتربوا من الصدام ، فأحدهم لا يقوى على إقناع خصمه ، بل لا أحد معنيٌ بسماع الآخر .
في هذه الساعة ، جاءت الداية أم جميل صائحة :
_ الله اكبر ، الله اكبر
التفتوا إليها وكأن كارثة وقعت ؛ فتابعت :
_ لقد ولدت فوزية مولودا ذكرا ، كما قال محمد صافي،
في صدمة الاستغراب وتوقف الذهن ، هتف زيدان الناطور :
_ إذن يحب إن يكون مروّح أبو جبر قد مات الآن …!!
اشتعلت الأفكار كالبارود ، فجّرتها شرارة واحدة ، انطلقوا مهرولين نحو مارس قعدان ، الذين يؤمنون ، والذين لا يؤمنون بتواتر النبوءات ، انطلقوا مذهولين ، ولم بفطن أحد منهم إلى حمل نقالة أو أدوات إسعاف ، ربما لم يخطر ببالهم أيضا مروح أبو جبر ومصيره .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://turathmo5ayam.yoo7.com
 
القصة رقم (27) : عناء اليوم الأخـــير
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» القصة رقم (18) : المفتـــــاح
»  القصة رقم (15) : ابن عم خالي
» القصة رقم (29) : اللبــــؤة
» القصة رقم (16) : الوشــم
»  القصة رقم (30) : الأعـــور

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات سنجل الباسلة :: 
القرنـــــــة
 :: قرنة سعادة أبو عراق
-
انتقل الى: