منتديات سنجل الباسلة
اهلا بك عزيزي الزائر , يجب عليك التسجيـل لتتمكن من المشاركة معنا وتتمتع بجميع المزايا للتفاعل مع أسرة سنجل في جمع التراث الفلسطيني وتراث العرب وحكاياتهم الشعبية هذه الرسالة لن تظهر بعد أن تسجل او تقوم بتسجيل الدخول ان كنت مسجل مسبقا!
منتديات سنجل الباسلة
اهلا بك عزيزي الزائر , يجب عليك التسجيـل لتتمكن من المشاركة معنا وتتمتع بجميع المزايا للتفاعل مع أسرة سنجل في جمع التراث الفلسطيني وتراث العرب وحكاياتهم الشعبية هذه الرسالة لن تظهر بعد أن تسجل او تقوم بتسجيل الدخول ان كنت مسجل مسبقا!
منتديات سنجل الباسلة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى تراثي فلسطيني
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
أهلا وسهلا بكم رواد  منتديات سنجل الباسلة نتمنى لكم أسعد الاوقات

 

  القصة رقم (28) : تفاصيل الحلم الدافئ

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
صالح صلاح شبانة
المدير العام
المدير العام
صالح صلاح شبانة


عدد المساهمات : 2459
تاريخ التسجيل : 21/05/2011
العمر : 70
الموقع : الأردن

 القصة رقم (28) :   تفاصيل الحلم الدافئ Empty
مُساهمةموضوع: القصة رقم (28) : تفاصيل الحلم الدافئ    القصة رقم (28) :   تفاصيل الحلم الدافئ Emptyالخميس يونيو 09, 2011 8:18 pm


طريد الظل
مجموعة قصصية منشورة
للقاص والروائي
سعادة عوده ابو عراق

القصة رقم (28) :


تفاصيل الحلم الدافئ
فجأة سكت الناس عن أحاديثهم المعتادة ، وجدلهم العنيف ، وغير العنيف حول السياسة والرياضة ، ومشاكل السكن والمواصلات والأجور والغلاء المتواصل الارتفاع ، والشوارع المحفرة وجميع الهموم الخاصة وراحوا يتحدثون عن الدكتور فؤاد المالح ، أو فؤاد سليم عبدالله المالح ، باهتمام تعدى إنجازه العلمي ، إلى أموره الشخصية كما لو كان نجما سينمائيا، فهو من مواليد عام 1930 في قرية وطفة ، التي يسمعون بها لأول مرة ، تتكون من عشرين بيتا ، وعليّة وثلاثة طوابين ، وفيها مائة خروف وسبعة حمير وتسع بقرات وثوران وثلاثة عشر كلبا ، وما زالوا يحصون القطط والطيور ، كما يعرفون ان أمه اسمها آمنة ، وزوجته سامية ، وله ثلاثة أولاد وبنت واحدة، ويسكن شقة في عمارة قريبة من عيادته ، عيادة ما كان يربح منها الكثير قبل ذهابه للتخصص بجراحة الخلايا العصبية ، ويكتشف علاجا لترميم الخلايا العصبية ، بعض الناس لا يكتفون بذلك ، بل ينقلون أخباره ونوادره ، وما يحب وما يكره ، ويكثر الذين زاملوه والذين جاوروه والذين يعرفونه ، بل يقولون على لسانه ما يريدون قوله ، ليعطوه أهمية كبيرة ، أو ليعطوا أنفسهم الأهمية ذاتها .
عامة الناس يدركون تماما أن الأمراض العصبية أمراض مستعصية ، وشفاؤها ميئوس منه ، إذ لا شفاء من الفالج والصرع والجنون ، ولا أمل إلا بالتعلق بالتمائم والأدعية والمندل وتحضير الأرواح . لذلك فإنهم مؤمنون بأن هذه الأمراض ستكون في مستوى الحصبة والرشح والانفلونزا، بل ان عمليات الدماغ ستكون في مستوى عمليات الزائدة الدودية .
وفي المستوى الأرقى ، يتكلم الواعون والمثقفون عن هذا الطبيب العربي الذي استطاع أن يحفز الخلايا العصبية لكي ترمم ذاتها وتجدد بناءها ، مثلها مثل بقية خلايا الجسم ، وهذا ما يجعل الجملة العصبية سليمة دائما ، وتؤدي وظائفها كاملة ، بمعنى ان يظل الانسان في العشرينات من عمره ، حيث لا يتلف الدماغ ولا النخاع الشوكي ولا الأعصاب الحسية ، فلا خوف إذن من الخرف والطرش والعمى والشلل والتخلف العقلي والجنون .
ولا يقف الانبهار عند هذا المستوى ، بل يتعداه إلى المستوى الاكاديمي ، فالأطباء يتكلمون بكثير من الفخر والحسد ، عن هذا الإنجاز الذي تجاوز الخيال العلمي ، فدفعت العديد من نقابات الأطباء العرب لتقديمه مرشحا لجائزة نوبل ، ولا بد أن يحصل عليها ، لان الدكتور فؤاد توصل إلى اكتشافه بنفسه ، عبر عشرات الإكتشافات الممهدة ، والتي تعتبر اكتشافات مستقلة .
كل الذين يشكون من خلل عصبي ، ينظرون إليه كبطل أسطوري ، ابتداء من الذين يلبسون نظارات طبية مرورا بالذين يدسّون سماعات في آذانهم والذين يعانون من ضعف الذاكرة و كسل في أجهزة الهضم والتنفس والجنس ، أو ضعف في الأعضاء ، وانتهاء بالرياضيين الذين يطمحون إلى توافق عصبي عضلي امثل ، والنساء الساعيات إلى النضارة والحيوية الدائمة ، والعجائز الذين سئموا الجلوس خلف الشبابيك والوقوف على هامش الحياة ،والآباء الذين يريدون لأبنائهم حياة مديدة ,كل هؤلاء يصطفون طوابير طويلة أمام عيادته ، يتزاحمون ، يريدون التخلص من خلل ما ، ليس في هذه البلاد فقط ، بل من البلاد العربية والأجنبية .
هاهي المواعيد تحجز لأشهر وسنين ، فمنذ شهر حصل رجل على موعد بعد سبعة اشهر ، لكن قبل يومين ابتهج شخص لان موعده اصبح بعد خمس سنين ، فموعده كان بعد تسع سنين ، لأنه محظوظ كما قال ، اذ اشترى موعدا لشخص له نفس الاسم ، مات بصعقة كهربائية .
هذا التزاحم الهائل ، والعمل المتواصل ، لم يمكن الدكتور من أن يطور علاجه ، كأن يؤخذ كحبوب أو زرقات تحت الجلد ، بدل أسلوب القسطرة الذي يستغرق ثلاث ساعات ، حيث تحقن غدة في اسفل الدماغ سميت باسمه، فالوقت اصبح اكثر ضيقا كي يدرب كوادر طبية مساعدة .
عدا بعض الأشخاص ، فإن كل الذين عولجوا شعروا بالتحسن ، بل شعروا انهم يولدون من جديد ، انهم غير مصدقين استعادة سمعهم وبصرهم ، بل استعادوا ذاكرة متوقدة، تستحضر لهم السنين الخوالي طازجة لامعة ، جعلتهم اكثر رغبة بالحياة وإقبالا عليها ، واستمتاعا بلذاتها ، كما عاد النشاط الجنسي الذي توارى من زمن ، فها هي عجوز في الثمانين تعود لها دورتها الشهرية ، ورجل يتزوج بعد عشرين سنة من الترمل
يتحدث الناس عن هذه القضايا ، وتتحدث عنها الصحف والمجلات ، وتناقش في برامج إذاعية وتلفزيونية ، ويتحدث الإعلاميون عبر استطلاعات عن طرائف وحكايات ، كثيرة منها خيال وأمنيات ، ففي ظلال المعجزات ، يصدق كل شيء، فهذه عجوز تلد مولودا يصبح في عمر ابنة حفيدها ، ومجنون يرجع له عقله ، فيكشف عن ملابسات جريمة ، وشخص أغراه الانضمام إلى السيرك بعد إن شفي من الفالج ، أما حكايات العميان الذين ارتد لهم بصرهم ، والأغبياء الذين اصبحوا حادّي الذكاء عظيمي الفطنة ، والشيوخ الذين راحوا يتلذذون كالأطفال بالحلوى ، فكانت اكثر من أن تعد.
أما المفكرون والعلماء والفلاسفة وأساتذة الجامعات فما بهرتهم هذه الطرائف والمفارقات ، وما كان تأملهم لها ساذجا ، بل راحوا يبحثونها كظاهرة جديدة ، ستحدث تغييرات كبيرة في البنية الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والنفسية والأخلاقية، وخاصة إذا ما تأكد أن سلامة الجهاز العصبي سوف يطيل العمر إلى مئات السنين ، فأن يعيش الفرد أربعة أو خمسة اضعاف عمره الحالي ، سوف يفضي إلى ما لا يمكن التكهن به ، من زيادة عظيمة في الإنجاب، يتبعها زيادة في المساكن والخدمات، وبالتالي المزيد من الازدحام والتلوث والإقتتال على مصادر العيش ، والحروب التي لا تبقي ولا تذر .
لكن الناس لا يأبهون لهذا الهراء ، فهم يريدون مزيدا من الصحة وطول العمر ، بغض النظر عن هذه النتائج المتوهمة ، وحتى حينما يرون أحد الذين أجريت لهم هذه العملية قد طالب بالعودة إلى العمل بعد ثلاثين سنة من إحالته إلى التقاعد، يبتهجون ويزدادون إيمانا وثقة بالمستقبل، ولا يدرون أن مئات الألوف من المتقاعدين أيضا سيحق لهم العودة إلى العمل ، ولن يحال أحد إلى التقاعد في المائة سنة القادمة ، بمعنى أن هذا الجيل سيسد الطريق على الأيدي الناشئة الشابة، وسيخنق الأجيال القادمة ، ويستأثر وحده بالحياة والخلود ، وخاصة بعد أن أثبتت التجارب على الحشرات والطيور ، انه يطيل عمرها إلى عشرة أضعافٍ أو يزيد .
إذن لا بد من قول فصل ، ينهي الخلاف بين علماء يرون المخاطر رأي العين ، وبين عامة من الناس يرقصهم فرح طفولي ، لذا صار ضروريا أن تحمل المشكلة إلى البرلمان ، فهناك يدور نقاش له أصوله ، الاقتصاديون رفضوا الترخيص لهذا العقار اعتمادا على رؤى مالتوس في العلاقة بين السكان والغذاء ، لكن المعارضين ، ردوا عليهم بما قيل حينما اخترعت الآلة ، فهي لم تزاحم العمال ، بل أعانتهم وحسنت إنتاجهم ، أما التجريبيون فقالوا لا مانع من المضي في التجربة ،نرى بعدها ما يمكن ان تقرره ، إلا أن الاستدلاليين رفضوا ذلك ، فلا يحق لأحد التجريب على الإنسان ، كما أن التنبؤ مستحيل في العلوم الإنسانية ، وصار النقاش في مأزق ، إلى أن ظهر من يدعو إلى إعدام كل من سيبلغ المائة والخمسين بلا سبب ، وبقدر ما اثار هذا الاقتراح السخرية فإنه أشار إلى عقم النقاش .
وفي حيرة الإفلاس ، لمع اقتراح كالبرق ، لا أحد يدري كيف نبغ ، ولا من كان وراءه ، إذ قيد استعمال العقار بتقديم مشروع يستحق أن يعاش من اجله ، وافق البرلمان بالإجماع عليه ، دون أن يفكر أحد بالمقياس الذي سيحكم به على صلاحية المشروع ، ولا بأهلية اللجنة المحكمة ، بل كانوا يرددون بحماس افتتاحية القرار :
( لابد من هدف عظيم يستحق أن يعيش من اجله الإنسان )






الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://turathmo5ayam.yoo7.com
 
القصة رقم (28) : تفاصيل الحلم الدافئ
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» بقى الحلم...
» بقى الحلم...
» درب الحلم.....
» 127- الحلم الثقيل
» 127- الحلم الثقيل

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات سنجل الباسلة :: 
القرنـــــــة
 :: قرنة سعادة أبو عراق
-
انتقل الى: