منتديات سنجل الباسلة
اهلا بك عزيزي الزائر , يجب عليك التسجيـل لتتمكن من المشاركة معنا وتتمتع بجميع المزايا للتفاعل مع أسرة سنجل في جمع التراث الفلسطيني وتراث العرب وحكاياتهم الشعبية هذه الرسالة لن تظهر بعد أن تسجل او تقوم بتسجيل الدخول ان كنت مسجل مسبقا!
منتديات سنجل الباسلة
اهلا بك عزيزي الزائر , يجب عليك التسجيـل لتتمكن من المشاركة معنا وتتمتع بجميع المزايا للتفاعل مع أسرة سنجل في جمع التراث الفلسطيني وتراث العرب وحكاياتهم الشعبية هذه الرسالة لن تظهر بعد أن تسجل او تقوم بتسجيل الدخول ان كنت مسجل مسبقا!
منتديات سنجل الباسلة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى تراثي فلسطيني
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
أهلا وسهلا بكم رواد  منتديات سنجل الباسلة نتمنى لكم أسعد الاوقات

 

 القصة رقم (29) : اللبــــؤة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
صالح صلاح شبانة
المدير العام
المدير العام
صالح صلاح شبانة


عدد المساهمات : 2459
تاريخ التسجيل : 21/05/2011
العمر : 70
الموقع : الأردن

القصة رقم (29) :   اللبــــؤة Empty
مُساهمةموضوع: القصة رقم (29) : اللبــــؤة   القصة رقم (29) :   اللبــــؤة Emptyالخميس يونيو 09, 2011 8:19 pm


طريد الظل
مجموعة قصصية منشورة
للقاص والروائي
سعادة عوده ابو عراق

القصة رقم (29) :


اللبــــؤة
أيتها اللبؤة المهيبة ، لست كما عهدناك في البراري ، متيقظة بلا حدود ، شامخة على المدى، وديعة رائعة ، تنظرين إإلى السباع ، فترينها واجفة وجلة , لا تقترب من حياضك بل تتفر عنك خائفة ، ترقب حركاتك متهيبة ، فتمتلئين ثقة عارمة بنفسك ، وتتساءلين بخيلاء ، عن تأثيرك العميق في روع السباع ووجدانها .
ها أنت تخرجين الآن غير عابئة ، بل كسولة متخاذلة ، لست جائعة ولا تملكين رغبة بالصيد، تتبعين ذاك الذي يشبه القرد ، تدلفين معه إلى ساحة الضجيج والصراخ ، دائرية تحيط بها الشموس الساطعة الملونة ، فما أحوجك إلى الخروج السريع من هذا الضيق الرحب ، الذي لا تميزين به شيئا ، ولا ترين بوضوح لأكثر من مدى ذراعك ، وهذا الذي يشبه القرد يحرك ذنبا طويلا ، يخرج منه صوتا كلما لامس الأرض ، يشبه الأفعى التي تكرهينها ،حتى صار يستفزك رأس عصا لامع ، يستنهض فيك بعض الهمة، يبتعد عنك فتتبعينه ، فتستقر بك اللعبة على مرتفع، فيثار ضجيج من حولك ، توازنين وقفتك ، فتومض ذاكرتك ، إلى حيث كنت تستشرفين المدى ، وتشمين رائحة الأيائل ، لكن !!… أي رائحة تلك التي تفيض عليك الآن ؟ أدخان حرائق أم بخار أنفاس رطب ؟
يتحرك هذا الشيء مرة أخرى ، ويكاد أن يغضبك ، لولا حنينك إلى شبلك الذي تصطادين نفحاته بصعوبة من تلابيب ذاكرتك ، وبؤرة الاستفزاز تقترب من انفك ، تدفعينها بضربة يد ، تخطئينها ، وتبتعد كما لو تناكفك ، تودين التخلص من هذا الإزعاج المتكرر ، تلحقينها بقفزة فتجدين نفسك على مرتفع آخر ، وتختفي ، فلعلها مضت إلى الأبد ، فاستشعري أثداءك المترجرجة المحتقنة حليبا ، وتنسمي حنين الأمومة الشارد ، وتنبهي لخلجات قلبك التي استفاقت للتو .
يعلو الضجيج كما بعد كل قفزة ، فلماذا لا تكترثين بهذا الذي يؤرجحك بين الاستفزاز والسكون ؟ ولا يترك لك فرصة الانقضاض عليه ، غريب أن تموت فيك غريزة الافتراس كلما دخلت هذا المكان ! فكم تتشهين لحما طازجا من وعل أو غزال ، تعبق منه رائحة الدم الحار ، تنتشين انتصارا وأنت تسيطرين على حركاته العشوائية اليائسة، وتكمّين على استغاثاته المخنوقة بفكيك ، وحين تعانين ثقله وهو مجرور من حلقومه ، تأتين به منهكة إلى الليث ، فتستقبلك نظرات الرضا في عينيه ، و تتقافز أشبالك ابتهاجا ، أين شبلك الذي لعقت جسمه وشممت رائحته المميزة ؟ وكيف لا تنقضّين على هذا الذي يتحرك كالقرد ، إنك لا تحبين القرود ، وفرارها الجبان فوق الأغصان ، لقد كففت منذ زمن عن مطاردتها ، لكن ألا يستحق هذا تمزيقا عنيفا ، انك لست في المزاج الغريزي الملائم، فحبذا لو تتمكنين منه قبل أن يُقدم لك اللحم الخالي من الدم .
وتقفزين على مرتفع ثالث ورابع ، تلاحقين بقعة لامعة ، تستنفدين قواك ، وتودين الخلود إلى الراحة ، هاهو يستجيب لأمنياتك ، وتمضين خلفه كما تمنيت إلى الدهليز ، وتنتهين إلى مربضك المعتاد ، ناعسة متعبة وما زلتِ تعانين غبشَ الإبصار ، وتفتقدين شبلك ، حلمات اثدائك محتقنة ، ورائحته تهب عليك ، وتكادين تمييز ذاك النمر الحقير ، الذي يتيه بما على جلده من خطوط ، لكن من أين له هذه الجرأة كي يقترب منك كل هذا الاقتراب ، لست معنية بتأديبه الآن ، ربما ستكونين اكثر نشاطا بعد قليل ، انه يلهو بقط ، فهذا الدنيء لا يترفع عن الأرانب والسناجب ، فأنى له بالأنفة التي تربأ به عن افتراس القطط .
ها أنت تشعرين بالإنتعاش ، وانت تستعيدين بعض وعيك وقدرتك على الأبصار الصحيح، فترين بوضوح ذاك النمر المبتذل ، الذي لم تحفلي يوما بايذائه رغم كرهك له ، فهو من رعيتك و لا يجمل إهانته ،لكن يلزمه تأديب كي يكفَّ عن إيذاء القط الذي يموء ويقاوم افتراسه ، استغاثة تدركين معناها ، يخالجك الشجن وتذكرين شبلك الشبيه بهذا القط .
هل اتسعت دائرة وعيك ؟ فالشبل في بؤرتها ، لقد أصبحتِ اكثر قدرة على الإبصار ، وتمييز الرائحة المحببة التي تهب عليك ، أهي دماء القطط ؟ لست على يقين ، رائحة شبلك تقتحم انفك ، تدفعك للنهوض ، فالرائحة كانت حقيقية لا تخيّلا ، يدخل ذاك الذي تتمنين افتراسه ، فيسبقك إليه النمر اللعين ، لا تبتهجين إن ناب عنك ، فأنت الآن متهيئة ، انه يقفز برشاقة نحو الرقبة ، يعض كالعادة ، فيتهاوى بلا رفس أو حراك ، لكن ما هذا الصوت الانفجاري المفزع الذي يتوالى؟ يتراجع على إثره النمر ويهوي راقدا بلا مبرر ، لم يهرب خائفا، بل نام واسترخى.
يستفيق فيكِ النشاط ورغبة التحرش ، هاهما الإثنان يستلقيان كالأصدقاء ، فلماذا لا يعاود افتراسه ، أتراه اكتفى بالقط ؟ بل أين ذاك القط البائس ،يناديك من داخل صدرك بإلحاح ، فتندفعين للبحث عنه ، عبر روائح الدم المختلفة ، تستيقظ غرائزك كاملة ، تستشعرين مخالبك وأنيابك بوضوح ، وحاجة إلى ليث لا تدرين متى غاب ، إبصارك حادٌ وانفك يقودك مرغمة كما الخطام .
ياللهول ….!! هذا شبلك الذي طالما ظننته قطا ، رأسه مضرج بالدم ، وأعضاؤه مبعثرة ، فما هذا الذي يشعل الدماء في عروقك ، ويغم على بصيرتك ، ويحقنك برغبة القتل ، اقفزي نحو ذاك الدنيء القاتل ، عضة واحدة في الرقبة لا تكفي، اسقطي عليه ، فلا وقت لتمنحيه فرصة الدفاع والهرب ، رغم بقائه راقدا بارد الجسم ، لا يستجيب لتمزيق حلقومه ، لا يغرغر ولا يرفس ، أيّ لذة ناقصة تنتابك ؟ لا بأس ، إن انـثني إلى ذاك الذي يشبه القرد، واغتسلي من إذلالــه لـك، استنهضيه بضربة كف ، هاهو يتدحرج كالجيفة ، تعضينه ولا يبالي أيضا ،تمزقينه ولا يكترث ، فما الذي يحدث على غير عادة ؟ وأي احتباس هذا الذي لم يفرغ من داخلك ؟ فيضيق على أنفاسك ، ويجعلك سالبة القيمة ، ألا تشفي الجثة غليل الانتقام ؟ لا بأس عاودي تمزيق النمر ريثما تبردين غليل الأسئلة، و لا تطيلي .. ، واذهبي نحو الشبل ، واستسلمي للبكاء ، وتساءلي عمن أغبش عينيك وحجب الحقيقة عنك ، فرأيت بغباءٍ شبلك قطا ، وقعدت مسلوبة الهمة والاقتدار ، وانتحبي إذن كلما هبت عليك رائحة شبلك العابقة بالدم ، فإنك ستظلين العمر باكية متسائلة بلا طائل .


7 / 4 / 2001
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://turathmo5ayam.yoo7.com
 
القصة رقم (29) : اللبــــؤة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» القصة رقم (24) : موت في الشرفــة
» القصة رقم (11) : الزلـــزال
»  القصة رقم (12) : زيــــارة
»  القصة رقم (13) : ســــميرة
»  القصة رقم (28) : المسبــــحة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات سنجل الباسلة :: 
القرنـــــــة
 :: قرنة سعادة أبو عراق
-
انتقل الى: