بنت تايه الرأي

بنت تايه الرأي
صورة تراثية شعبية من خيال القرية
استخرجها من الذاكراة و صاغها ونظمها
الداعي بالخير : صالح صلاح شبانة
Shabanah2007@yahoo.com
بقى مدني وبدوي اصحاب عَ العظم ،والمدني بقى تاجر ،بيع ويشتري ويداين ويستد شغلته قايمه عَ الحساب
والبدوي ابن الصحرا والخلا ،قديش بطلق لخياله العنان ،عايش مثل الصقر ،حر وعنيف ،كريم بكره الحبس ورا لِبواب
بيته مفتح من وين مكان ،والضيوف يا هلا وإرحب ،رايحين جايين ،مقربين بالأكل والزاد ،بالتهلايه والترحاب
يوم البدوي راح عَ المدينه ،لشغله عنت على باله ،واستقبله المدني واستضافه في بيته بالتكريم عَ السعه والترحاب
وبقى عند المدني ثلاث بنات مثل ثلاث إقمار ،كل قمر أحلى من أخوه ،مثل حسنهن ما رأت عين ولا روى اكتاب
سأل الشيخ البدوي صديقه التاجر المدني :أظن انت بتحبني وبتعزني ،ويتعرفني شجاع لا بخاف ولا بهاب
ولا بقصر بحق ضيف ،ولا بتواني قدام السيف ،شديد عَ الحق ،لين قدام المعروف ،صلب عند العقاب لحساب
قال المدني :بعرف وبعرف أكثر بكثير ،انت اطلب وانا عليّ أقولك حاضر يا لشيخ من غير ما أحري قدامك جواب
قال الشيخ :بدي تجوزني واحده من بناتك الحلوات ،مش لأنه ما في عنا زين وحلا في البدو وحُسُن خلاّب
بس لكل قوم طعم ونكهه ،ونفسي بالمدينه اللي بتخلق من لا إشي إِِِِشي ،وبتخلق ذهب من
التنك والتراب
شاور بناته ،الكبيره قالت لأ ،والوسطى قالت أبدا ،والزغيره وقعت بسهم الشيخ اللي اندب بقلبها وصاب
قالت موافقه !رغم انه أبوها حذرها من التعب والشقا ،وحياة الشظف ، حياه بعيشها البدو
كلها شقا وأتعاب
وما دام بنات البدو بطيقوا هالحياه ،ليش أنا ما أطيقها ؟أنا موافقه .وأذن وبارك للشيخ
ورد له الجواب
حملها الشيخ على المضارب ،وعاشت عندهم أحلى عيشه ،وكل ما مر عليها في الباديه يوم حلي زمنها وطاب
بس الشيخ بقى يقول عن أبوها تايه الرأي ،وبقى ها للقلب ايحز جواها ألم وينز من جواها جراح و عذاب
وخلفت ثلاث فرسان ،ذكر الله عليهم .ويوم سألها الزغير :ليش أبوي بهين جدي بهيذ نعوت..،
و أسامي وألقاب
وبقى السؤال وجيه ،سألت جوزها :قال أنه أبوها مش ذكي ولا عنده علم بالمعاني والتقاليد والعادات والأنساب
ولا بحل حزيره مهما زغرت ،وهذي اشياء بتعبر عن الرأي والراي عند البدو ثمين , الذكا واجب ، وصاحبه مُهاب
اعترضت وأعلنت إنه أبوها ذكي ، وعقله بتوزن بالذهب ، ورأيه متوقد ، حاضر غب الطلب ،
ما عمره تاه ولا غاب
قال الشيخ : ماشي يا بنت لِمّدِني، احملي هديه وروحي زوري أبوكِ واسأليه عن أخف الخفيف ،واثقل الثقيل وهاتي الجواب
راحت ، وسألت أبوها اللي قاللها : أخف الخفيف القطن ، وأثقل الثقيل الرصاص ، والمسأله ..
مش محتاجه جواب
حملت هدية أبوها ورجعت فرحانه بعلمه وفصاحته ومخه الفريد في عصره وزمانه اللي ..،
مثل الجندب وثاب
لقيوها اولادها قبل ما توصل المضارب ، وسألها الزغير عن جواب جده الهمام ، وانصدم من الرد لأنه جوابه مش الجواب
والجواب أخف الخفيف على الغانمين ثقيل ، مثل الكلمه القبيحه ، ما بحتملها الكريم بتربص على قلبه وبتعذبه عذاب
وأثقل الثقيل على الغانمين خفيف ، لأنه الغانم بتحمل كل اشي وما بكسف حدا ، ولا برد قاصده،
ولا بسكر بوجه حدا باب
ولمن قالت لجوزها جواب ابنها فرد وجهه وانبسط ، وقرر ما يقول عن ابوها تايه الرأي ،
بعد ما أحسن الجواب
ولمن قلّب شخصية ابوها والرد ، عرف بالفراسه انه ها لجواب من ابنه الزغير ، وانها مرته خبت جواب ابوها لِغراب
وهون الأب نادى ابنه الكبير وقال له : روح نادي اخوك الزغير اللي غاب عن المضارب من زمان ، و طوَّل لِغياب
ويا خوفي أكله ضبع ولاَّ بَعَطه ذيب ، وهون الأم صرخت بلوعه الف سلامته ، من شويه لاقاني ، وسألني عن اللي صار ولقنني الجواب
فرح الشيخ اللي صدقت فراسته ، وعرف انه ها لزغير هو الأولى بالشيخة ، لأنها الشيخه أمانه ، بس رفض الشيخه بمنتهى الآداب
وقدم اخوه الكبير لأنه ما بمتاز عنه ، وهو طوع أمره ، وخاتم بيده ، والزمن قدامه اللي بعده ..
في شرخ الشباب
ولأمانة الأمر سأل الشيخ ابنه الزغير : اذا مرض أخوك الكبير وعجز عن الأداره والتدبير ، لمين الشيخه بتصير يا شباب ؟؟
قال للوسطاني ، والتسلسل هذا بحمي الأسره والعشيره من الفتن و بحفظ وحدتها ، وبظلوا أهلها أهل ، غصب عن الأغراب
قال الشيخ لأبنه الزغير : واذا ها لوسطاني ما هو كفؤ ومخه طاقق وما بعرف كوعه من بوعه ، ومسكر مثل قفل الباب ؟؟
قال : وقتيها اللي وانا صاحبها ، بأذن الله ما بنظلم عندي بشر ولا حدا بنظام ، واحافظ على إرثك اللي عمر رأيك ما خاب
سأله الأب : إذا إجاك خصمين ، بخيل وكريم ، شو بتعمل معهم ؟؟قال : بوخذ من مال الكريم وبعطي البخيل تيدوزن لِحساب
قال : واذا إجاك بخيلين ؟؟ قال بقسم بينهم بالنص ، قال : والأطياب ؟؟ قال بحلوها بين بعض ، وما بتخاصموا عند حدا الأطياب
وقرر الأخوه وأبوهم انه الزغير يبقى الشيخ من بعد أبوه ، وحكم بالعدل والأنصاف ، ولجله بطل الأب ينادي الأم يا بنت تايه الرأي والصواب
تقرأ بلهجة أهل سنجل