جبينه
صورة تراثية من خيال القرية
استخرجها من الذاكراة و صاغها ونظمها
الداعي بالخير : صالح صلاح شبانة
Shabanah2007@yahoo.com
بتقول الخرافيه :انها وحده مشتهيه الخلفه نزلت على عين الميه ،وشافت رعيان بوكلوا جبنة بياضها ناصع مثل الثلج تحت الشمس
رقعت ايديها لأبو خيمه زرقا وهمست :يا رب تعطيني بنت بياضها مثل قرص الجبنه ،
وباب السما بقى مفتوح للدعاء والهمس
وراحت ناقل من ليلتها ،وبعد تسع تشهر ولدت بنت بيضا ناصعه ،يفط النور من وجهها ،
ملكت على أمها الحواس الخمس
وكبرت جبينه وهي في عيون أمها حلم .ويوم إجن البنات ،وقبل ما قالن يام جبينه ،
عرفت شو بدهن بالحدس
بدهن جبينه تسرح معهن عَ الدوم ،قالت :شوفن أبوها ،وأبوها وداهن ع خالها وخالها ع سيدها وسيدها عَ أخوها وبس
وأخوها سمح لها ،راحت عَ الدوم ،طلعت عَ الشجر ترميلن ويعبن كياسهن ،وكيسها أربع أخماسه زباله ودوم الخمس
ولما اكتشفت اللعبه ،قررت ترجع وتعبي كيسها دوم ،وما تروح لأمها دون عن صاحباتها ،خاينات الملح والعيش والدِبْس
وبقت جبينه مطمئنه ،لا خايفه من غول ولا حرامي لأنها حامله خرزة الوقايه من أمها تحميها من كل غول وحرامي مفترس
وهي ماشيه التفتت بعبده ،واتفقن يمشين في الطريق المهجول مع سوا ،وبقت كل واحده منهن راكبه على فرس
وإجت العبده بدها تخون العهد وتنّزل جبينه عن فرسها ،فركت اجبينه الخرزه وصاحت :يمه العبده بدها تنزلني عن الفرس
وصاحت الخرزه على العبده ،انزلي قودي فرسها ،ولاّ ضربتك بمقحار الطابون وخليت القرد يرقص في بطنك رقص
ومشت العبده تقود الفرس توّصلن بير مَيّه ،وهن يشربن وقعت الخرزه من جبينه وصارت حالتها ما تسر النفس
وهنّ ماشين لقن مفحمه ،نزّلت العبده إجبينه ،وصبغتها بالفحم تصارت مثل الغراب ،
ومعستها بالفحم معّس
وركبت عَ الفرس وخلت إجبينه تقودها وهي فارده صدرها ،رافعه راسها كاشخه ،
وجبينه خانسه وراها خنس
وبعد شويه لقن لتون ،كباره ،شيدها مستوي ،نزلت العبده ودهنت حالها في الشيد
بعمليه كلها هلس بهلس
ومشن توصلن قصر السلطان ،جبينه المصبوغه بالفحم تقود مطية العبده المدهونه بشيد
وتغيّر طالع السعد للنحس
العبده قالت لجبينه :انت لازم تلبسي ملابس صبي ،واسمك من اليوم اخشيبون ،انتي جميله محبوسه بعبد حبس
وطلعت عبدة السلطان وشافتهن ،وخبّرَت ستها ،ولفوق دعتهن وعاشن بيجي أسبوعين من غير زياده ولا نقص
يوم قال السلطان :إخشيبون يروح يرعى الوز ،وسته تقعد في الدار ضيفه عزيزه معززه مكرمه لا يمسها دنس
وسرحت جبينه الغاليه مع الوز ،وصارت تغني للأهل والديره ،اغاني في حب وشوق مبلله بالدمع تحرك حنايا النفس
يا طيور طايره ،في السما العاليه ،سلمن ع أمي وأبوي ،وقولن جبينه راعيه ،راعية وز بتطلع من الصبح تيصر الليل رمس
وصارت كل يوم تكسر وزه ،ويوم حس السلطان إنهن وزاته بدهن ينقرضن ،وأنه بلاء الكسر نازل فيهن كسر وقص
ومشي وراها متخفي ،يتشوف شو المسأله ،وسمعها وهي تندب حظها وكسرت وزه من غير حفسه ولا حس
وسبقها ورجع وقال لأمه :لما يرجع خشيبون اللي هو إجبينه ،اطلعيه مع وزه وشوية مقبلات وصحن شوربة عَدْس
أعطت السلطانه الأم الوزه لجبينه المتنكره بشخصية اخشيبون راعي الوز ،حملتها واستحضرت الرهبه وحسها في صدرها انحبس حبس
وبقى السلطان محضرّ سبع مطارق رمان وكل مطرق بعمل قني وأخاديد كل ما نزل عَ الجسم الطري خبط ودرس
مسك المطرق وهزه وقال :يا اخشيبون أقعد تشوف قصتك من الألف للياء من غير كذب وهيلمه وهلس
اشلح ثوبك لمعفن تشوف ،وصار اخشيبون يتوسل :أنا في عرضك ،جسمي لا يتحمل ضرب المطارق ولا الحَلس
وبقت الميه السخنه في الحمام ،وبعد أول مطرق شمغها اياه السلطان نطت جري عَ الحمام وغمست حالها فيه غمس
وراح الفحم والشحاره وطلعت جبينه مثل تباشير الصبح أول النهار ،بس شافها السلطان انسطل وانهوّس فيها هوس
وطلب الحقيقه ،وصارحته بالحقيقه ،وجاب العبده المطليه بالشيد وغطها في الميه ووجها مكشر وعابس عبّس
وقال :يا مين يحب السلطان ويجيب شقفة حطب وجمرة نار ،وحرق العبده وتجوّز اجبينه وقاموا فرح وعرس
وتعيشنا من عشاهم ،واجينا وخليناهم ،وطار الطير وتصبحوا على خير وتجعل أيامنا فرح وطهر وقدس
تقرأ بلهجة أهل سنجل
