حديدون
صورة تراثية لحكاية شعبية من ذاكرة الجدة محكية
بقلم الداعي بالخير : صالح صلاح شبانة
Shabanah2007@yahoo.com
بقوا ثلاثه :نخيلون وداره إنخاله ،وخشبون وداره خشب ،وحديدون وداره حديد ،يسكنوا في هالديره على ما يرام
بس بقت تشاركهم الديره غوله ملعونه حرسي ،تعشق أكل لحم البشر ،ويوم تلوح إبآدمي هذاك اليوم عيد يا سلام
وبقوا الثلاثه يحسبوا للغوله حساب ،الغوله بتظلها مخلوق شراني ،سلاحها الشر ،وطبيعتها مثل البق لا بتنوّم ولا بتنام
أول هدف بقى قدامها نخيلون ،نخيلون اللي طبيعته يتميل للهشاشه وداره من النخاله ،لا ساس ولا جسر يصمد قدام الأيام
إجت باب الدار وصرخت على نخيلون :ولك إنخيلون ،افتح الباب وأعطيني المنخل أحسن أضرط فص وأهد دارك وأخليها ظلام
وأفوت أوكلك وأوكل حمارك ،وأرمي على جبل عظمه من إعظامك ،وأخليك عبره للي ما بعّتبر وهذا قصدي والمرام
نيخلون رفض ،وقال لها :إضرطي لمّا تملي العضرط ،أنا قوي وداري حصن ،وما بخاف مدافع اللبن والوعد والكلام
الغوله مش خياله ،ضرطت فص ،طارت الدار ،وتعرى نيخلون ولحمار ،وفاتت أكلتهم وقرقشتهم وما خلت منهم إغرام
وبعد أكم كم يوم ،راحت على خشيبون ،وخشيبون طبيعته يتميل للخشب ،وداره خشب ،دقت عليه الباب مثل اللطافه والإحترام
ولك يا إخشيبون ،افتح الباب ،وأعطيني المنخل ولا بضرط فص ،بهد دارك وبطيّر خشبها وبفوت بوكلك إنت ولحمار من غير ملام
خشيبون إتحدى التهديد ،ورفض يرضخ للغوله ويفتح باب الدار تتفوت توكله هو والحمار مثل ما قالت من غير ملام
قال لها :إضرطي لماّ تملي العضرط ،إنحرفت ودارت ،ولازم الخشب يصمد أكثر من النخاله ،تيعطي نتائج جباره تمام
وثلاث أربع فصوص من إياهن طارت الدار ،وتلاقي خشب طاير ومحلّق ،وخسر خشيبون موقعه بعد ما داره صار حطام
وفاتت ع خشيبون ،أكلته وأكلت حماره وخلا الميدان لحميدان ،وما ظل قدامها غير حديدون اللي ما في مثله في البلد إزلام
ولماّ اشتاقت للحم البشر ،راحت على حديدون ،ومثل العاده دقت عَ الباب بلهجة القوي وقالت مثل ما قالت لأسلافه العظام
عظام وما ظل منهم غير إعظام ،حكمة الله تيعمر الكون في أهله ،قالت :ولك إحديدون افتح ،وأعطيني المنخل بالمعروف والاحترام
أحسن لأضرط فص أهد دارك ،وأوكلك إنت وحمارك ،ردّ عليها بضحكه ساخره ،إضرطي تتملي العضرط يا بنت الحرام
وبكل غرور نصرها على إنخيلون وخشيبون ،إندارت وصارت تقصف وترمي بكل قوّتها ،بس داره لا لإنت من ورا ولا من قدام
ومن شدة قصفها وانشرطت مقعدتها ،وسبطانه مدفعها راحت شطب ،وانرغمت منا خيرها بوحل سوء وأعمالها والدول أيام وأيام
يوم إلك ويوم عليك ،يوم الكلب بعض الأسد ،وبستأسد البغاث ،وحديدون متحصن ورا حيطان الحديد العصيه عالضراطين اللئام
وثبت للغوله بالوجه الشرعي أنه مش كل حيط واطي ولا كل طيب المذاق هني مري ،ولا كل شعب بنربط بحبل وبنجلب مثل الأغنام
ولماّ فشل مبدأ القوه ،صار لازم تدّخل حسابات ثانيه ،القوي بترفع عنها وإيدها القويه وسبطانة ومقعدتها اللي فيها الموت والرؤام
وخيطت الغوله مقعدتها بخيط على أمل تعيدها للخدمه ،بعد فشلها الذريع مع حديدون اللي ما سقط ولا أعلن الانهزام
يوم إجت ،وطلبت منه يروح معها يوكلوا شمّام وفقوس وخيار من مقتاة خالها الكريم أبو الكرم والجود ابن الكرام
استهزأ حديدون منها وطردها شرّ طرده من ورا الحيطان ،وبعد ما راحت تجر أذيال الفشل والخيبه والبهدله وقلة الاحترام
تسحسل وطلع عالمقتاه ،أكل ،وشبع ،وبعدين فتح شمامه كبيره ونام جواها ،وقعد يستنى الغوله اللي اللي بقت تجتر الحزن والآلام
قديش الفشل عَ الناجح مرير ،والكسر للقوي تمريغ للنفس بالهوان ،إجت الغوله تجرجر رجلها مطعونه بواقعها والأحلام
وصار حديدون يتبوّل من الشمامه وهي تشرب واتغسل ،وتمدح عين خالها وميتها العذبه اللي خسر حديدون شربها وأخذ حمّام
وعزمته على عرس خالها ،وراح أكل لحمه وضربها بالعظمه وهي تتخمخم بين الكلاب ،حوالين الدار متقمصه كلب تمصمص لِعظام
وسال دمها ،وصارت تلحسه وتقول :محلاك يا عسل دار خالي ،راح طعمك على حديدون ،آخ لو يوقع في إيدي لأخلي نهاره ظلام
وبقى لازم لحديدون يحط حد للغوله ،ويظهر قديش هي غبيه وعاجره ،ومبدأ ها لقوه بلا عقل ،ما بتعرف غير كسر لِعظام
ولماّ دقت عليه تعزمه عإشي عند دار خالها بيّن سواياه في الشمامه والتين والعرس ،وفي ما مضى من سالف الأيام
ولماّ سمعت ها لحكي صارت تنفخ وتقلب وتشقلب وتفاقع مثل الحبه في المقلي وبعدين فقعت ،وبموتها حلّ عَ الأرض السلام
تقرأ بلهجة أهل سنجل
