أخونا المواطن دحدح
سللة حكايات المواطن دحدح
بقلم:الداعي بالخير،صالح صلاح شبانة
Shabanah2007@yahoo.com
ينحدر المواطن دحدح من أم مدنية وأب فلاح، ورغم ان المدني ذاب في الفلاح والفلاح انسكب بالمدني، ولم يعد المدني التاجر والصانع والفلاح الحراث والمزارع، فصاروا في (الهوا سوا) ولم يبق من الفلاح الا لهجته الخشنة التي لا تتناسب مع رقته ونعومته، بعد ان ترك كابوسة المحراث وهراوة الفاس وامسك المكنسة وشفاطة المرحاض وصار يعتز انه يعمل في اوتيل بنجوم او بدون نجوم، ويتباهى كم جمع من البقشيش من عرق الراقصات اللواتي يقمن في الفندق، او من السكارى الذين يكرمون على الساقين والساقيات بعد ان تدور الخمرة في الرؤوس، ويصبح البخيل كريماً معطاء. المواطن دحدح مواطن بسيط جدا، يستمد ثقافته من الجريدة، فهو مدمن قراءة الجريدة ويقرأها من الصفحة الاخيرة، ليس حباً بمخالفة البشر ولا حباً بقراءة الاخبار الاقل اهمية من الاخبار المهمة ، وحتى هو نفسه لا يدري لماذا ، وبعد دراسة الظاهرة تبين ان المواطن دحدح يستعمل يده اليسرى، ومن الطبيعي حتى يقلب الصفحات براحة تامة ان يبدأ من اليسار الى اليمين، اي من الصفحة الاخيرة ، فلا تتهموه بأنه يساري او ميال للثقافة الأجنبية والإفرنجية أكثر من العربية، والمواطن دحدح الذي استمد اسمه من حلويات الدحدح، وهي كنايف بالجوز والقرفة، وهي لذيذة الطعم طبعاً، أدمن دحدح أكلها، فلا يرى إلا وهو يقضم الدحدح، حتى غلب الدحدح على اسمه، وعندما تعرفنا اليه عرفناه باسم دحدح، ولم نعد نعرف اسمه الأصلي ، فغلب الدحدح على اسمه ، حتى هو لو نادته أمه أو أي احد آخر يعرفه من خلال الوثائق بأسمه الحقيقي، لغاب الاسم عنه، كما حدث مرة وفزع في طوشة ليحجز بين المتقاتلين فحملوه الى المخفر مع المتخاصمين، وعندما ناداه الضابط باسمه الحقيقي كان ينظر إليه ببلاهة ولا يجيب، حتى استيقظ على صفعة على رقبته لا زالت حرارتها تدفئ رقبته حتى اليوم والى ما شاءا لله. والمواطن دحدح لا يعرف تأويل الكلام، كالذي يقول ( بلا قافة) حتى لا يختلط على السامع انه كان يقصد معنى آخر يشير إلى سوء النية، ولا يأخذ الحديث الا بنصه الظاهر، مما يجعله عرضة للهمز واللمز وهو يحسب باطن الكلام مثل ظاهره فيصير مثارا للهزأ والسخرية بين الناس. والمواطن دحدح طموح، ويحب خدمة الناس وقلبه طيب إلى ابعد الحدود، حتى أن كلمة تمسح من نفسه كل الأدران، ويسامح من أساء إليه حتى لو شج رأسه واسأل دمه، ونال بلسانه من شرفه وعرضه. والمواطن دحدح بما فطر عليه من وفاء يزيده غدر الناس أمانة وإخلاصا، فهو يعيش قضية هامة، هي قضية الإنسان في كل مكان. ولهذا يتعرض المواطن دحدح إلى مشاكل هو في غنىً عنها لو وضع رأسه بين الرؤوس وقال يا قطاع الرؤوس،لما تعرض لهذه الأمور...!!!