سليمان والبوم
صورة تراثية من خيال القرية
استخرجها من الذاكراة و صاغها ونظمها
الداعي بالخير : صالح صلاح شبانة
Shabanah2007@yahoo.com
بقولوا في الأساطير إنه سيدنا سليمان عليه وعلى رسولنا المصطفى السلام ، إنه لمّا إجا يتجوز بلقيس.. اشترطت عليه يبنيلها قصر من ريش الطيور
مسك الوطواط أول طير إجا في وجهه ، ساقه المولى لهذيك الوقعه ، ونتف ريشاته ، واللي
بعدها انكتب عليه يعيش ممعوط الريش قدر مقدور
وتناول بعده البومه وكاد يمعط ريشها ويلحقها بالوطواط ، ومثل ما ظلم الوطوط ومعط ريشه ،
إجا يظلمها ..بمعِط ريشها وعليها يجور
وحاشى لنبي الله يظلم ويجور ، بس الأسطوره مرّكَبه على ها لخرافه ، واحنا بننقل وما إلنا في الحقيقه ، ولا بأيدينا نسلط عليها شعاع نور
وسألته البومه :يا نبي الله ، يا من ملكك على البشر والجن والوحش والطير ، وعلى كل ما
بِدِب عَ الخرسا ، وعَ ها لأرض بدور
وفهَّمك خطاب النمله ، وعُذر الهدهد وسَخّرْلك الريح مسيرة شهر تمشي بأمرك ، وسلطك على مردة الجن تحبسهم بقماقم ، وخلاّك منتصر منصور
قال سيدنا سليمان ، عليه وعلى رسولنا المصطفى العدنان ألف صلاه وسلام : طلبت بلقيس قصر من ريش الطيور وطلبها أمر مصيور
قالت البومه : بس يا نبي الله إن هَبّت الريح طار القصر ، وتلاقي كل ريشه من ريشاته في فلك من أفلاك الله الواسعه بتدور
قال سيدنا سليمان : إنا بَأمُر الريح ما تقرب قصر الريش تَتِهنى بلقيس ، وانت بتعرفي يا بومه إنه الريح بفضل الله مسخر إللي ولأمري مأمور
قالت البومه : والله معك حق ، بس كيف الحياه بدها تستمر من غير هوا ، والهوا ضروره لكل كبد رطبه وما بستغني عنه إلا الميت والمقبور
دَوّر سيدنا سليمان الحكي في دماغه ، وِعِرِف إنه عندها حق ، وإنه سبحانه أعطاها على ضعفها وقلة حيلتها ما غاب عن باله ، وهو ما هو وما عنه مشهور
بس لازم يختبر حكمتها ، ويفحص ذكاها ، هل هي حكيمه بجَّد ، ولاّ ما قالته رميه من غير رامي ؟ هل ذكاها أصلي ولاّ هبَّه بتهب وبتمور؟؟
إسمعي يا بومه :حتى أعتقك إنتِ والطيور من حكمي بمعط الريش ، وأجَمِّد فكرة بناية القصر لست نسوان الأرض بلقيس ، شمس النهار وبدر لِبدور
عندي أسئله ثلاثه واختبار ، إن جاوبتِ عليهن هذا أنا عفيتك وعفيت الطيور ، وصرفت النظر عن بناية هذاك القصر اللي في بالنا مخبور
ها لأسئله : مين أطول الليل ولاَّ النهار .. ومين أكثر الأحياء ولاَّ الأموات .. ومين أكثر الرجال ولاَّ النسوان ، وليش ، سبب كل عِلّه بالحصر المحصور ؟؟؟؟
قالت البوم عن ذكا ومعرفه أصيله : النهار أطول من الليل ، لأنه النهار نهار والليل المُقْمِر نهار، بتلاقي الليله المقمره بفضل الله موجوجه بالضوّ والنور
والأموات أكثر من الأحياء ، لأنه الميت ميت والنايم ميت ، روحه ممسوكه إن شاء الله الصبح أرسلها وان شاء أمسكها وتشيّع للقبور
والنسوان يا سيدي يا نبي الله ، يا ملك الإنس والجن والوحش والطير ، أكثر من الرجال ، لأنها المَرَه مَرَه مزينه بالأنوثه اللي عليها قدر مقدور
واللي بطيعها الطاعه العميا وبقرر شورها الغلط ، واعيذك من ها لتهمه يا سيدي ، يا اللي بدك تمعط ريشنا لأجل ها لرغبه الجقمه وها لشور
مَرَه مثلها ، وهون سيدنا سليمان اقتنع بوجهة نظرها ، واعطاها عقد جوهرللأختبار وأمرها قايل : حطيه برقبة أجمل مخلوق على وجه الأرض في ها لكون المعمور
أخذته وراحت لفت ودارت وحامت في كل أرجاء الأرض ، وبقى فرخها البشع الشِنِع في وكرها مخنس مقنعس ، حطته في رقبته وحملته وهي تطفح بالسرور
ولمّا شافها سيدنا سليمان الحكيم ابتسم وضِحِك وأيقن إنها البومه حكيمه بالفعل ، لأنه ما في أجمل من الإبن في عيون الأم في السفر مسطور
وعفا عن البومه وعن الطيور ، وصرف النظر عن بناية القصر من الريش ، واستغفر الله عن هذاك الأمر اللي بقى فيه لبلقيس مأمور ..!!!!!!!!
تقرأ بلهجة أهل سنجل