شمّا المنحوس

شمّا المنحوس
صورة تراثية من ذاكرة الجدة محكية
بقلم الداعي بالخير : صالح صلاح شبانة
Shabanah2007@yahoo.com
بقى ملك من ملوك الزمان ، هَمّه من هَمّ ها لأمه والشعب اللي برعاهم ، داير على مصلحتهم ،عَ الحياه الآمنه واللقمه الهَنِيَه
ويوم التقى في بنت من رعاياه ، فلاّحه ، ذابت في قلبه مثل السكر ، عِشِقها من أول نظره ، وذاب في حسنها اللي من حالاته غِيّه
وقرر يتجوزها ، وبالفعِل عَرَض تبقى ملكة قصره وقلبه ، يتجوزها في التوّ والحال ، وتبقى حليلته على سُنّة الله ونبيه
وتجوزها وعاشت معه سنين فرح ، وخلّفَت ولد ، ما انولد مثله ولد سمّاه شمّا ، اتربى مثل اولاد الملوك عَ القوه والفروسيه
ولأمر أراده الله ما جابت بعد شمّا اولاد ، والملك عربي والولد عنده عِزوه ، وبده مزيد يسندوا ظهره من لِولاد والذرّيه
فا ضطر غير آسف إنه يهجرها ، ويسمّي إبنها شمّا المنحوس ، ويوخذ عليها عروس ثانيه ، ومثل ما جَرّب الفلاّحه يجَرِّب المدنيه
وهجر فتحيه الفلاّحه وتجوّز سوسو المدنيه ، وخلّف منها (صبُح) و(صبيح) ، وعقد عَ اولاد الغاليه الأمل ، وقدّمهم عَ شمّا البطل واعطاهم الأولويه
وشرالهم خيول أصيله يمتطوا صهواتها، ولشمّا بغل أجرب ، زيادة في التحقير والإأزدراء ، وسمّاه شمّا االمنحوس تيحطِم نفسه الأبيه
وصار شمّا أمل أمه ، لعله يردلها الهيبه والمهابه ، ويرَجِّع لها عرشها اللي سلبته أم صبح المدنيه ، لجل أمر ما إلها فيه رجل ولا دَيَه
ويوم صاب العرب ضنك من المَحِل وقِلِة العشب ، وطلب الملك الشيخ من صبح وصبيح ، اولاده من حبيبة القلب سوسو المدنيه
يركبوا خيولهم ويدّوروا على مراعي خصبه للبوش ومنازل جديده للعرب ، في محاوله منه لأنقاذ القوم ، والمحافظه على الرعيه
وطلعوا صبح وصبيح على خيولهم وساروا في اتجاهات ، وركِب شمّا المنحوس على بغله الأجرب وسار في اتجاهات لأتجاهاتهم عكسيه
وهدى الله بفضله صبح وصبيح لمرعى قل نظيره ، ميّه وعشب وخير وخِصِب ، عال العال ، مثله ومثل حالاته ما حوَت الدنيا
وحطوا الزاد وقالوا بسم الله ، يوكلوا لقمه قبل ما يرجعوا بالبشرى للأب والأهل بمستقبل كله خير ، وأيام لقمتها سمن وعسل هنيه
وقبل ما يتناولوا اللقم هاصت عليهم حيه إلها سبع روس ، كل راس من روسها ببلع زلمه بزرطه زرط بسحل فيه مثل الميه
وحطوا خلقاتهم في اسنانهم ، ورجليهم تضرب بقفا روسهم ، وميت إخص ولا الله يرحمه ، والعمر مش بعزقه ولا لعبة تسليه
ورجعوا على أبوهم بدل الفرحه بالخيبه ، واتفقوا انهم يقولوا لا شفنا ولا أرينا ، ولا لقينا مراعي تنرعى ولا مراعي مرعيه
بس شمّا المنحوس اللي هان على قلب أبوه، وأخذ اخوته حصتهم وحصته،ما هانت الناس عليه وظلوا يحبوه،وظل حامل همهم في نفسه الأبيه
وشاف نفس المرعى ، واستبشر بالخير ، وزغردت الفرحه في عنيه ، وقرا مستقبل الأمه الواعد الجاي في منزل الخير والعطيه
وما شاف إلا والحيه إم السبع روس هايصه عليه !! باطل !! وانا شمّا السعيد ابنك يا فتحيه ، وقام وسل سيف الحق وراح هاجم عَ الحيه
ونِزل في روسها السبعه حصيده ، لما قطعّهِن ، وطال راس وحطه في الخرُج مع بقايا زاد صبح وصبيح ، اولاد سوسو بنت الذين المفتريه !!
وسحب حاله ورجع عَ العرب معنق معنقر شيخ الشباب ، يحميه من عيون المحبين ، لأنهم الحاسدين كلهم على بعضهم ما بسوّا صرمايه مهريه
وكشف صبح وصبيح الجبنا الخرّيعه اللي الهزيمه عندهم ثلث إثلاث المراجل ، اللي خدعوا أهلهم وخانوا الأمانه وتسترو ورا أقنعه زايفه خفيه
وكشف هوى أبوه اللي هوى النفس عنده أكبر من حبه واخلاصه للواجب ، والقياده بدها رجال في روسهم عقول مدوزنه عَ الحق ، مش عَ الأهواء الدَنيه
من حق صبح وصبيح يخافوا ويحطوها بسراويلهم ، بس مش من حقهم يحجبوا معلومه ، بتغير في حياة الأمه مسارات تاريخيه !!
ويخلوا أهلهم في المجاعه ، والمسأله بدها قوه وشجاعه، وهو قدّها وقدود ، وأثبته حقيقه لمّا قتل الحيه واستولى عَ المرعى ، وكتب اسطوره شعبيه
وظل أبوه تابع لهوى النفس ، ومادام ها لرزقه ما اجت من صبح وصبيح ، وجابها شمّا المنحوس ، رفضها ورفض ايسَيِّر الجماهير المستويه
من الضنك والجوع لأرض الخير ، والخير ما هو من شمّا المنحوسَ ، الخير بوجه صبح وصبيح ، احباب القلب ، اولاد سوسو المحظيه
قال شمّا وأعلنها : أنا وأمي رايحيين على موطن الحيه وحِماها ، بعد ما نصرنا الله وقتلناها ،وصارت ديارها اللي بقت بالشر محميه
غنيمه إلنا ، واللي بده ايانا يتبعنا واللي ما بده عَ راحته يقعد وبالفقر يتهنى ، مع صبح وصبيح ، وإلو بتقرير حياته مطلق الحريه
بس القوم تبعوا صالحهم وهوى قلوبهم عن آخرهم ، وظل الملك مع صبح وصبيح وسوسو امهم ،وصار شمّا الشيخ الملك الجديد بمبايعة الأغلبيه
تقرأ بلهجة أهل سنجل