عُمر الإنسان
اسطورة أقرب إلى الخرافة
بقلم الداعي بالخير : صالح صلاح شبانة
Shabanah2007@yahoo.com
قال الراوي يا سادة يا كِرام ، انتم القصد والمرام ، والراوي المقصود الراوي الشعبي ،
اللي حَكيه مدوزن عَ القِدَه ، بس ذمته بتتغير كل يوم
انه ربنا سبحانه تبارك وتعالى ، لمّا قسّم الأعمار ، قال : يا إنسان حتى لا تذل لا تهان :
خذلك ها لعشرين سنه عيشهن في الدنيا معزوز مكروم
الإنسان الطمّاع بالعمر والمال ، استقلل ها لعمر القصير وقال : يا رب العزة يا مولاي ،
تباركت وتعاليت وجل جلالك ، يا للي علمك سبق كل لِعلوم
زيدهن وبحبحهن ، العَمَر غالي ، والحياه للضال والعابد يستزيدها ، تيربح ويفوز
وكل ما فيه بنضح ، وغير وجه الله عز وجل ما بدوم
قال المولى للإنسان ، وقف يا عبدي عَ جنب ، وقال للأسد : يا أسد هيا إقترب ،
يا للي منحتك القوه ، والعظمه والسلطان ، وملكتك ع القوم
من كل ما هب ودب ، ومشى عَ أربع وبذيله عن نفسه نش وذب ، هزّاز للذنب
هذي عشرين سنه عيشهن في عبوديتي عَمر مني إلك مقسوم
قال الأسد : الحمد والشكر إلك يا رب ، أنا عزتي في قوتي ، وبخاف أذا كبرن هرمت ،
تنهد قوتي ويصير وسطي من العجز مقطوم
واللي يهابني يصير يتحداني ، والقوي يحب يعيش بعز ويموت بعز ، والكرامه شان ،
وما حدا بعد الحمد والصيت يقدر يصير مذموم
نقِص لي يا إلهي ويا مولاي من ها لعشرين ولا تردني لأرذل العمر ، يا أعلم بحالي ،
ولا ترميني بالذل بعد ما كنت الهزبر الخطوم
قال المولى عز وجل لعبده الأسد : أعطي عشره من عشرينك المقسومات للإنسان ،
واوقف عَ جنب ، واكتفى الأسد بعشره من عمره المعلوم
وتقدم لِحّصان يتلقى العمر ، وأبلغه رب العزة حد عمره ، انه منحه عشرين عام بالتمام ،
يعيشهن في الدنيا معزز مكَرَم ، مصان مخدوم
ويبقى ظهره عز وبطن فرسه كنز ، ويظل أكرم المال ، ويخوض لِحروب ويخدم الدين ،
ويتنافسوا الناس عَ حبه ، مالكه غانم ، وخاسره محروم
حمد لِحصان مولاه ، على ما أكرمه وأعطاه ، من النِعَم الجليله ، بس مسألة عشرين سنه ،
يعيشهن في الدنيا تحت حكم البشر وهو مركوب ملجوم
مسأله فيها نظر ، وللزمن ضريبته ، ضريبة التميز رح يدفعها من بدنه وعافيته في الهرج والمرج ، بين الحرب والضرب وميادين السبق المحموم
وتوسل لِحصان مولاه الكريم ، عز وجل ، يشمله بعد رحمته بكرمه ، ويعفيه من مسألة عشرين سنه اللي رح ايحسها عبء طول العمر ، دايم دوم
حمل ثقيل ، وشاء المولى انه لِحصان يعطي عشره من عمره للإنسان الطامع بطول العمر ،
وهيذ صار لإنسان من العمر أربعين دوناً عن القوم
وتقدم الثور ، وأخذ عشرين سنه يعيشهن بنبات وثبات ، إن ما سبقته السكين بأول العمر ،
ويخلف عجول وعجلات ملظلظين ما فيهن المجعوم
وسأل الثور مولاه الكريم ، يارب : عشرين سنه أعيشهن في التعب والشقا أحرث واجر أثقال ،
وانت المطلع عَ الأحوال . وكل إشي عندك معلوم
أسألك يا لطيف التخفيف من ها لعمر الشقي الطويل ، تعب وشقا وحرمان و وميض السكين ،
مع كل حدث جلل ، لحمي المباح ، أسألك يا رب التخفيف
وشاء الله بعظيم قدرته وسابق علمه ومعرفته ، ان يعطي الثور عشره من عشرينه للإنسان ،
وصار للإنسان خمسين سنه يعيشهن عمر قياسي محتوم
واجا دور لِحمار ، ومنحه ربنا مثل من سبق من عباده ، عشرين سنه يعيشهن ، وللحمار..، مبررات أكثر من غيره لطلب التخفيف أولها إنه مركوب مذموم
ومنذور للذل والشقا ، كتبت عليه الأقدار الألم ، وصرخ بضراعه وألم : يارب أطلبك التخفيف ،
و أعطى الإنسان عشره من عشرينه الحسوم
وصار للإنسان ستين ، وتقدم الثعلب ، وأخذ عشرينه ، وطلب من مولاه التخفيف من ها لعمر ،
لَن صار عمره عشرين انهد حيله وركبته لِهموم
ويبطل ايخوّف جاجه ، رغم انه أبو الدهاء والحيله ، بس شو تعمل الحيله في غابة والغابه ،
البقاء فيها للقوي ، والضعيف محروم
وأعطى الثعلب عشره من عمره للإنسان ، اللي ما بنفع الحيوان بنفع الإنسان ، والإنسان ... ،
اللي بالعقل والفكر محصن ومعصوم
وتقدم الكلب ، اللي اتبَلّغ بعشرين سنه عُمُر يعيشها بالذل مرمي تحت رجلين الأسياد ،
خادم نبّاح ، وهذا غير عن التقريع اللوم
وأعطى بمشيئة المولى عشره من عمره الذليل للإنسان اللي الحياه عنده مليانه عمل وكفاح ،
وفيها اهتمامات أكثر من الأكل والشرُب والنوم
وتقدم القرد اللي انفجع بالعشرين سنه ، يمضيها لعب ونط ومسخره ، مشخصاتي ،بين السيرك
والسيرك سيرك ، يتسلوا الناس عَ شرفه المثلوم
ولِخلند اللي حياته بالعتمه والظلام ، يبحش قبره عَ مدار الساعه ، وأعطى مثل القرد عشره، من عشرينه المظلمات للإنسان يعيشهن بالعتمه والشوم
وصار للإنسان مِيت سنه ، عشرين إنسان , وعشره أسد , عزم وقوه وتجبر مهيمن مفترس ,
وعشره حصان جواد ، شهم كريم , بس مركوب ملجوم
وعشره ثور ، قوه وشغل وكد , بلا شكر ولا حمد ، وعشره حمار قلة قيمه , فوق حقه دُقه ،
وعشره ثعلب خبث وحكمه ودهاء وهموم
وعشره كلب خسيس مهان ذليل , وعشره قرد مسخره ، وشره خلند انتظار وتمني للموت ،
يحفر القبر بالظفر , يعيشهن بالحزن والوهن مكلوم الكرامه مألوم
ونيال من مات بشرخ الشباب ، من مات بعزه أحسن من يوم عرسه , يتغسل بالدمعات الحرّى ،
والسأله اسطوره من خرافات الشعوب ، ما فيها إشي من لِعلوم
تقرأ بلهجة أهل سنجل