عيشه
صورة تراثية لحكاية شعبية من ذاكرة الجدة محكية
بقلم الداعي بالخير : صالح صلاح شبانة
Shabanah2007@yahoo.com
عيشة وأهل عيشة ،قصه واسطوره ،عاشت في خيال الناس ،يمتزج فيهم الهبل والخبث وهذى طامة الطامات
عيشة بقت حلوه ،بس حظها بالعرسان مقصر ،ولازم عيشه تتجوز مثلها مثل غيرها وتنحسد على عريسها من البنات
مين يا ترى توخذي يا عيشه ؟ لازم توخذ ابن شاه بندر التجار بس كيف نعرفه انها عيشه ما في مثلها ، احلى الحلوات
جابت امها الورد والفل والريحان ،وعصر تهن بسطل ميه ،ولما مرق ابن الشاه بندر دار تهن على راسه على إنهن الميات
اللي تحممت فيهن عيشه ،وأبدت الأسف والخوف من عاقبة الأمر لأنها أساءت الأدب مع اللي بتنحني لأبوه القامات
بس ابن التاجر وقع في عيشة وهوى عيشه ،إذا مية حمامها بتفوح عطر ،لازم يبقى جمالها أية من الآيات
ميَّل بوجهته على الدار ،ما عند أم عيشه كرسي ،قعدته على سخان الميّه لشجر منه حطب الموقدة وقالت : هلا وتحيات
في ابن ولي النعم ،عيشه يا بنييّ بنت ما إلها مثيل ، حُسن وحلا ،ريتها من حظك ونصيبك وتنهوا مع بعض في الحياةّ
ولجل ما تتمم فصول الرواية في التمام والكمال ، وقعت عيشه في قلبه ، وما قام إلا وهي مرته بالحلال مباركه .سبع بركات
حملها بعد عرس وزفه ،وظل ابو عيشه وظلت ام عيشه لحالهم بعد ما دشرت عيشه وراها كنز وفير من الذكريات
قعدوا يجتروه وحدهم مع الألم ترى الضنا غالي الابن بظل عَ البال .. ينبض للأبد في النفس عشق وحنان وأهات
شو رأيك يا أبو عيشه نروح نزور عيشه ،قالت أم عيشه لجوزها بعدما التشوق لعيشه اشتعلت في الجنبات
والله جبتها ،وقعت على نفسه مثل الحك على بيت الجرب ،قومي حضري حالك يا أم عيشه ،وحضري الهديه لعيشه والحاجيات
حملوا مقطع قماش ،اتفصل منه عيشه خروق وكوفليات وأواعي للولد ،اللي جاي لعيشة بمشيئة رب السماوات
وتنكة زيت منها توكل وبتمرّج الطفل ،وبتوقد السراج ..إذا ألزم الأمر ،ويغير هيذ من ما يلزم من الأشياء والغايات
حملوا ها لهديه ،وحاولوا يسكر الباب ،عصلج الباب ،قالوا هذا مشتاق لعيشه ،خلعوه يتحظى من عيشه بأحلى الشوفات
وحملوه مع الهديه ،ووينك يا ديار عيشه ،يا رب توّصلنا لعيشه ونشوفها ونملي نظرنا منها ونقول لها :سلامات
في الطريق بقت شجره كبيره تلعب فيها الرياح ،قالوا :يا حرام ! الشجره سقعانه ،وحالتها الحزينه بتعكر المسرات
شو رأيك يا بو عيشه ندفيها ؟قال :وجب ،لف مقطع لقماش عليها ،وهون ارتاح ضميره لفعل الخيرات
بعد شويه شافوا ها لأرض إمشققه ،قالوا :يا حرام !! هذي الأرض عطشانه وريقها مبلط ،إسقوها الزيتات
ظل الباب معهم ،إتداوروا على حمله ،توصلوا بلاد عيشه ،وحلّوا ضيوف عليها هلا ومرحبً بأهلي وحلت البركات
خبروها عن الهديه اللي راحت في طريق الخير ،للشجره السقعانه والأرض العطشانه ،بس الخير بالباب ما راح مع الرايحات
حزنت عيشه من جواها ،ووصتهم ما يجيبوا طاري قدام جوزها أحسن ليرميهم وإياها ورا الشمس يسبحوا فوق الغيمات
بقى ابن عيشه موجوع ،دمعه على خده وصوته الحزين جواه غصه ،يعبر عن ألم دفين ووجع جواه وعلاّت
أخذته سته أم عيشه في حضنها إتهليله ..يا هول الله يا هول الله على ستي ابن بنت بطني عيشه زينة البنات
بس الطفل بقى موجوع ،صارت تحسس جسمه تبحث عن مكامن الألم من أسنان ولاّ بنات ذنين على طريقة الأمهات والستات
أجت إيديها الخبيره على نافوخه اللي بقى يتحرك طالع نازل مع النفس ،وزغرتت الفرحه في عينيها اللي مثل الصقر وثابات
حطت أصبعها عَ النافوخ اللي ظنته وكل الظن أثيم ببيت نمل وراحت خازقيته وغز أصبعها جوا الراس في المخات
الطفل لا نطق ولا بغم ،راح فيها ،دحلته وغطته ،ظنها انه ارتاح من الألم ونام ،ولما سألت عيشه ست الأمهات
عن المحروس الابن قالت :وهو نايم بسم الله ،بقى النمل امدحي في راسه ،خزقت البيت وريحته ونام وما عاد ينشغ بالدمعات
قامت عيشه ،لقت الولد رايح فيها ،من أموات عمنوّل لطمت وصرخت على وقعتها السوده بأمها وأبوها ،بس بعد الفوات
ولماّ رجع ابن الشاه بندر وشاف اللي صار حمّل عيشه وأبوها وأمها والباب عَ الدرب اللي يتودى وما يتجيب روحه بلا رجعات
تقرأ بلهجة أهل سنجل
