الحَنّون" ورد العوده
بواسطة : الداعي بالخير صالح صلاح شبانة
من اشهر زهور فلسطين واروعها ..التي سوف ننثرها على رؤس المقاومين الذين سيحررون الاقصى وفلسطين ..ونرشها على رؤوسكم ايها العائدون
غني يا زهر الدحنون
وارقص يا خبز الطابون
طاح الشومر والزعتر
وودعنا سقعة كانون
فرحت عنزة جارتنا
لبست لاخضر قريتنا
من الخبيزة مونتنا
والبزيلا ام قرون
الفلاح اللي مكيِّف
مع انه الجو مصيِّف
بدو شهرين ونيِّف
وهو يوكل بقلة بليمون
لو كان الملك التاريخي النعمان بن المنذر يعيش في ايامنا الحاضرة لربما زادت فرحته وبهجته بتلك الملايين من مجموعات ازهار (الدحنون) او الحنون او شقائق النعمان الحمراء اللون والتي تنتشر هذه الايام في فصل الربيع هذا الذي يحل على مناطق الاردن وطننا الجميل بجباله وسفوحه ووديانه الخضراء بعشبها البري المدهش وبتلك الزهرات والتي تشبه لون الدم (الدحنون).
ان وراء هذه الزهرة البريةالحمراء الجميلة الدحنون او الحنون ما يشبه الاسطورة الموغلة بالسحر والفتنة والروعة والتي ارتبطت بتلك الشخصية العربية التاريخية النعمان بن المنذر اشهر ملوك الحيرة المناذرة والذي عشق تلك الزهرة البرية الرقيقة والمؤثرة في العين النفس والروح ودلالات دماء الشهداء ووجنات الاطفال الابرياء الحمراء.. فقد استحسن الملك النعمان تلك الزهور البرية وعشقها حتى انه امر بزراعتها حول قصره الشهير الخورنق كما يقال.. كما انه امر بحماية تلك الزهرة من عبث اقتطافها!!!
وتلك الزهرة والتي يوحي منظرها بالمحبة والتي تنمو عادة ما بين الاعشاب والاراضي البور بعد نزول الامطار في الشتاء والتي ليس لها رائحة ما زالت تخلب الانظار بلونها الاحمر الناري منذ الاف السنين من ايام الملك النعمان وما قبله ايضاً وحتى الان!!!
وكذلك فقد حظيت هذه الوردة البرية والتي يطلق عليها عدة تسميات في بلاد العرب وبالذات منطقة البحر الابيض المتوسط بالاهتمام عبير الادب العربي قصصاً وحكاياً واشعارا.
وهذه الزهرة اللطيفة البرية التي لا تظهر الا في فصل الربيع فقط تشترك ايضاً في اعياد الناس والشعوب بالترحيب بفصل الربيع فصل تجد الحياة وتججدد الامل والتفاؤل.. فلا غرابة انها تشترك في استقبال الربيع واقامة الاعياد والمناسبات السنوية الربيعية مثل: عيد النيروز، وعيد شم النسيم، وعيد الفصح والشعانين وغير ذلك من اعياد الفرح والبهجة وانعاش القلوب.
هذا ويقال ان زهر الحنون نبت على قبر الملك النعمان بعد ان اشترك في معركة الدفاع عن الشرف والعرض التي خاضها ضد جيش كسرى الحليف السابق له.. وقتل النعمان في هذه المعركة دفاعاً عن شرف نساء العرب الذي اراد كسرى تلطيخه بحيلة الزواج والمصاهرةّ ويقال ان الافيال داست النعمات في تلك المعركة غير المتكافئة اصلاً ومات ودفن ونبتت على قبره تلك الوردات الحمراء القانية دلالة على الدم الطاهر الشريف الذي كان يتشوق الى العزة والكرامة والاستقلال عن دولة الفرس.
وزهرة شقائق النعمان او الشقيق او الحنون او الدحنون او الشقار، او زهرة الدم يقال ان اول من حمى مظاهر الجمال في الطبيعة في العصور القديمة من ورد وازاهير واراض خصبة زاهية الجمال هو النعمان.. والتي تقول كتب التاريخ في رواية اخرى انه ضحى بنفسه وذهب الى كسرى الفرس فارس لانه طلبه وهو العامل الذي عينه كسرى ملكاً على الحيرة... طلبه لانه رفض ان يرسل اجمل فتيات العرب ومن ضمنهن بناته بحجة ان كسرى يريد تزويج اولاده منهن!!
والحقيقة كان ينوي استخدامهن كجاريات وخادمات محتقرات فقط!!!.
ويموت النعمان في سجن كسرى، ويستودع النعمان اسلحته وعياله وزوجاته وبناته عند شخص عربي مخلص وشهم وهو (هانئ بن مسعود) في منطقة (ذي قار).. وبعد ذلك تنشب معركة ذي قار الحاسمة التي اتحد فيها العرب ضد الفرس وهزموا الفرس لأول مرة.
