بقول المثل-10
صور تراثيه شعبية من وحي الأمثال الشعبية
بقلم الداعي بالخير : صالح صلاح شبانة
Shabanah2007@yahoo.com
الأمثال الشعبية هي جزء التراث الشعبي .. ومراجع يومية لعلاج المشاكل أو التنفيس عنها على الأقل .. والأمثال الشعبية حكم ومأثورات فلسفية خرجت ببساطة من أفواه البسطاء .. وتناقلناها عبر الأجيال .. وتقال في مواقف معينة .. وتتسم في معظمها بالطابع الساخر .. وسر خلودها يرجع لأنها ليست بدعاً أو ّتقاليع وإنما صادرة من العقل والقلب للإنسان البسيط ، وهي خلاصة للتجارب الإنسانية الحية على مر العصور....!!!
ولا يوجد شعب من شعوب العالم إلا وله أمثاله والحكم . وأغلبيتها باللهجة المحكية الدارجة ، ومنها باللغة العربية الفصحى ، والقرآن الكريم زاخر بالقصَص والأمثال لسهولتها
وسلاستها وعمق معانيها وصدق مراميها...!!!
1- لابس بدله مصقوله وما في في الجيبة فوله
وهذا المثل يوجّه نقدا لاذعا لكل صاحب مظهر خلاب ، وجوهر فارغ وينتقد الظهور على خلاف الواقع ، ومفله (من برّه الله الله ، ومن جوّه يعلم الله) ، و(من بره طقشي طقشي ، ومن جوّه قمل محشي) ، ومثلها (يا شايف الزول يا خايب الرجا),,, وبالتالي هناك أمثال لا تعد ولا تحصى...!!!
2- لا البطيخ بكسر سيخ ، ولا الملفوف بلوي سيف
أي لا شيء يقهر الشيء الا مثيله ، ومثله (الكف ما بلاطش المخرز) ، فالبطيخ بطبعه لا يكسر السيخ ، ولكن السيخ هو الذي يكسر البطيخ ، والسيخ بحاجة إلى النار ، أو منشار فولاذي لقطعه ، وكذلك الملفوف لا يلوي السيف ، فالسيف يحتاج إلى قوة وأجهزة لتلويه ، والمثليبين أن القوة لا يفلها إلا القوة ، وهذا المثل أشبه ما يكون بمفاوضاتنا مع اليهود ، وهي مفاوضات عبثية ، تنتهي دائما إلى الخيبة....!!!!
3- لا تجازي وإلك في السما مجازي
يحض على العفو واحتساب ذلك عند الله سبحانه وتعالى ، فهو الذي يحفظ كل شيء ويجازي على كل شيء ..، وفي هذا المثل حض على كرائم وفضائل الأخلاق ، والسمو بالأنفس عاليا وأن لا تأخذ الشكر والحمد من الناس بل من رب الناس ، وإن كان لا بد فخذ حقك الذي فرضه الله لك دون أن تظلم وتشطط وتتجبر، لأن لك رباً كريما في عالي السماء لا يضيع عنده شيئا ويعلم كل شيء ولا يمكن أن يكون مثل ملوك البشر الذين يتلقون معلومات مكذوبة ، ويزيف المنافقون لهم الأشياء ، ولا يقولون لهم الا ما يحبوا سماعه مبتعدين عن الحقائق التي تفتك بالبلاد والعباد...!!
فالعفو عند المقدرة شيء عظيم جدا ، يتغلب الأنسان على أهواء نفسه ، وينتصر عليها ويسامح عن مقدرة ، ويقدر الله عز وجل بعبده ما فعل فيقتص له ، ويأجره خيرا ، وما عند الله خير وأبقى...!!!
4- لا تحاكي المخزي بخزيك ...بشيل اللي فيه بحطه فيك
المخزي هو السيء المشبوه ، فحديثك اليه ، وصحبتك اياه شبهة لك ، فتصير مخزيا مثله عند الناس ، وليس هذا فحسب ، بل سيرفع عيوبه ونقائصه ويضعا عليك ، ومثله : (اللي بده يرافق النوريه بدّه يحمل دفها) و(يا قح.. يا رديه ، بتقيمي اللي فيك وبتحطي فِيَّ) ....!!
5- لا تغَمِّق الجروح ، خليها تِلحِم
الجروح هي المشاكل والإساءات والضغائن والمشاكل والمآسي والخلافات وما إلى ذلك ، فإذا رأيت خلافا بين فريقين تكاد جماره أن تنطفيء فلا تنفخ عليها وتجدد اشتعلات نيرانها ، وإذا رأيت جراحا تكاد تلتئم فلا تنكأها وتجدد نزفها ، وهذا أجمل حض على وأد الفتنة ، واخماد نار العداوة و التي ينفخ عليها الشيطان ليزيدها اضطراما كلما هدأت ....!!!!
6- لا تلاحق النذل ، بتعلمه المراجل
وهذا المثل يعيدنا الى الماضي ومآثره ، فالأسد يأنف أن يلوث فمه بدم كلب ، ولا يقاتل إلا أسدا مثله ، والنذل إذا ارتقى لمقارعة الأبطال ، فهو المنتصر ...إن انتصر فهو حقق لذاته شيئا عظيما ، وان انهزم فالنتيجة محسومة أصلا ، وقد يتحرر من نذالته فأنت ترفعه بتعليمك اياه المراجل ، ومثلها قيل (إذا بتحشر البس بصير نمر ، أو بستأسد) والأمثلة أكثر مما نحيط بها ...!!!!
7- لا حماه ولا سِلفه ، ولا داهيه مختلفه
المرأة تعادي بغريزتها الحماة ، وتقاهر السلفة ، وبين الحماة والكنة معركة اشتعلت من غابر الزمان وهي مستمرة إلى قيام الساعة ، فقد قيل (إذا المرَه قبرت حماتها وجوزت بناتها ، نقعد وتمد اجرّياتها) أي أن مهمتها في الحياة قد تكللت بالنصر ، فهي قد قبرت حماتها ، وأزاحت تلك الصخرة من طريقها ، واقتلعت تلك الشوكة من حلقها ، واطمأنت إلى بناتها في بيوت العدل عند أزواجهن ، وقيل : (مركب الضراير سار ومركب السلفات احتار) ، حيث تنظر الى سلفتها بالحسد والحقد ، وتتمنى كل ما عند سلفتها عندها هي حتى انهالا تتمنى ذلك فحسب ، بل تتمنى أن يحرق الله سلفتها في محمص إسمنت وتصبح كل ذرة منها في بناية ، أو مشروع..!!!
8- لمّا الزلمه يبقى جاجه ، لازم تبقى المره ديك
أي إذا كان الرجل خانعا مُسَيَرا تقوده الزوجة من حلقة شبكتها بأنفه وتجره كيفما تشاء ، فقد صارت القوامة لها والبيت يجب أن يكون فيه رجل وامرأة ، فما دام الرجل قد أخذ دور الدجاجة ، فمن البديهي والطبيعي أن تأخذ المرأة دور الديك....!!!
9- الغرقان ما بخاف من رشق المطر :
وقصة هذا المثل أن رجلا لحقته الفاقة وأدركه العوز ولم يعد قادرا على توفير قوت يومه إلا بعد جهد جهيد ومعاناة شديدة ، لقلة الأعمال وكساد الأحوال ، ومع ذلك لم يفقد الأمل بالله سبحانه وتعالى ، وسعى في مناكب الأرض باحثا عن رزق عياله ، واضطر للخروج من قريته إلى قرية مجاورة يبحث عن عمل يقيم أود أسرته ويحميها من الهلاك جوعا ..!!
ووجد عملا بأجر بخس لا يتجاوز خمسة شلنات ، وبعد أن قبض الأجر ذهب إلى المدينة واشترى بعض الدقيق في شوال خيش حمله على الحمار ، وقفل عائدا إلى قريته ، وأثناء عودته اشتد به البرد وسقط المطر ، فخاف إن ابتل دقيق القمح يصبح عجينا ويتلف ، فيتضور أطفاله جوعا أكثر ، فخلع معطفه ودَثّر كيس الدقيق ، على أساس أنه إذا ابتل فسيجف ، أما الدقيق فيتلف ، وتابع سيره ، ولكنه للأسف تجمد من البرد ومات ...!!!
10- زي مصيفة الغور ، لا صيفه تصيّفت ولا عِرض نابت
وأصل هذا المثل أن مصيفة الغور فتاة ذهبت إلى الغور للتصييف ، وهو جمع سنابل القمح من الموارس بعد أن يتركها الحاصدون ، وقبل أن يدخلها الرعيان بأغنامهم ، وراحت تطوف بين الموارس والحقول ، وكان يراقبها شاب سيء ، حتى توغلت بعيدا عن الناس ، فتبعا وخلا بها واغتصبها ، فرجعت إلى ديارها كئيبة حزينة لا قمحا جمعت ولا بكارتها حفظت ، (لا صيافه اتصيفت ولا عِرضها نابت) ، ويقال هذا المثل لمن أراد فعل شيء فخسر ما يملك..!!!
