كنز الحرذون
صورة تراثية من خيال القرية
استخرجها من الذاكراة و صاغها ونظمها
الداعي بالخير : صالح صلاح شبانة
Shabanah2007@yahoo.com
بقى واحد عطال بطال ، مثل الكلاب بلا تشبيه ، يحب الجوع والراحه ، ومرته واولاده ،
مش لاقيين حق فردة قمح، قاتلهم الجوع
قالت له المره : قوم يا ابن الحلال دوّرلك عَ شغله ، إرحم حالك وها لأطفال..،
سد رمقهم بلقمه ونشف من عيونهم الدموع
تململ الزلمه وتحكوَك وسحب حاله ، حَط ها لطوريه عَ كتفه وطلِع على ها لخلا ،
عَ البر البكر اللي مش مزروع
بقى حرذون واقف عَ راس ها لرجُم ايصلي ، إيهز راسه ، صباح الخير يا بو سليمان،
يا للي عَ الرُجُم مرفوع
أنا زلمه على باب الله ، ومرتي مفتريه ، ولازم أشتغل واجرتي ليره ذهب يا ترى عندك شغل ؟؟
هز الحرذون راسه ، كأنه بسمح له با لشروع
بلش شغل في ها لأرض الواسعه ، اللي حسّبّها صاحبنا أرض الحرذون ،
وارثها أب عن جدْ عن الأصول امتدت للفروع
والمسا الله يمسينا ويمسي السامعين بخير بعد ما التعب هَدّه ،
والشغل وضرب الطوريه كَسَّر الضلوع
راح يقبض أجره قبل ما ينشف عرقه ، ..آه يا بو سليمان ؟؟
مد إيدك على ها لعامره واهرش ، ترى أخوك قنوع
كل طلبي ليره مثل ما اتفقنا الصبح ، وانت شفت بعينيك
اللي بده يوكلهن الدود ، العنوان والموضوع
هات يا بو سليمان ، أبو سليمان ايهز راسه ،ويتابع صلاته
صلاة الحرذون اللي بنضرب مثل لكل قصه متبوع
هات يا بو سليمان ، أبو سليمان يهز براسه باطل يا بو سليمان ،
مش كل الطير بتاكل لحمه ، ولا كل زلمه مضبوع
حِمِي الدم في راسه ، ما ظل فيها ، طال ها لحَجَر وضرب عَ الحرذون ،
الحرذون زرق في الرُجُم ، بلا حَسَفه ولا حِس مسموع
بس وين ؟؟نط عَ الرُجُم مثل القرد ، يزرق الحرذون تحت حجر ، يطول الحجر
لمَا نقض الرجم وراه نزول وطلوع
ولاَّ باب مغاره مفتوح ، زرق الحرذون ، وأخونا وراه ، واذا بدست ذهب ،
ها لذهب إيوّج ويلمع الموع
تنفس براحه ، الله يقطع شرّك يا بو سليمان ، لازم تتعبني وتقطع نفَسي
روح يا لبعيد يا ريت نفسك مقطوع
وجكر فيك هاي ليره بدل تعبي الحلال ، وهاي ليره بدل الرجم اللي نتعّتني اياه ،
وحرقت فاطسي وخلعت لي الروع
طال ها لليرتين من ها لدست اللي بعبي شوال ، وبهبط تحته حمار ،
ولو شافه عاقل كان طلع مرتعب ومخروع
أخذ ها لليرتين ، ورَوّح معنق مثل الديك عَ الشقفه ، رماهن بوجه مرته،
خذي اتمصرفي يا هجينه وسدي الجوع
لقفتهن وهي مش شايفه الفضا ، يا قبرت أمك!!منين جبتهن ؟؟قال لها :
عرق جبين بشهادة ثوبي المنقوع
عند مين اشتغلت ؟؟ ولك يا دوب بشهر عامل اكتافه اعراض يجيبهن ،
ليرتين ذهب ما جابهن صاحب مشروع
قال لها : اشتغلت عند أبو سليمان ، وربنا سبحانه منعم ومتفضل عليه ،
عنده دست ذهب بخلي عقلك التافه مصروع
ومين أبو سليمان ؟!مين أبو سليمان؟! رد يتجقم عليها ، أبو سليمان الحرذون ،
اللي بدك تتمشي أرضه اسبوع
وبنهد حيلك وما بتوصلي رزقه والله ساقها ، كل يوم ليره ذهب ، ويا عالم يا رب ،
وينته بخلص ها لموضوع
قرَّبت عليه تتحلس فيه ، وتخطف مثل الضبع عقله ، وهو جوزها وعارفته عنده عقل ،
في أحسن الأحوال مثل النعل المنقوع
ولمّا قال لها : أبو سليمان الحرذون اللي في الرجم ، لمعت الفرحه في عيونها ،
والله جابها الله واجت بسبك يا مخلوع
نام يا حبيبي ، إنت زلمه شغيل ولازم ترتاح ، قام اتعشى وغز كوع وراح نايم ،
وشخيره لأبو موزه على أعلى موجه مسموع
تاني يوم طلع من الصبح بدري ، طوريته عَ كتفه قاصد أرض أبو سليمان ،
وبقت وراه تقص أثره ، تابعته تبوع
والمسا بعد ما روّح واتعشا ونام ، أخذت إبنها ولِحمار ، وحملوا دست الذهب ،
ورجعوا معنقرين مثل النموره والسبوع
وثالث يوم بعد ما خلص شغل راح يقبض الليره الذهب ، لقي إيده والسهله ،
قال لحاله : والله ساوتها بنت الملعونه والجربوع
رجع يرغي ويزبد ويهدد ، غير يشكيها للقاضي ويخلي القرد يضربها
على ها لسواه ويعتم عمرها ويطفي منه الشموع
بس بقت امحَضّره طبخة كرشات وروس ، ورشمتها في الليل بره ،
وقالت له : قوم يا خايب ، الدنيا أشتت كروع
قام يلِم ويوكل ، يا حلالي يا مالي ، ولمّا راح عَ القاضي يشكي عليها ،
قالت له : إسأله يا سيدنا القاضي ايمتى صار ها لموضوع
قال : لما الدنيا أشتت كرشات ، قام القاضي ضربه أكم من كف وطرده ،
واتهنوا بالكنز وراحت أيام القهر والدموع
تقرأ بلهجة أهل سنجل