( مقطعة الديات ) تعني الايدي بلهجة الريف الفلسطيني ..
بواسطة صالح صلاح شبانة
الرابط : فولكلور
هذه الحكاية روتها لي الحاجة فرسة ربيع من قرية ترمسعيا شمال رام الله
عروبة ربيع - امريكا
في هالوحدة و جوزها قدّرت عليهم التقادير و ماتوا و باقي وراهم بنت بكر و ولد. الناس نهبوا اولادهم بعد ما ماتوا و لا خلّوا لا حيلتهم و لا سيلتهم. ظلت عندهم هالجاجة كل يوم تبيض بيضة, تستناها البنت تتبيض كل يوم و تروح تشويها و تقشرها و تطعم البيضة لاخوها الصغير و هي توكل القشرة. و تقعد بعدين هي و اخوها باب الطابون, اذا وحدة من النسوان اللي بخبزن شفقت عليهم و اعطتهم فتّة خبز ولّا قرص.. يوكلوا, ما حدا اعطاهم يظلوا ع هالبيضة طول اليوم.
مرين السنين و كبروا الاولاد شوي, و باقي عندهم طاحونة منصوبة في الدار مش رحّالية يعبرن الجارات يجرشن عليها, يوم عبرت وحدة من هالجارات تجرش عليها الجاجة شردت و ما ظلّش عند البنت و اخوها اشي. صاروا يقعدوا باب هالطابون و اللي يشفق عليهم يعطيهم فتة خبز يوكلوها.
و يوم من الايام طلعت هالجاجة تقاقي, صارت الجارة تنادي عالبنت تقولها هي يا فلانة جاجتك سمعتها تقاقي من هذيك الطاقة. يوم راحت البنت تدوّر عالجاجة و وصلت الطاقة ولّا هو سِفِل (زي الجرة اللي بابها واسع) و الجاجة صافّة البيض صفّ في السفل, دارت البنت تلقّط في البيض ولّا هو تحته ذهب, حفنت و طالت منه في عبّها و طالت هالبيضات و روّحت. راحت اشترت حرامات و لِحفة الها و لاخوها, و قالت لاخوها يخوي لو اعطيتك من ذخيرة امي و ابوي شو بتشتري؟ قلّها بشتري مقليعة و مرته (عصا زي الرمح بقوا يلعبوا فيها الصغار عالمزابل) و بشتريلك يختي طابون و مكنسة و حصيرة, قالت اخته: آه لعاد يخوي انت لساتك صغير, قامت اعطته شوي من الذهبات و قالتله روح اشتري اللي بدك اياه يخوي, راح اشترالها اغراض الدار و اللي بدّه اياه.
بعد سنتين ثلاث ردّت رجعت عالسفل طالت منه شوية ذهب و قالت لاخوها: يخوي لو اعطيتك من ذخيرة امي و ابوي شو بتجيبلي؟ قلها بجيبلك بقرة و بجيب فرس و غنم و بروح ادوّر ع رزق ابوي و امي و بتولّاه, قالت: آه هلكيت انت صرت زلمة و كبرت. اعطته الذهبات اللي طالتهن و راح اشترى بقرة و غنم و فرس. و صاروا يحرثوا عالبقرة و يسترزقوا من الغنمات و الفرس هذيك ركوبة اله.
صار اخوها يدور بين هالفلاحين و يقول انا ابوي بقى المختار مين اخذ ارضه؟ هظاك يقوله هاي القسمة ( قطعة الارض) لابوك و هذا يقوله هذول الزيتونات بقين لابوك, و هو يقول للّي ماخذين اراضي ابوه بتعطوني اياهن ولّا اعلّق دعوة ( ارفع قضية), يروحوا يعطوه اياهن,, و مع الوقت رجّع كل رزق اهله.
يوم من الايام اخته قالتله روح يخوي شُقّ (تفقّد) عالحراثين في ارضنا و شوف شو عاوزين, راح على ارضه يشقّ عالحراثين و هو راجع لحقته هالغولة بس بقت مسوية حالها صبية, قالتله: صحّ بدنك, قلها و بدنك. قالتله: ليش ضليت ماشي و ما وقّفتلي انا الليلة ضيفتك ركّبني وراك عالفرس. ركبت وراه و روّحوا عالدار, يوم وصل قال لاخته هاي الصبية الليلة ضيفتنا, قالت اخته: اهلا و سهلا. بعدين قالتله الغولة انا بدي اتجوّزك, تجوزته و كل يوم صارت تطيح عند الغنم و توكل راس و تمسّح ثمّها و ترجع تنام عند جوزها. صاروا ينتبهوا انه كل يوم الغنمات بنقصن راس لحد ما خلصن الغنمات كلهن. و ظلت شاة وحدة, قامت الغولة اكلتها و مسّحت الدم على ايدين و ثمّ اخته و هي نايمة. ثاني يوم قالت لجوزها: قوم شوف مين اللي باقي يوكل الغنم. قلّها: اختي غولة؟ ! اختي اللي كبرت على قشر البيض توكل غنم؟ قالتله مرته: شكلها باقية شاربة بول غولة وصارت غولة. روح اقتلها قبل ما توكلك. لعبت في عقله و راح اخذ اخته و قلها تعالي نروح نشقّ ع أرض ابوي. يوم وصلوا الارض قلها ما تقطعيلنا يختي هالرمانات اللي فوق هناك شوفي ما احلاهن, اقطعيهن في ايديكي الثنتين, يوم مدت ايديها تتقطعهن قطع اخوها ايديها الثنتين.
قالتله اخته: آه يخوي.. مرتك فسّدتك اني غولة. قالتله دشرني هان و روحلها بس حطلي ايديّ في عبّي و يا ريتك يخوي تطبعك شوكة و ما يقلعها اللي الايدين اللي قطّعتهن. يوم وصل اخوها الدار ولا الغولة صارت ماكله فرسه و بتمسّح الدم عن ثمها. قلّها: هيذ لعاد, فسّدتيني على اختي و طلعتي انتي الغولة, قام طال البرودة و طخها و رجع يدوّر على اخته.
ظلت اخته هذيك ماشية لحد ما وصلت هالقصر, شافتها العبدة و قالت لسيدها: يا هبّابي يا هبّابي اللي قاعدة تحت القصر ما بتليق الا إلك بس مقطعة الديّات. قال الملك: خليها تعبر. اجت مقطعة الديّات قالت: لا ستي عبدة تمشي مع العبدات ولا امي عبدة تمشي مع العبدات, سيري يا عبدة سيري. رجعت العبدة قالت لسيدها الملك هالحكي. طلع الملك عليها و قلها اعبري يختي اعبري و بقى الملك متجوّز ثنتين. حبّها الملك و قلها انا بدي اتجوزك. قالتله: شو بدك فيّا و انا بدون ايدين رايح تتغلب فيّا تطعمني و تمشطلي. قلها: انا بسوّيلك كل اشي بس اقبلي تتجوزيني. تجوزها و صار كل يوم الصبح يغسّلها و يحمّمها و يمشطلها.
و في يوم من الايام من الايام قال الملك بدي اروح عالحج و بقت مقطعة الديات حبلة في توم. قام قال لنسوانه الثنتين و العبدة وصاتكن مقطّعة الديّات ديرن بالكن عليها. و يوم ولدت مقطعة الديات جابت توم اولاد. قلن ضرايرها لبعض مهو بقى يحبها اكثر منا و هي مش مخلّفة كيف و هي وراها توم اولاد؟! قمن تيطردنها, قالت العبدة سيدي بزعل عليكن و بهاوشكن. قلنلها لعاد بنقتلك انتِ و اياها.قالت مقطعة الديّات لعاد سوينلي مخلاتين تحط في كل مخلاة ولد عشان اعرف ارضّعهم و حطين ايديّ في كل مخلاة وحدة. و طلعت و صارت تمشي لوصلت هالشجرة عند النهر. قعدت تحتها و هي ميتة من العطش و خافت تدومح تشرب يقعوا الاولاد, قامت صارت تعيط.شافتها هالحمامة و امها, شفقت الحمامة عليها و قالت لامها: مسكينة هالمرة يما مش عارفة تسقي اولادها و تشرب. قالت امها: ما تشفقي عليها هذي بتعيط تتشفقي عليها و تقدمي عندها و توكلك. قالت الحمامة: مش شايفة يما ايديها مقطعات في المخلاة و دواها هيّو فوق راسها, صارت تقطع في هالورق عن الشجرة و ترمي في حجرها خليها تدهنه على ايديها و قمن ايديها بقدرة قادر و لزّقن مطرحهن. صارت تحمد ربها و توضت و صلت و حممت اولادها من النهر.
قالت الحمامة لامها: انا بدي اتمنالها قصر معلّق بين السما و الارض و سلّم تسليق تطلّع مين ما بدها عندها. و ربنا حقق دعوة الحمامة و صارت كل يوم الصبح يصبّح محطوطلها فطور و عالغدا وزة و صحن رز و شربة مي. و يوم اولادها كبروا داروا يحطولها عالغدا ثلاث صحون رز و ثلاث شربات ميّه.
يوم روح الملك من الحج قال وين مقطعة الديّات؟. قلن نسوانه ماتت و هي تولد في التوم و لانها بتعزّ عليك دفناها باب القصر. باقيات دافنات حمار و قرّين صغار. قال الملك: انا بدي افتح اشوفها. قلنله: حرام نفتح عالقبور. ما ردّش عليهن و فتح القبور و شاف اللي شافه. قلهن انا بدي اروح ادور عليها و بس ارجع بتشوفن شو بصير. اخوها هظاك بدوّر الثاني عليها التقوا سوا. سأله الملك: ع مين بتدور؟ قال: انا بدور على اختي مقطعة الديات. قال الملك: و انا بدور ع مرتي مقطعة الديات. قالوا لعاد بندوّر مع بعض ولما نلاقيها هي بتروح مع اللي بدها اياه.
يوم وصلوا القصر المعلق بين السما و الارض. شافتهم من الشباك و قالت لاولادها: هظاك ابوكم و هظاك خالكم. بدي امدّلهم سلم التسليق و كل واحد فيكم بقعد ع حضن واحد, و انت قول بحياة ابوي تقوليلي عن اللي جرى في زمانك. و انت قول بحياة خالي قوليلي عن اللي جرى في زمانك. قامت حطتلهم السلم و طلعوا عندها. غّدتهم و كل واحد من اولادها قعد في حضن واحد و قالولها شو وصّتهم. قالت لاخوها: و ليش انت بتعرج؟ قال: انا طبعتني شوكة و انا ادوّر على اختي و ما حدا عرف يسحبلي اياها. قالتله: هات تشوف؟ و يوم قدمت على رجله سحبتها ولا هي قالعتها. و قالتلهم قصتها.. قاموا صاروا يعبطوا فيها و يبوسوا فيها الثنين. و سألوها مع بدك تروحي؟ قالت: اخوي قطعلي ديّاتي بس ما بهونش علي لاني ذقت حسرته و هو صغير و جوزي دللني و دار باله عليّ . انا بدي اروح مع جوزي و اخوي بيجي معي. يوم طاحوا من القصر قالتلهم انا بدي اروح اجيب ذخيرة امي و ابوي, و راحت عالسفل و طالت الذهبات و راحت مع اخوها و جوزها ع قصر الملك.
الملك يوم وصل قال: اللي بحب الله و رسوله يجيب حضن حطب و شقفة نار بدي احرق نسواني الثنتين و العبدة. مرته قالت: العبدة لاء لانه ما طلعش في ايدها تسوّي اشي يوم طردنّي. و حرقوا النسوان العاطلات الثنتين. و هذيك جوّزت اخوها و بنتله جنب القصر. و طار الطير و تتمسوا بالخير.
عروبة ربيع