مقطعة الأيدين
صورة تراثية لحكاية شعبية من ذاكرة الجدة محكية
بقلم الداعي بالخير : صالح صلاح شبانة
Shabanah2007@yahoo.com
بقت عابده سبع سنين ، معتكفه ، ما تعرف إلا العباده ، راكعه ساجده ، خاشعه موحده الله ، مصليه عَ النبي الكريم
عايشه مع أخوها في ها لدار ، قايمه بواجبه ، وبعد ما تخدمه تئوي في غرفتها ، تناجي بالعباده الرب العظيم
ويوم .. أخوها تجوز ، وصارت مرته تحمل همه ، وتفرغت للعباده أكثر ، وصِفي قلبها للتأمل .. وصارت بذكر مولاها اتهيم
وحبلت مرة أخوها ، وولدت وجابت صبي ، يا ذكر الله وصلاة النبي ، مثل فلق القمر ، أحلى من الظبي والريم
وليله قامت مرة أخوها عَ الطفل وذبحته ، وحطت الخوصه حَدّه ، واتهمت أخت جوزها العابده ، وجرمتها بها لجريمه تجريم
وثارت ثورة أخوها ، وعاتبها واتهمها وأدانها ,جرّمْها ، عاركها وقطّع إيديها ، وحطها في كيس مع كل طرف قطيم
من أطرافها لِمقطعه ، إيديها ، أصبعها الشاهد اللي بقى يشهد كل يوم وليله مرّات ومرّات ، معلن الوحدانيه لله الصمد العظيم
ورماها في بستان الملك ، اللي بقى عشبه يابس ، وشجره حطب ، رجع أخضر ريان ، يشرح النفس ، صاغ سليم
ولما اجوا العمال ثاني يوم يحرثوا الأرض الجردا ، ويحرقوا العشب اليابس ، ولاّ لاقوا البستان غير البستان ، إخْضَّر فيه الهشيم
ولا قوا امقطعة الإيدبن في ها لشوال ، وسألها الملك ، قالت : واحد عمل معي ها لعمله السوده ، بس مين هو!! الله العليم
وهدفها تحمي أخوها من عقاب الملك بس الملك أدرك إنها ها لإنسانه مباركه ومرضيه عند الله سبحانه وبتستاهل التكريم
وتجوزها ، وحبلت منه ، وقرر جلالته يتسهل عَ الحج ، ووصى أمه بمقطعة الإيدين بكل خير ، بس أم جلالته بقت سوء وطبعها لئيم
ومجرد ما تسهل عَ الحج ، حطتها أمه في كيس ، وأمرت العبيد ايدسوها بجره ويرموها بعيد ، وان قدروا فوق السحاب والغيم
بس بقى ربنا معها ، ويسر الها اولاد الحلال يطعموها ويسقوها هي وابنها ابن الملك ، لبين ما رجع من الحج معتل الجسم وسقيم
سأل عنها : وين مقطعة الأيدين ؟؟ قالوا : البقيه في حياتك ، إجا أجلها في غيابك ، وارتحلت ، عن ها لدنيا وما عليها ضيم
وبثقة المؤمن استرجع واحتسبها عند الله ، وطلب الها الرحمه والجنه ، ويجمعه واياها في الفردوس الأعلى ويصبره الحليم
ومقطعة الأدين اجوها ثلاثه من الصحابه ، أصحاب رسول الله في الحلم ، وفي العِلِم ، والله وحده هو بحالهم العليم
وسألوها عن القصه ، وخبرتهم باللي صار ، واللي جرى ، وظلم الأخ أشد قسوة عَ القلب ، وهي ما بتقتل طفل لسه مش فطيم
وهو ابن أخوها و ودمه من دمها ، طفل بريء أنفاسه عباده وتسبيح ، مين المجرم غير امه ؟ بس الله العالم والمسامح كريم
وجوزها الملك وصى امه فيها ، ورمتها في ها لجره ، وابن الملك انولد في ها لضيق ، وحِرمِت عليه مملكة أبوه الواسعه تحريم
الصحابه ردولها إيديها ، ورجعت مثل ما بقت ، سبحان مخرج الحي من الميت ، والميت من الحي من الله الحي ، سبحان الصبور الحليم
ورجع الملك وعرف القصه، وعاتب أمه ، وعاقب اللي شاركوا ونفذوا ها لجريمه وما تحرك لهم ضمير ، وعاشوا بسعاده ونعيم
تقرأ بلهجة أهل سنجل