نعامة السلطان

نعامة السلطان
صورة تراثية شعبية من خيال القرية
استخرجها من الذاكراة و صاغها ونظمها
الداعي بالخير : صالح صلاح شبانة
Shabanah2007@yahoo.com
بقول الراوي يا ساده يا كرام ، حتى تصلوا وتسلموا عَ النبي سيد الخلق وخير الأنام ،
سيدنا محمد بن عبد الله العدنان
بقى واحد ختيار ،عَ حفة قبره ،ومياته عَ النار .شاف من الدنيا كل وجوهها ،شاف الحامض وشاف الحلو و اللثان
وصار لازم يقدم تجربة وخلاصة عمره لابنه ،اللي طلع فيه من الدنيا ،مع بنتين ،بلكي
ها لوصيه تقيه عثرات الزمان
شوف يا ابني ،الله يرضى عليك ،ثلاث وصايا احفظها عني وحطها في قلبك وعقلك
حلقات في الآذان
الأولى لا تطلع مرتك على سرك ،والثانيه جامل اللي قدهم على قدك ،
ولا تحاول تتقرب من السلطان
والثالثه لا تصاهر ولا تناسب واحد بقى جوعان وشبع ، وبقى القمل ماكله صحي من النوم ،
إلا وهو من الأعيان
لأنها لوعة الفقر بتورِّث فيه حقد ولؤم بين الناس ، وصعب يا ابني إنه يتخلص منها ،
ويرتقي لأخلاق الإنسان
وبقى لها لختيار بنتين في سن الزواج ، وحده اتقدم لها فقير معدم في حياة أبوه لا عنده مال ولا ذهب رنان
بس عنده أصل طيب وأخلاق أغلى من الذهب والمال .واقف الختيار وزفها للعريس قبل ما يموت ويفوت الأوان
واعترض الابن عَ ها لنسب العرّه .بس استسلم لإرادة الأب ،وخزن في قلبه الحقد ،
لجوز أخته والأضغان
وبعد وفاة الختيار تقدم واحد غني بقى فقير للبنت الثانيه ،وشافها الولد فرصه يناسب واحد غني يلاقيه عند عثراث الزمان
وزياده في الاحتياط طلب أخته ،وتبادلوا بالخوات ،وكل واحد أخذ مرته وتوجه وجهته متوكل على الله العظيم المنان
الشكر منة الله عليه ،وراحت فيهم الأيام ،وبقى ابن الختيار يشتغل صياد والله كافيها معه صيده من هون وهان
يوم صاد ها لنعامه ،بقت حلوه وكرموشه ،بس بقت زغنونه ،وقال في نفسه :ليش ما أروح اهديها لمولانا السلطان
حمل ها لنعامه ،ووينك يا قصر السلطان .معي يا مولاي ها لنعامه بتليق بمقامك السامي ،خذها هديه وعلينا منك الأمان
قال السلطان :مقبوله ،بس هذي زغيره ،خذها وروح إعلفها ودللها ..ربيها وكبرها ،وهاتها بعدين لعندي هان
اخذها وروح مدندل ذنيه ،وقال لمرته : يا بنت الناس ،صار كيت و كيت من الحكي ،
بني وبين مولانا السلطان
وأنا شايف اننا نذبح ها لنعامه ونوكلها وما حدا داري ،والسلطان صعب يتذكر ..
وبطلع أنا الكسبان
قالت :ولا باس ،قام على ها لنعامه ،ذبحها ومعطوا ريشها الناعم وساوا منه فراش ووسايد الهم وللضيفان
أخونا هلقيت خالف نصايح أبوه الثلاثه ،جوز أخته من غني بقى فقير واللؤم والحقد
معبي جواه أطنان
وراح جامل اللي أعلى منه منزله ،واللي بتكبر عليه ولا بقول ثلث الثلاثه قديش
وبمصع له الرقبه والذان
وأطلع سره على مرته يوم ذبح نعامة السلطان ،وخبرّها في اللي جرى وصار بالتفصيل قبل الموجز والأعلاان
وفي يوم تناقر هو ومرته ،عصبته ،حمي الدم في راسه ،قام عليها وراح ضاربها أكم من شقعه على كف رنان
صرخت وقالت :جاي يا أهل البلد جاي ،جوزي الخاين بده يذبحني ويقطمني مثل
ما ذبح نعامة السلطان
واحد مباحث مخبر ،بقى داير بين الناس ،ناصب الردار ،ومشنف السمع ،المنحوس ...
كل مروته في الذان
سمع في اللي جرى وصار ،وجرى عَ السلطان ،قال :جيبوه ابن السته وستين كذا...
وكذا تصلبه عالحيطان
وخبره السلطان :يا بتموت يا بتجيب أربعين جمل ،ومعك مهله أربعين يوم ،ولاَّ برَمِّل مرتك وبدَخِل بيتك الأحزان
طلع مش شايف الفضا ،راح على جوز أخته وعديله الغني ، أعطاه سخله زغيره مع انه ..
بقدر عَ النياق والبعران
أخذه نسيبه الفقير على شيخ بدو ، وتبرعوله با لأربعين بعير ، ربطهن جمل ورا جمل ،
والسخل في آخرهن ، وراح عَ السلطان
منين جبتهن؟؟ ٌقال له القصه من أولها لأخرها .. ، لامه على مخالفته وصايا أبوه الغاليه ،
لِموزنه بالحكمه عَ الميزان
وحَمّل الجمال من ها لرزق وقال : ما بصير حدا يبقى أكرم مني ، روحوا رجعوها للقبيله بأحمالها ، واشكروا شيخ العربان
بس القبيله رفضوا يسترجعوا العطيه ، وقالوا : هذا رزق ساقه الله إلك ولجوز أختك ..،
واتهنوا فيه يا اخوان

تقرأ بلهجة أهل سنجل