سعادة أبو عراق
سواليف قاضي معزول
على نمط الحكاية الشعبية
4- النشمي صار دايــة
الشوفير اللّي بكون على خط خارجي ، مبحلق دايما بالطريق وعين ع العدادات وعين ع الإشارات ، وعين ع السيارات الجاية ، بتكون روحه طالعة من خشومة ، أما شو لو يشوف وحدة ع الطريق في منطقة خالية ، ما بتعرف كيف الشيطان بصير يلعب بعقلة ، وهذا إللي صار مع شوفير شاحنة والمعاون تبعه ، لما شافو من بعيد سيارة صغيرة واقفة وبحذاها وحده صبية ، كل منهم قال في نفسه الله جابها ، ركبتهم الشهامة وصار بدهم يساعدوا ، أما لما عرفوا أن السيارة فيها ثنتين ما عاد كل واحد يفكر كيف يبعد الثاني ، ولما قربوا عليهن عرفوا أن السائقة حامل ، وإن الطلق جاييها ، وما بتقدر تسوق، واللي معها ما بتعرف تسوق ، فاقترح المعاون حل ، هو أن يسوق السيارة بالنسوان ، لكن الشوفير رفض ، وقال له عيب ، والبنات بتركب معي في الغرفة لأنها أوسع وأريح، سوق أنت السيارة لحالك. المعاون نفخ وما قدر يقول شي ، النسوان وافقت وركبن في الكبينة من ورا الشوفير ، مش بجنبه مثل ما كان بدّه ، رغم هذا قال معلش ، وراح يفكر كيف يجر النسوان با لحكي ، وبتقرب منهن ، ويبني جسور الحديث ، فراح يشغل المسجل على الغناني الشبابية ، لكن المراه غير الحامل قالت بقوة ، يا أخ ، لو سمحت اطفي المسجل ، ف تفاجأ ووطّا المسجل بدون نقاش ، لأنه من لهجتها عرف أنها شرانية ، لكن قال كأنه فهم قصد ثاني ،طيب شو الأغاني إللي بتحبيها ، فقالت : قلت سكر المسجل ، شعر كأنها بتهدده بمسدس ، فسكر المسجل وسكر ثمة ودعس كلاتش وغيَّر السرعة ودعس بنزين ، وفش غلة بالسيارة ، قامت المرة تصيح فيه ، لويش طاير ، شوي شوي ، معنا مرة بدها تولد ، دعس بريك ووطا السرعة ، وصار ينفخ شو إللي ورطة بهالورطة ، وصار يمشي كأنه بكسدر كسدرة ، وهو يقصد يغيظ المرة ، لكن المرة ما سكتت ، قالت له شو انت بتمشي على بيض ، المرة بدها تولد ، وصارت المرة الحامل تصرخ صراخ ما قدر يتحملة ، وصار بدها مكان تمد حالها فيه ، اغتاظ الشوفير وما دري شو يساوي ، قام وقف فجأة ، فصدمت فيه سيارة المراه إللي سايقها المعاون ، فوقف ولما شافت المراه اللي صار في سيارتها ، وخاصة إنها خربت وبطلت تمشي صارت تصرخ وتسب وطلبت عمل كروكة وصارت المشكلة مشكلتين ، لكنها تنازلت لما شافت إنها راح تتأخر ، فراحوا ربطوا سيارة المرة بالشاحنة عشان يجروها جر ، ظل الشوفير كاظم غيظة وخاصة لما شاف المعاون بيشتفي فيه ، وعشان يفش غلة وبحجة المحافظة على سيارة المراه قال لو تعال سوق الشاحنة وأنا بطلع معهن السيارة ، تهاوشوا شوية مهاوشة على عينك يا تاجر فقامت المرأة تؤشر للسيارات المارة كي تخرج من هذه الورطة ، لكن الشوفير خاف يخسر أحلامة ، فقال اطلعوا بسيارتكم وأنا بطلع معكم ، قام قالت له المرأة ، أنت واحد ما بتفهم ، المشكلة عند المراه لانها لازم تتمدد ، وهذه وحدة جديدة ثبتته فيها ، قام يفكر وقال شو رايك نحطها بصندوق الترك ، قالت له بنفرزة ، وكيف بدها تطلع على الصندوق ؟؟ ففكر وقال لها على لوح العتالين ، شعرت أنه بتمسخر منها أو يتحرش بها ، فصرخت به ، والله بلم عليك العالم ، فصرخ بالمعاون أن ينزل اللوح فأنزله ووضعه كمنحدر لتصعد عليه ، لكنها صرخت وعلى إيش بدها تقعد ، فقال وتعِدْ إنُه بيعتذر : معي حرامات ، ثم صرخ بالمعاون اطلع نظف السيارة قبل ما تقول المرأة شي ، فطلع ينظف ظهر لسيارة والمرة بتصرخ ومش قادرة توقف ، وما صدقوا وهم يطلعوها على الخشبة ، وقعدوها على حرامات اثنين ، وساق السيارة وكل ساع وهو متطلع لورا لكن مش شايف شي ، لكن ما سمع إلا والمرة بتصرخ فيه ، المرة ولدت ، بدنا شي نلف الولد بدنا شي نظيف ، قام طلعت معاه منين أجيب فوط ، كل شي حسبنا حسابه إلا هذا، قالت له ، هات دشداشتك البيظة ، بيجوز انها نظيفة ، وقف السيارة على أبو جنب ، وشلح الدشداشة جوة الكابينة وقعد يطاق الفانيلا والسروال ، وناولها للمرة من فتحة السقف ، وراح يسوق شوي شوي ، وصار يتندم على إنه وقف يساعد الناس . وما صدق حتى وصل أول مستشفي وميل عليه ، ونط المعاون لغرفة الطواري ، وما شافوا إلا هالممرضين والدكاترة حاملين نقالات وبيجروا عربايات واحرامات وبيجروا ، نزّلوا المرأة والولد ملفوف بدشداشة الشوفير ، والشوفير قاعد ورا الستيرنغ بملابسه الداخلية ، والمعاون بيفك السيارة المربوطة ، ولما طلع بجنبة كان بيضحك من تحت لتحت وبتشفى فيه ، وخاصة أنه مش داري كيف يروّح بالأواعي الداخلية ، فقال المعاون حتى يغيظه أكثر أروح أجيبلك الدشداشة إللي عليها الدم ، فشتمه وراح يضربه والمعاون مش قادر يمسك حاله من الضحك ، وظل مبزم وحالته حالة ، حتى وصلوا الحارة محل ما هم ساكنين ، وما وقفوا إلا واحد من الجيران هاجم عليه ويقول طنيب عليك ، الله يستر على ولاياك ، خذ لي هـ المراه على المستشفى ، بدها تلد ، فصرخ حرّوم أطلع مراه ، فوق تعبي خسرت ثوبي ،