سعادة أبو عراق
سواليف قاضي معزول
على نمط الحكاية الشعبية
5- فنجان القهوة السحري
في مرة واحد كان متجوز وحدة مهندسة ، هو موظف محترم وكويس وهي صاحبة شركة مقاولات ، لمّا بتقوم الصبح ، تركب بسيارتها وبتروح على مكتبها وبعدين بتروح تفرّ على مشاريعها ، وما بترجع إلا في الليل ، وبتحط راسها وبتنام ، ومركنة ع الخدامة تقدم لجوزها طلباته ، فيا حرام صار لا هو مجوز ولا مطلق ، وخاصة إنه زلمة متعلم ، بده مراه يحكي معاها ، تشعره بكيانه ، ومكانته، ويفضفض الها عن همه،وتسأله عن حالة ، تعمل له أكل بإيديها ، مش الخدامة ولا من أكل المطاعم ، بيتزا وهمبرغر، تروح معاه شمة هوا ، على القليلة تعمل له فنجان قهوة يقعد يشربه معاها مثل كل البني آدمين ، مش هذا بس ، إنما كمان صارت الناس تقول عنه جوز الست ، لأنه راتبه من الوظيفة، كان أقل من راتب اصغر مهندس عندها ، صار يشعر أنه مثل إللي ربى الدب في بيته ، لأنه اتجوزها بعد ما كانت طالبة عندة ، ويدرسها دروس خصوصي ، وهو إللي درسها هندسة قبل ما يخلف ، وفتح لها شركة ، ولما طلعت فوق فوق ، تركته وراها .
بالطبع الزلمة ما بقدر يصبر على هذه الحالة ، صار يفكر يتجوز , وراح يدور على عروس ، لكن لما علمت مرته بهذا الشي استسخفته واتعالت على بحث الموضوع ومعالجته ، واعتبرت هذي ولدنة منة ، وفترة مراهقة ثانية ، وأكثر من هيك ما توقعت أنه مراه تقبل فيه ، لكنها تفاجأت بأن اللي بده اياها هي سكرتيرتها في المكتب ، وان العلاقة بينهم قديمة ، وان الأمر عن جد ، فما كان منها إلا أن طردت السكرتيرة من عندها ،وتهاوشت معاه وغلطت عليه وعايرته بأنها اشترت له سيارته وأن أي موظف عندها بيوخذ أكثر منه ،عندها ، ما تحمل ، ضربها وخرج من البيت وترك لها السيارة , وراح سكن في فندق ، وحلف يمين ما يرجع ، ولا راح يطلقها .
بما أنها عنيدة وشايفة حالها ، ما قدرت تتراجع ولا حسبت حساب لهيبته ، ولا قدرت شو راح يصير ، فالزلمة زعل و حط في راسة الزواج ، وراح يقنع نفسه أكثر، بأنها ما خلفت له ابن يحمل اسمة ، واكتفت ببنتين ، فصارت هذه حجته عند الناس ، لأنه الناس ما بتصدق إنه محتاج فنجان قهوة يشربه معاها الصبح على البرندة ، والشغلة الثانية ، أنه سكرتيرتها إللي طردنها صارت حرة ، مش تحت مراقبتها وتحت سيطرتها ، بمعنى أن القضية فلتت من إيديها . وثالث شي ما حسبت حساب الناس والجيران والقرايب ، فلازم تكون هي وإياه ، وصارت الناس تتساءل عن السبب ، ويحكوا ويؤلفوا عنهم قصص ، لكن من كثر ما راحت البنات تترجاه إنه يرجع قام رجع لكن ظل ما يحكي معها ولا تحكي معه ، هي راكبة راسها ومش قادرة تنكسر له ، وهو عازَّة عليه نفسه، لإن مرته مش مقدرته ولا عارفة قيمته . لذلك ظل مصمم يتجوز لأنه مرته مش مرة مثل كل النسوان ، وهيك أهملها وصارت كأنها مش موجودة قدامه ، وهي كمان كانت متوقعة انه يترجاها ويدللها ويغفر الها حسب مزاجها ، لكن مع الوقت أدركت انه ما بفكر فيها أطلاقا ، وكانت تحسّب إنه بحبها بس بعاند ، وبدّو يلوي إيدها ، وهون شعرت انه ما بحبها لذلك بدت تتراجع، لكن بطريقة ما تبين فيها انها انهزمت ، ولما سمعت من بعض الصاحبات إنه هناك شيخ بيعمل حجابات وأشياء بتخلق المحبة في قلب الزلمة ، راحت عليه وشرحت له القصة ، طلب منها شي من أثرة ، ومبلغ كبير من المال، فجابت له إياه فراح يكتب حجاب ويتمتم ويقرا ويعزم وأعطاها شي طلب منها أن تحرقه وتغليه في مي وتشربه إياه ، لكن المشكلة كيف تشربه إياه وهم حرابة ، ما بحكوا مع بعض وكل واحد بنام في غرفة ، لكنها جبرت على نفسها وغلت إلي أعطاها إياه الشيخ ، وصنعت من المغلي فنجان قهوة ، وعلى غير العادة قالت له الصبح : حبيبي أنا عملت لك قنجان قهوة ، تعال نشربة أنا واياك في البرندة ، هاذ الزلمة فكر إنه بيحلم على هالصبح ، قام كانه منوم ، قعد ع البرندة ، وجابت هالفنجان على الصينية ، وصبت الفنجان وقدمت له إياه وشرب وانبسط ، رغم انه ما وجد له طعم قهوة ولا شي ، المهم شرب وقال في نفسه معلش ، ما هي بتعمل القهوة لأول مرة ، وحكو مع بعض ولا كأنه بينهم شي ، وفرحت المراه لأنه السحر جاب مفعولة ،وقرروا يروحوا نزهة على البحر هم والبنات ، لكن بعد ساعة ، ما شاف إلا بطنة بيمغصة ومش قادر يوقف على حيلة ، وغمي على حالة ، وأخذوه على الدكتور ، فوجد عند أعراض التسمم و سالهم شو شرب وشّو أكل ، المهم استفرغ إللي ببطنه وعملوا له غسيل معدة ، وعرفوا أنه التسمم ناتج عن شي في فنجان القهوة ، ما اهتمش كثير لمعرفة المادة السامة ، لكن يبدوا أنها شعرت بالذنب والندم، فـ اعترفت له بأنها عملت معاه هيك هيك ، لكن كل هذا عشان هي بتحبه ، وكانت مستعدة لغضبه وزعله ومستعدة ان توكل منه كتلة ، حتى لو طلقها فوق هذا كله، لأنه هذا جزاها ، لكنه قال لها معلش ، الحب محايّة الذنب .