سواليف قاضي معزول / سعاده ابو عراق
8- سيــــارة بأرض
لما صار الناس بإيدها مصاري فجأة ، بعد ما ارتفع سعر البترول من سيع دولارات للبرميل لسبعتعشر دولار للبرميل ، راحوا يشتروا أشياء ما أنزل الله بها من سلطان ، ومنها الأراضي والسيارات ، وصارت مجالات تجارية جديدة دخلها كل من ما هب، كل واحد صار تاجر أراضي وتاجر سيارات .
كان واحد عنده سيارة مهكعة ، ما بتسوى إشي ، قانيها عشان يقول عندي سيارة ، أخذها مرة على الميكانيكي لا قاها خالصة ، فقال له كبها ، فالزلمة انصدم ، قام قال له طيب بيعها ، شافه أجعبته الفكرة ، فقال مين بده يشتريها ، قال حطها عندي في الكراج ، ببيع لك إياها وبوخذ عشرين في مية من البيع ، قال له طيب ، قال له حطها ، فحطها في الكراج وحط على ظهرها شي مكتوب عليه للبيع .
وما قرب فرج الله ، إلا هـ الواحد جاي بيقول له بكم هالسيارة ، قال له الف وخمس مية ، من تعابير وحهة بين إنه ما استغلاها ، قال له على الفحص ، قال ع الفحص ، قال له طيب نقدي أو بالتقسيط ، قال له هذه مسألة فيها نظر ،قديش معك ، قال له والله ما معي نقدي الآن ، بس بدّي أبيع قطعة هالأرض ،إذا في عندك شرّا ، قال له أنا بشتريها ، أو اقول لك ، بنعطيك السيارة وبنشوف قديش ثمن الأرض وبنخصم ، قال له طيب ، لما شافه موافق على كل إشي ، قال له شو بتسوى قطعة الأرض قال له والله ما بدري ، أنا جاي من مسقط ، وما بعرف وينها ، قال له ول ، بتشتريها وما بتعرف وينها ؟ قال إجا واحد قبل عشر سنين ، باعنا على الخارطة ، وقال لنا بس تروحوا بتشوفوها ، وعشان إنها رخيصة ومعنا مصاري مش عارفين وين نحطها ، قلنا نشتريها وين ما تكون تكون ، وإجيت مبارح ومش عارف وين هي ، قال معك كوشان ، قال معي ، وبكل براءة أعطاه إياه ، فإذا هي في الدخيلة ، وهاي منطقة جديدة في العاصمة ، لكن ما حاول أن يظهر انفعالة ، فقال له وين هذي الدخيلة ، قال له م بقول لك صار لي يومين ، ما بعرف ، قال له مهما كان حقها الأرض ما بتخسر ، بنعطيك السيارة ومباركة عليك ، راس براس، طيب خلينا نسأ ل عن حقها ، أنا اشتريتها ، بالف وخمس مية ، يعني بعد عشر سنين ما ارتفع سعرها ، قال له أكيد ، وراح نعطيك فوفها هذا الكراج ، وبتقدر تشغل فيه واحد وبيجيب لك عشر خمسنعشر دينار في اليوم ، قال له أنا موافق ، لكن إنت روح اسأل قديش بيكون حقها وأنا موافق ، قال له طيب مر عليّ بكرة عشان أتصل مع صاحب السيارة ، ووييجي وتتفاهم معاه ،
قام الميكانيكي اتصل مع صاحب السيارة وقال أنا لقيت لك بيعه لقطة ، أرض في الدخيلة ، قال له باستغراب : الدخيلة الدخيلة !!؟؟، قال له الدخيلة القريبة من العاصمة ، ومبين إن الزلمة غشيم ، ومش عارف وين الدخيلة ، فلازم نبيعة باسرع وقت قبل ما يعرف القيمة الحقيقية للأرض ، قال له يعني الأرض بالسبارة ، قال له لا ، بدي أتنازل له عن الكراج حتى تصير تسوى ثلاثة آلاف ، يعني الشروة إن تمت إلي وإلك نص بنص ، صفن شوي قام قال له ، صفي النية ، وهذي أرض سعرها في العالي ، أكيد راح نربح عشرين أو ثلاثين ألف ، وعلى كلٍ إحنا مش رايحين نخسر .
ثاني يوم اجتمعوا ، وورّاهم الكوشان الأصلي ، مكتوب فيه أسمه ورقم القطعة والمنطقة هي الدخيلة ،راحوا على دائرة السير وتنازلوا عن السيارة ، وراحوا على غرفة التجارة والصناعة وتنازلوا عن الكراج ، وراحوا كمان على دائرة الأراضي وتنازل صاحب الأرض عنها ، وكل واحد اعتبر نفسه كسبان .
الجماعة راحوا على مكتب مساحة ، ومعهم الكوشان الجديد ، ومخطط الأرض ، وطلبوا منه يحدد لهم إياها ، أخذوا سيارة أجرة ، وطلعوا معاه وتوجهوا للقطعة ، وكان المساح يقول لشوفير السيارة روح من هون واطلع من هون ، لكن الميكانيكي إللي بيعرف وين الدخيلة ، شاف السيارة إنها راحت اتجاه ثاني ، لكن ما قِبِل يحكي ، وظلت السيارة تمشي اتجاه الصحرا ، وبعدين نزلت السيارة على الأرص ، تذمر الشوفير شوي ، وقال ما اتفقنا على هذي الطريق ، قالوا له اتوكل على الله ، راح نكرمك ، مشوا مسافة طويلة حتى صارت الطريق وعرة ، ومن الصعب السيارة تمشي فيها ، فقال الشوفير ، أنا ما بقدر اتزحزح من هون ، أنا ما بكسر سيارتي عشان عشر دنانير ، قال الميكانيكي للمساح ، إنت وين ماخذنا ، قال له ع الدحيلة ، قاله ويش بدنا بالدحيلة ، إحنا بدنا الدخيلة ، المساح قال له ببراءة بس انتوا مشتريين في الدحيلة ، تفاجأ وقال طيب وين الدحيلة ؟ اشر له بعيد وقال بعد الجبل هذاك ، ظرب كف على كف وقال ، بس أنا شفت الكوشان مكتوب عليه الدخيلة ، قام قال له ، يعني صعب يحط نقطة على الحاء حتى تصير خاء ، هذي ثالث بيعة ،ناس بيشتروا بالدخيلة وإلا هم مشتريين في الدحيلة ، لايكون انتصب عليكم كمان ؟
هون قعد كل واحد يحط الحق على الثاني ، صاحب السيارة يقول إنت غدرت في ، ويقول صاحب الكراج أنا إللي خسرت كراجي وخسرت مصدر رزقي ، ويرد الثاني أنت كنت بدك تربح ثلاثين ألف ، فيرد علية ، بس إنت سالت ريالتك كمان على الثلاثين ألف ، وبعد هذي المناقرة قعدوا يحصوا خسايرهم ، قالوا للمساح ، هذي الأرض قديش بتسوى ، قال ثلاث مية ، صاحوا الاثنين إيش ؟ وقام دقوا بخناق بعض ، كل واحد بدة يفش خلقه بالثاني ، وماشافوا حالهم إلا وقربوا من منطقة الكراجات ، اطلعوا من الشباك إلا وشافوا إللي باعهم الأرض قاعد بدز بالسيارة ، وبشغل فيها ومش راضية تشتغل ، نزلوا وهجموا عليه وهم يقولوا يا نصاب ، قال لهم انتوا النصابين ، قالوا له بتبيعنا أرض ما بتسوى ثاث ميت دينار ، فقال لهم ، يعني هي سيارتكم بتسوى ثلاث مية .
كان المساح بيتفرج عليهم وبيضحك ، وخلاهم تَ بردوا ، وقال لهم ، والله ثلاثتكم نصابين ، كل واحد بده يربح كل شي من لا شي ، خذوها مني نصيحة ، النصاب مش بنصب على غير ، النصاب أو ل ما بنصب بنصب على نفسه .