سواليف قاضي معزول
سعاده عراق
10- حلوان للصبي
دايما بيقولوا فلانة بنت فلان ، لكن مع التطور والمشابه بالغرب صاروا ينسبوا المراه لجوزها ، حتى ما عاد نعرف المنسوبة لجوزها من إللي منسوبة لأبوها ، ما حدا اعترض على هـ التفليعة الجديدة لأنها لا بتضر ولا بتنفع ، حتى صارت مع شكري هذه القصة :
هاذا شكري يا حفيظ السلامة كان عنده سبع بنات ، إجت ورا بعضها البعض ، وكان مشتهي ييجيه ولد ، وكانت مرته زكية حامل ، وبيتمنى من الله يرزقه ولد ،وما قِبِل يوديها ع المستشفى ، بلكي جابت ولد ، لأنه كل البنات نولدت في المستشفى ، فقال غيروا الأعتاب ترزقون ، الصبح راح جاب لها الداية ، وتسهل على شغله في المطعم ، وهناك صار يدور ويحور ، لا عارف يشتغل ولا يهدا ، ولا هو قادر بقعد في البيت مع الداية والنسوان ، وما في تلفون في البيت حتى يعرف شوصار ،صار يتضرع لله إنه يرزقه ولد ، ويشكي همه لربه ، ويقول همّ البنات للممات ، حتى البسَّة إللي كان يطردها دايما ، صار بقدم لها لحم ويتعاطف معها لأنها حامل ، ولأول مرة بيشعر معها ، وقام أخذ تشكيلة من الأكل ووداها مع الشغيل للبيت ، عشان البنات ما بتعرف تطبخ مليح ، وما دري أنه مرتة زكية تعسر معها الطلق ، والداية ما قدرت تولدها ، فقام أخوها أخذها على المستشفى ، ولما وصل هناك اتصل مع شكرى واخبرة إنهم دخلوها غرفة العمليات ، هان شكري انهدّ حيلة ، وصار يجر في حاله جر ، وأكد إنه البنت جاية جاية ، وصار يتفطن على اسم غير رابعة وختام وتمام ونهاية ،لكن ما أقرب فرج الله وإلا بيمر عليه زكي عبد الحافظ ، أخو زكية ، وبقول له مبروك إجاك ولد ، قام نط وهو فرحان ، وغمي على حالة ، وما عرف هو يضحك أو يبكي ، كيف بده يعبر عن نعمة ألله عليه ، فقام يقول للناس تفضلوا كلوا ،وينادي ع مراقين الطريق ويقول ؛ اليوم الأكل في المطعم على حسابي ، وفوق هذا راح جاب سدرين كنافة ، حلوان مع الأكل ، وكان يقدم للناس الأكل والحلو والقهوة وهو فرحان ومبسوط ، وبشعر إنه بهيك بيعبر عن شكره لله ، ومش هذا وبس ، فكر في المستشفى والممرضين والدكاترة ، لا زم يوديلهم الحلوان ، لازم يفرحوا معه ، فقال للشغيل إللي عنده روح خذ بقلاوة ووربات ع المستشفى وهيني لا حقك ، شعر بارتياح ما عمره شعر فيه ، ولما الأجير راح بالسيارة ع المستشفى ومعه البقلاوة والوربات ، فطن يتصل بالمستشفى حتى يسأل عن صحة زكية والولد ويشكر الدكاترة والممرضين والمستشفى عموما ، قال الو وردت عليه وحدة قال بدي أسأل عن زكية عبد الحفيظ ، قالت له مبروك إجاك بنت مثل القمر قام اتفض كأنه تكهرب ، قال اتأكدي مزبوط ولد وإلا بنت ، قالت بنت ، إللي جابت ولد وحدة زكية ثانية ، هان مسكين شعر إنه سقط من طيارة ، فلا شاعر بشي والدنيا صارت سودة وأمله الوحيد تبخر ، والشغلة كانها حلم مزعج ، وبرخ ع الأرض لا من ثمه ولا من كمه وخاصة إنه شايف الناس بتوكل وبتبارك له وهو ما هو قادر يقول لهم إنكم بتباركو لي بحلم شفته قبل شوي ، وهزت هذي الصدمة كيانه هزة مزبوطة ، شلت حركته وخوثت راسه واشعرته بالخذلان .
وما بيدري قديش قعد على هذي الصفنة ، قام استغفر الله وتعوذ من الشيطان ، وغسل وجهه ، وقال ولد أو بنت كله نعمة الله ، وأخذ حاله وأشّر لسيارة وركب فيها وراح ع المستشفى ، عشان يطمن على زكية ويرفع معنوياتها ويشوف البنت الثامنة ، وإجا ع باله يسميها الثامنة مثل ما سمّى رابعة ، وهو داخل ع المستشفى كان يجر رجله جر ، وشاف بعض الناس بتوكل بقلاوة ووربات ، اتحسر لكن قال صحتين وعافية ،إن شاء الله تطلع مبروكة ، وإجت في وجهه الداية طالعة مروّحة ، قامت قالت له مبروك يا شكري ، شو ولد مثل القمر ، إن شاء الله يتربى بعزك ، أنصدم مرة ثانية ، وقال شو هالمزاح السخيف ، استغربت الداية وقالت له هو حدا بيمزح في هذا الشي ،قام قال قبل ربع ساعة اتصلت بالمستشفى وقالوا لي جابت بنت ، قالت له ولد ، والمية بتكذب الغطاس ، روح شوف وتأكد ، راح وهو خايف يوكل صمة ثانية ، لكنه ميّل على الاستعلامات ، ونفر فيهم شو بتمزحوا معي ، زكية جابت ولد وإلا بنت ، ردت الممرضة أني زكية ، عندنا ثنتين زكية عبد الحفيظ وزكية شكري ، قام التخم ، وما قدر يستوعب ، راح يجري على الغرفة ، ولما شاف الولد صرخ في مرته ، مين إلى غير لك اسمك ، ومن إيمتا أنا صرت أبوك ؟