سواليف قاضي معزول
تأليف : سعاده عوده أبو عراق
30- زعيم الروح
هذي حكاية ما أدري وين حصلت ، ولا بأية دنيا جرت فيها ، تخمين إنها ببلاد العرب صارت ، واحزر يا فهمان إن كنت فاهم ، هذي قصة رئيس ما كان مثله حدا في الكون أو كان زيه ، الله الكريم أعطاه وأجزلُّه العطا ، مواهب ما حلم فيها زعيم مثله ، راح يدور ع اسم لايق بأفضاله ، يعبر عن مزايا علمه وتفكيره، وبعد سنين من البحث لاقي (زعيم الروح) اسم لايق لتصويره ، وشاف في هذا الاسم نغمة لها رنة وإنه معبر وعَ كل إشي دالل ، لأنه في كل المجالات عالم ، حتى في ركوب البسكليتات ماهر وأعمال القُطبة والتطريز شاطر ,وصناعة البوزة وتصميم الجسور بلوة ، وبيلقي الخطابات من دون ورقة ، وبكسِّر في اللغة وما يهمه ، وبحب يشوف تمثاله في كل مطرح ، وفي كل المجالات له صورة ، وعشان إنه هيك عند الناس محبوب ، وبتنحط صورته في كل غرفة ، عشان يكون شاهد في كل لحظة عليهم في غرفة النوم والمطبخ ، حتى في الحما م له صوره ، مزحوم وكاتم الأنفاس بيعملها .
مبين هذا الزعيم من كبر عقله ، ما يمكن يضيّع في العمر لحظة ، صار يدور على شغلات يفوز فيها ، مثل مسك الذبان بكل خفه ، بيلقطها كأن المغناطيس إيده وجعلها مسابقه للناس حتى إذا ما نظموا الحفلات يسبق ويوخذ على العالم مرتبة أولى ،وتكلمت عنه الصحافة والإذاعه كثير ، وإنهم بدونه بين الخلايق لا شي ، بعظ الناس في السر قالت لو منشطات الذهن يشرب ، عشان يظل للناس ملهم ، ويعطي للعالم والكون أفكار ، ولما الناس بهذا القول دريت ، طلعت في الشوارع بالصوت تهتف ، نوّر لنا الأبصار يا معلم ، إحنا العميان لولاك ما بنفهم ، وعشان ما بيعرفوا للذهن دِوْيات ، والذهن له مقدار ما بزيد نتفة ، قام واحد وقال ليش الزعيم ما يساوي هذا الدوا إن كان قادر ، قال بعض الزلم هذا مبطن ، الغمز واللمز فيه جارح ، ثاني يوم الناس قالت راح يتعلم هذا الفهمان برّا ، يمكن ييجي بأفكار أحسن ، وبعضهم قال بصوت واطي ، متى ييجي؟ الله أعلم ...ّّ.!
الناس إللي استلهموا الأفكار منه ، قالوا عن جيل من البشر قادم ، وقالوا عن حقبة بشر جاية ، بعد حقبة آدم أبونا وحوا ، ولازم ينتج سلالة تصير بعده اكبر من السوبرمان وأقوى ، لكن ما بيقدر يخلّف غير اربع ، في العام هذا إن كان شاطر ، وهذا ما بيكفي يصنع للكون أمة ، في واحد قال لازم شو نساوي ، نزرع في رحم النسوان عنّا ، نطفة من مَنيّ الزعيم نتفة ، فَبِنولِّد الآلاف كل يوم منه ، وجابوا الشيوخ حتى في الأمر يفتوا ، ويقولوا حلال وما في اي مانع ، وما فيها شبهة زنا أبد خالص . وبلشوا يحقنوا النسوان كلها ،أرملة ، مطلقة أو بنت عانس ،وإللي جوزها مابيخلف معهم ، وإللي بتخلف تحمل لها بواح ، حرام الرحم للنسوان يظل عاطل ، ولازم الكل يتبرك بالاستيلاد منه ، وإللي ما برضى بيكون خاين ، والمشنقة معلقة للي يصون عرضه . والكل صار يناديه يا يابا ، حنى إللي من جيله والأكبرٍ منه ، وصاروا أولاده مليون وأكثر ، وصاروا يقولوا إحنا مش من بني آدم ، إحنا من سلالة زعيم الروح إحنا ، وصاروا اولاد الزعيم خمسة ، سته مليون واكثر ، شباب وما فيهم بنت وحدة ، قواريط لا إلهم أم ولا والد ، وإن قلت اولاد الحرام جايز ، وما بيفهموا من حد كلمة ، ولا إلهم للقول منطق ، ولما صار يطلع الآلاف منهم ، ويروحوا للقصر كل يوم دغري ، وما حدا فاهم شو ها العِقْب بدها ، بيحكوا بلغة مش معروف إنها ، لغتهم أو لغة أقوام أخرى ، لكن جربت في القصر ناس تفهم ، وفسرت للزعيم تفسير محكم ، وقالوا هذا من الأبناء حب صوفي ، وهذي المسيرة للقصر حج واجب ، وعلينا نشجع الأبناء أكثر ، ونحدد الحج في العام مرة ، ونجعل الحج للأتباع فرض شرعي ، ولازم يحملوا قربان محرز ، دليل الطاعة والتقديس منهم ، يعبروا عن شكر وعن قلب مخلص ، لإنهم سلالة زعيم الروح طلعوا، ولما كل الناس هيك فهمت، قالوا القصر يوسه ، حُجاجنا إللي قاعدة بتكثر ، ولازم يسع ملا يين الناس بكرة ، لما تيجي من الزعيم تتبرك ، راحوا انتقوا ارض مسهمدة وتقول إنها مطار أو قطعة من الجنة ، وبنوا في الوسط كرسى مزبط ، مثل العمارة طوله وأطول ، يقعد عليه الزعيم ويتهنا ، وحوله الكراسي الموجهة مليار مقعد ، بشوفو وبسمعوا كل شي يقوله ، وملزقة روسهم بالكرسي وبالمسند ,وافق زعيم الروح ع الخطة ، خربشوا ع أوراق في الحال خطتهم ، وراحوا تيعطوها مقاول تتعمر، حملوا مشاريع الحضارة وهوَّدوا من فوق ، لاقوا جميع الناس باب القصر بتصيح ، بيحكوا الكلام الصعب إللي ما بيتفسر ، حبوا يبشروا الناس بالمشرع ويقولوا بهنيكم سنبني للزعيم الكرسي الأعظم ، حتى تتمكنوا من شوفة الريس كويس، فما شافوهم انبسطوا لها المشروع ، كأن الناس ما سمعت ولا فهمت للحكي معنى ، الناس دفشت بوابة القصر عنوة ، لقوا البوابة مخلوعة والقفل مش مسكر، سقطت وداست عليها الناس واتعدت ، وطلعت ع ادراج القصر جوّا ، فتحت ع الزعيم الباب وقالت له ، فما فِهم إللي قالوه بالمرة ، بدا يرطن كلام ما إله معنى ، ما حدا فهم كلمه ولا حب يسمع له ، قال الزعيم يا حسرة على وِلْدي ، إللي ما قدروا جهدي ولافكري إللي بتطور. مبين غشوا لما استعملوا منيي ، وأجا الأولاد مش ع قد العشم ، ومش مثل ما كنت أتصور ، نادى افهم الأوان واخلصهم ، قال له ما بدي هذا الخلف كله ، اقضي عليهم ولا تخلي على الأرض واحد ، بدي خلف مزبوط مية في المية ، خذوا استنسخوا من خلاياي مليون ، ويطلعوا مثلي في الخلقة وفي التفكير ، بدي يكتب التاريخ إنه ، أنا آدم الثاني ، أنا مبتدا التاريخ انا منتهى التاريخ