سواليف قاضي معزول
تأليف : سعاده عوده أبو عراق
11- كيف الشغل معاه؟
في واحد عقلياته شيش بيش ، وإيده فرطة ، ومش سالك بشغل ، ما بشتغل شهر شهرين ، إلا هو عامل مشكلة وطالع ، بيقولوا له ليش بطلت ، بقول مش معجبني ، المهم طلع من شغله من ثلاث أربع تشهر لا شغلة ولا عملة ،ومرته صارت تنق عليه وذاقت الدنيا فيه ، والناس شعرت مع مرته واولاده مش معاه ، لأنهم عارفينه هو اللي بيعمل مشاكل وبطردوه ، في واحد إبن حلال جارهم بيشتغل محامي ، وجد له شغله في سوبر ماركت محترم ، بيعرف صاحبة مليح ، فإجا عليه قال له شفت لك شغلة في سوبر ماركت جديد وكبير ، على الطراز الأجنبي ، لازم تحلق لحيتك كل يوم ، وتلبس أواعي مكوية ، وتغيرها كل يوم ، وكندرتك ملمعة وشعرك محلوق ومَّشَ ط وعليه جل ، يعني البهدلة إللي إنت ظاري عليها بدك تغيرها ، إذا بتلتزم أنا بضمن لك راتب ممتاز ومستقبل مليح ، انبسط وكيّف وقال له تؤمر ، إن شاء الله أبيّظ وجهك ،قال له توكل على الله ، بكرة روح وإنت مطقم وهذا هو العنوان ، وراح أحكي معاه عشان يستقبلك وأوصيه عليك .
ثاني يوم لبس إللي ع الحبل واتحمم وحلق لحيته ورش عطر ومسح الكندرة ،وطلع مثل العريس من الحارة يتقمز على روس أصابعه ، وهو واقف يستنى الباص أو السيارة ، مرت سيارة مسرعة ، من جورة مية في الشارع ، وطرطشت عليه مية وسخة من ساسه لراسه ، لما شاف حاله مبهدل قام تناول حجر وضربه للسياره إجا بالقزاز الخلفي ، وكسره كله ، قام السايق وقف ونزل يتهاوش معاه ، اتجمع أهل الحارة ، وراحوا يصلحوا ، قال له بدك تدفع حق الكزاز قال له ما بدفع ، قال له بشكي عليك قال اشكي ، وطلع بقال في الحارة بيعرف الاثنين ، فسأل عن اسمه فحكى له عن اسمه ، وين ساكن ، فقال أنارايح ع المغفر أشتكي عليه ، الزلمة طلع في سيارته وهذاك الأفندي روح يغير أواعيه .
لبس أواعي ثانية، وطلع وهو متنكد ويقول مهو المكتوب مبين من عنوانه ، وركب سيارة السرفيس وراح ع العنوان إللي معاه ، ولما وصل شاف السيارة إللي كسرها ، وشاف الزلمة وتأكد منه ، ف إشو بدّه يساوي؟ ، راح تخبى شوية على بين ما يروح لأنه فكرة زبون ، وهو ما بعرف إنه صاحب السوبر ماركت ، المهم صاحب السوبر ماركت رد طلع ورِكب سياته وراح ، قام الزلمة دخل السوبر ماركت ، وعرفهم بحاله ، قاموا استقبلوه استقبال ممتاز ، ورحبوا فيه ، لأن صاحب المحل أخبرهم عنه ، وقال لهم قوموا بالواجب ، لأنه رايح على الشرطة يشتكي على واحد كسر قزاز سيارته . من هون عرف أنه معلمه الجديد هو غريمه ، ومن هون عرف إنه الشغلة مش راح تزبط ، وإنه راح يدفع ثمن القزاز راح يدفع ، لكن هل بيقدر يشتغل عنده في السوبر ماركت ، كان يفكر ومحتار ، الموظفين بلاطفوا فيه وبحكوا معاه وبعرفوه على الشغل ، لكن سمعان مش هان ، وفي الآخر طلب منهم يطلع عشان أمر مهم ، فما مانعوا.
صاحب السوبر ماركت راح دغري على الوكالة تبع السيارة ، وغير كزاز السيارة الخلفي وكلف ميت دينار ، لأن السيارة غالية وبنت سنتها ، وبعدين راح على الشرطة واشتكى على الزلمة ، فالشرطة عندها إللي يكفيها ، وقالوا له روح اتفاهم إنت وإياه أولا، فإذا ما قبل ، بتقدم شكوى وبنعمل الإجراءات ، اقتنع وراح يمر على المحامي صاحبة في مكتبه ، وشرح له القضية ، وإنه الزجاج مش قليل وما يقدر يسامحه ، قال له المحامي ، إنت بيطلع عليك حق كمان ، لأن المي إللي رشقته فيها تعتبر استفزاز غير مقصود ، يعني في عليك حق ، لازم وقفت واعتذرت منه ،يبدو الزلمة فهمان وبدا يقتنع ، وقام طلع من عنده وراح على الحارة لعند البقال .، ومبين إنه نسى أسمه ، فقال البقال والله من وقتها ما شفته ، لكن خليني أسأل عنه عياله ، فنادى ولد من الحارة وقال له روح أسأل وين راح ، ووينتا بيجي ، رجع الولد وقال لهم راح يشتغل في سوبر ماركت ، وأعطاهم ورقة كتبتها زوحته ، فيها أسم السوبر ماركت وعنوانه ، فلما قراها قال شو هالمسخرة ، هذا السوبر ماركت تبعي والعنوان عنواني ،
فكر شوي ، وبلش يتأكد إنه الزلمة هو الموظف الجدبد إللي أرسله المحامي ، إذن لا بد يرجع للمحامي مرة ثانية ، لكن هو من لما طلع من عند المحامي ، شوي وإلا الزلمة داخل على المحامي كمان ، وبيقول له دبرني ، والقصة هيك هيك ، ومنين لي أدفع ثمن القزاز وانت وصيتني إني اكون نظيف ومرتب ؟ فالمحامي قال يعني أنا طرف في الجريمة ، وفرط من الضحك وظل يضحك حتى دخل عليه صاحب السوبر ماركت ، وشافه على هذه الحالة ، قام صار يضحك مثلة ، قال له أقعد أنا حليتها ، ولازم أعترف إني شريك في كسر زجاج سيارتك ، ولكن عشان هذا الضحك إللي ضحكته أنا راح أدفع ثمن قزاز سيارتك ، قال له وانت شو ذنبك ، قال مثل ما الواحد بدفع للمطعم ثمن الأكل بعد ما يوكله ، أنا بدّي أدفع ثمن الضحك إللي ضحكته .