سواليف قاضي معزول
تأليف : سعاده عوده أبو عراق
12- قصة إللي اتجوز مرته
مرة فيه ثنين صحاب صارو فوق الأربعين أو قربوا ع الخمسين ، بيشتغلوا معلمين مدارس ، واحد معلم عربي وعامل حاله أديب ومثقف ، وبحب يناقش في القضايا العامة ويتفلسف ويكتب بالجريدة وبيصدر كتاب وبتباهى فيه قدام الناس ، والثاني معلم رياضيات عقليته ممتازة وثقافته كمان واسعة وشخصيته قوية ، لكن معلم العربي متجوز وحده شبه أمية ، ما همها إلا الغسيل والطبيخ ، أما جوزها لا هي شاعره فيه ولا هو شاعر فيها ، أما الثاني معلم الرياضيات فمتجوز مديرة شركة ، عندها موظفين واستيراد وتصدير ومقاولات وتعهدات ، يعني طول نهارها وليلها في الملفات والقضايا وجلسات العمل في الفنادق والمطاعم والسفر برا لعقد الصفقات ، لذلك هو زهقان حاله وبدة مراه حقيقية تقعد معاه ، يوكل هو وإياها ،يشموا الهوا مع بعض ، تعطيه قيمة وكيان ومكانه، تدلعة ، وتقول له بحبك ياروحي ، وهيك كان يحسد صاحبة على مرته إللي ما عندها شُغل يشغلها عنه ، قام قال له صاحبه أنا إللي بحسدك ، عنك مراه متعلمة مثقفة متفتحة تفهم في كل شي ، تقدر تعتمد عليها ، قام قله اسكت أسكت لا مرتي نافعتني ولا مرتك نافعتك ، شورايك نتجوز كل واحد مراه على كيفة ، مادام نسواننا مش قادرين يفهمونا ولا قادرين نفهمهم ، قال له ماشي الحال .
ولما بدت العطلة الصيفية في المدارس ، بدوا مشروعهم للزواج الثاني ، عندها صارت خلافاتهم مع نسوانهم تزداد ، وبطل أي واحد يتحمل مرته ولا مرته تتحمله ، وصار ما أسهل إنهم يتقاتلوا على أبسط شي ، وكأنهم أولاد صغار ،حتى وصلت فيهم أن ضرب كل منهم مرته وخرج حردان ، وراح الاثنين سكنوا في شقة صغيرة مع بعض ، وصار كل واحد يدور على عروس ، لكن ما لقوا النصيب إللي بدوروا عليه ، وفشلت كل دوارتهم ، لكن ظلوا مصممين على الزواج ، ومصممين يظلوا حردانين مع بعض ، وأولادهم ونسوانهم لحالهم .
آخر ما فكروا فيه إنهم يعملوا إعلان في الجريده والمجلات إنهم عايزين زوجات، المجلات إللي فيها إبواب مثل أريد إبن الحلال أو بنت الحلال ، وحطوا المواصفات المطلوبة إللي بدهم إياها ،ووضعوا عناوينهم وأرقام تلفوناتهم ،وقعدوا يستنوا ، ولأن الجميع بيعرف إنه مثل هذه الإعلانات هدفها طق الحكي والتعارف ، أكثر من الزواج ، لم يهتم بهم أحد وخاصة أنهم حطوا أعمارهم الحقيقية ووضعهم العائلي ، فلذلك ما رد عليهم حدا .
لكن بالصدفة شاف واحد من اولادهم المجلة إللي مكتوب فيها الإعلان ، فراح فرجاه لأمه ، وأمه فرجته للمرة الثانية ، فلما قرينة مع بعض ، أدركن الثنتين إنه بدهم يتزوجوا عن حق وحقيقة ، لذلك قررن أن يرسلوا أزواجهم على انهم سيدات أعمال من مصر ، ومن لبنان ، وراحت كل زوجة تتذكر الأشياء إللي بده إياها وبتلكك عشانها ، معلم العربي بده وحده مثقفة نعرف في الشعر والقصة ومعلم الرياضيات بده وحدة تعرف تطبخ وتعرف تغازل وتتغنج وتجيب له قهوة وأرجيلة . فقررت مديرة الشركة تعمل حالها شاعرة من مصر والثانية لبنانية عندها مطاعم في شتورة وزحلة . لكن كانت المشكلة هي اللهجة ، فراحت وحدة تتدرب على اللهجة اللبنانية والثانبة على اللهجة المصرية ، حتى صارت لهجتهم مقبولة .
وما شاف أستاذ العربي إلا والتلفون برن ، وإلا هالوحدة بتعرفه على حالها إنها شاعرة ومديرة تحرير لمجلة (خطوط ) وعايزة منه مقالات وإبداعات ،وانها بدها تعمل معاه مقابلة أدبية ، وإنها ما بتمانع في الزواج منه وقالت له أنا جاية للأردن، وبعد يومين اتصلت مع معلم الرياضيات وحده لبنانية بتعرض عليه عطلة مجانية في منتزهها في زحلة ، فما صدق فيها ، لكنه دعاها عنده أولا، فما مانعت وأعطته نفس اليوم ، وإنها راح تبحث معاه موضوع الزواج .
وفي حركة مرتبة بينهم وبين بناتهم واولادهم ، تقابلوا في فندق ،كل وحدة عاملة مكياج مغيرة فيه ملامح وجهها ولبسها وتصرفاتها ، ولهجتها ، وتكلمت كل وحده في الأشياء إللي بحبها الثاني ، واتفقوا على الزواج ، وسجلوا الزواج عند محامي كزواج عرفي ، حتى يوخذن وقت للتعارف ، وعملوا حفلة زواج في فندق على الضيق ، ولما دخل كل واحد على عروسته ، وكشف عن وجهها ، فوجدها مرته ،
قام كل واحد يقول لمرته أي من زمان افهميني من زمان مثّلي علي .