قصص أطفال
سعاده عودة ابو عراق
سمير 2
سمير ذكي كثير النشاط ، يحب الخروج ويعشق رؤية ما في المدى ، ففي الخارج سحر يشع سرورا، يبعث فيه كل المنى ، ويغريه الفضول لكي يستزيد .
سمير... أطفأ منذ شهر شمعتين ، ها قد صار كبيرا وصار طويلا ، يخرج دوما حين يريد ، يركض ما بين الباب وبين البوابة ، لكن ممنوع أن ينفذ منها للشارع .
البوابة مشقوقة، عامود من نور أزرق ، تُسمع منه الأصوات، تغريه... فيدخل يده في الشق ويسحبه، تكبر هذى الفتحة ، يدلف منها نحو الشارع ، يتدفق سيل من ألوان في عينيه , ألوان تتحرك ، تبرق مثل وميض ، تُطفأ ثم تعود ، أصوات جمة كالموسيقى ، لا يدرك معناها لكن يألفها حسه ، تغريه لأن يدنو منها، أو يذهب فيها ، تذهله هذى الحركة ، هذا الكون الدافئ، يُغمر بالصوت وباللون وبالنسمات ، بل يتبخر في الضوء ، مغمور بالمتعة والنشوة، عذب هذا العشق المفرط للأشياء.
لا يدري من أين أتته يد ترفعه ، تدفعه لأم تصرخ به:
_ كيف فتحت الباب ولم ندرٍ ؟