قصص أطفال
سعاده عودة ابو عراق
لجين 3
لجين الحلوة ، تهوى الماما وتقلدها ، وتحاول دوما أن ترضيها ، ترفع شبشبها فتغرقها الأم ثناءً ، تمسح كرسي السفرة فتشكرها ، والسجادة تحضرها للبابا فيقبلها .
لجين... تعرف أن الماما تصبح مسرور وقت الطبخ ، أوحين تعد السفرة ، وترى والدها يتلذذ بالأكل ، وحين تجلي الأطباق ، وحين توقفها فوق الكرسي، تنظف يدها ، وتتركها تعبث بالماء قليلا .
لجين لا طاقة لها بالطبخ وتقديم الأكل ، لكن يمكنها غسل الكأس أو الفنجان ، تفتح صنبور الماء ، تدع الكأس يتحمم تحتٍ الصنبور، هذا أمر سهل ، يرضي الماما ، بل يشعرها بالنضج وبالقدرة .
تضع الكرسي قرب المجلى ، تغدو الحنفية دانية منها ، تفتحها ، ينزل خيط الماء ، يعجبها هذا الشيء الشفاف ، تمسكه ، يلتف على يدها ، يتسرب تحت الكم ، ينعشها هذه البلل الممتدة إلى الكوع ، هذه المتعة أنستها غسل الفنجان ، تفطن ، تتناوله ، تضعه تحت الماء ، وتفكر في القبلات المأمولة من الماما ، والفرح النابض في عينيها .
فجأة ... تسمع صوت الماما تصرخ ، تتوعدها :
_ لجين .......!
سقط الفنجان من يدها وتكسّر ، جذبتها وهي توبخها:
_ بللت ثيابك ، بللت الأرض ...!
لم تصرخ ، حزنت إذ ظنت أن الماما تكرهها