قصص أطفال
سعاده عودة ابو عراق
سامي 4
سامي معروف في الحارة ، لا تخشى الماما عليه ، تُلبسه الأثواب الحلوة ، ترقبه وهو يغادر للخارج ، يلقاه رجال ونساء فيقول كما لو هم أصحاب ( السلام عليكم ) ويبدل السين ثاءً ، يمتلئ الجيران سرورا منه ، يدنون وفي أعينهم إعجاب وتحبب ، وتمسَّد أيديهم شعرا هفهافا .
الشاطر سامي ، يتمشى في الحارة ، مبهورا بالألوان على الأبواب وعلى الحيطان ، يدنو منها يتلمسها ، يتلذذ هذا الإحساس ، أو يمتص رحيق عذوبته ، وهناك على حائطُْ، خربشة نيليًَة ، وخطوط لا نظم لها ، رسمت بالطبشور الأزرق ، ماذا لو قام ينظًِِّمها ... ؟أو قام يزيح الخط إلى الخط، حاول ، لم يقدر، لكن قربها من بعض ،أو أخفى البعد الواضح بين الخطين ، ها قد ظفر بشيء آخر ، سطح أزرق ، كسماء صيفية ، أمعن في توزيع اللون على الحائط ، استمتع ما أمكنه بالألوان ، ومضى كالفنانين يوقع بصمته ، لكن فوق ثيابه .
ويمر عليه الناس، طفل يسبح في النشوة ، يتلذذ باللون الأزرق إذ صار مديدا، أصبح منسجما مع هذا التكوين الأزرق، يتوحد مع هذا الإبداع المدهش
- لماذا وسّخت ثيابك؟ ستضربك أمك .
يسمعهم لكن لم يستوعب ما قالوا،أما في البيت ، صرخت أمه:
_ لماذا وسخت ثيابك ؟
ضربته على يده ، لم يبك ، إذ كان يفكر كيف عرف الناس أن ألماما سوف تضربه ؟
9/5/09