قصص أطفال
سعاده عودة ابو عراق
شهد 7
صارت شهد كبيرة ، ما عادت تومئ بالإصبع أو تصرخ بالصوت المبهم ، من زمن وهي تميز لفظ الماما والبابا ، تعرف كلمات كثر ، ما عادت تخطئ في ذكر الأسماء أو في استعمال الأفعال ، صارت فخرا للماما عند الجيران ، تدعوها دوما كي تحكي عن دميتها ، عن قطتها ، عما جلبت من دكان أبي موسى .
جرأتها زادت ، بل زادت قدرتها وفصاحتها ، صارت تعرف من كان يلاعبها ، أو جاء يناكفها ، صارت تحفظ أقوالا للرد على من يبغي إغاظتها , ما كانت جملاً ، بل موسيقى توسع هذا الكون وتملأه ندى ، تُقرص في الخد وتُمطر بالقبلات تسمع من يجهر بالقول :
- أم لسانٍ طويل ....!
لم تفهم معنى للقول ، هل هو شتم أم هو مدح أم ماذا ؟ فلسان الإنسان مختبئ خلف الأسنان ، لا يظهر للعين ، كيف رأوه ، لم تخرجه , منذ نهتها الماما عن ذالك .
ذهبت نحو المرآة ، وقفت تنظر فيها ، تفتح فمها ، تخرج منه لسانا ، تلمسه ، تسحبه ، وتمايز طوله ، ما وجدت طولا يذكر ، فكيف يقولون لساني طويلَ ؟
تأتيها الأم ولا تفهم هذا الموقف ، تصرخ والخوف بنبرتها :
- ألسانك مجروح أم ماذا ...!؟
- لا....ليس طويلا