قصص أطفال
سعاده عودة ابو عراق
محمــــــود 8
يذهب محمود للروضة ، يوم مشهود ، يحلم فيه الأهل بكل جميل ، يملأهم أمل ، ها قد بدأوا المشوار الأعذب، مغتبطون بما جلبوا من أشياء ، حقيبة ظهر حمراء ، وثيابا للروضة مبهجةً ، وحذاءً لمّاعاً أسود، أقلامأً مدهشة مبرية ، ومماحي حلوة عطرية ، مبراةً في شكل الفيل .
أصبح محمود مسرورا فرحان ، يسعى أن يدعم هذا البهجة في عيني أبيه و أمه ، لكن لا يدري سببا للفرحة هذه ، يركض مرحا ، يتخايل في إعجاب ، يبدو مفتونا بالمريول الأزرق ، والحذاء اللماع ، وما قالوا عن حافلة تأتي كي تأخذه كل صباح ، عن مدرسة يتخيلها جنة يفعل فيها كيف يشاء .
يتهيأ محمود كي يركب باص الروضة ، لم تأت ولم يقلق ، يركب كالعادة في سيارة والده جانب أمه ، ينضح بشرا وسرورا ، ما احتج على ذلك ، فهو مشغول بما يحمل من أشياء ، أو بقبلات تمطرها الأم عليه .
ها هم قد وصلوا مدرسة ، ما كانت حسب تخيله ، يسير أمام البابا والماما ، عبر بناء مطلي برسوم ، تدنو منه امرأة لم يألفها ، يؤمر بالتسيلم عليها، تقبله و تأخذه ، يمشي في ريبة ، يشعر بأمر ما ، أسلماه لهذي المرأة سيتركانه إذا...!!، ويتخليان عنه ، لقد كان مخدوعا كل الوقت ، يشتريان له كل الأشياء الحلوة ، كي يتبرءا منه الآن ، يتخليان عنه لكي يتفرغا لأخيه الأصغر .
يرمي بالشنطة والمطرة والأقلام ، يستغيث بالبكاء المر ، ويصيح :
- بابا لا تتركني...! أحبك يا ماما