قصص أطفال
سعاده عودة ابو عراق
عثمان 11
عثمان محبوب من أمه ،محبوب من جده ، من جدته وأبيه ، ما يطلب من أشياء، تسقط في أفئدة لا تملك أن تغلق دونه ، يطلب ما يحلو له ، تنهال عليه الأشياء بلا عدٍّ ، حتى ما عاد يتأمل ألعابه ، بل لا يأسف إن ضاعت أو كسرت ، فالدنيا خلقت له ، يملك هذا العالم ، إذ أصبح مَََلَِِِكَ الكون .
عثمان ما عادت تعجبه الألعاب ،لا يلهو بل يكسرها عمدا حين يملُّ ، عرفوا فيه الإشباع من الألعاب ، أخذوها خفية ، وضعوها في صندوق في ركن مهجور ، قالوا عنها ضاعت ، أو سُرقت في الليل ، أمضى وقتا لا يأبه بالأمر ، حتى غابت عن ذهنه كل الألعاب ، لكن حين أطل من الشرفة يوما ، شاهد في الشارع سيارة ، تفاجأ مندهشا ، أين رآها ؟ هل كان في حلم راوده ، أم ماذا الآن يرى ؟
هز الماما حيث ترافقه ، وأشار إلى السيارة منبهرا ، لم تسعفه الكلمات كي يشرح فكرته ، فهمت ما يقصد ، رفعته وهي تقبله ، ظل يشير باصبعه ، كمن يطلب شيئا لا يعرفه ،
قالت وهي تجيب على ما يبغي :
_ لديك سيارة تشبهها..!
ذهبت نحو الصندوق ، حيث الألعاب المخبوءة ، أخذت منها سيارة طبق الأصل تشبه ما هي في الشارع ، فتناولها في بهجة ، يتفقدها جزءا جزءا ، مملوء فرحا ، وكأن اللعبة لم يكسرها يوما أو يهملها .