قصص أطفال
سعاده عودة ابو عراق
فطّـــــوم 12
فطّوم الحلوة فرحانة ، تذرع طول البيت وعرضه ، تحكي عن ميمونة ، أخت سوف تجيء اليوم ، ذهبت ماما تنجبها ، لا تدري ما معنى تنجبها ، لكن ستجيء بها ، ممسكة يدها، حلوة كاللعبة باربي ، طلبت من ماما أن تذهب معها ، لترافقها في العودة ، لكن ماما لم تقبل ، كانت مثقلة جدا ، مرهقة ، حمل البابا حقيبتها ،والجدة ذهبت معها ، تركوا فطّوم لعمتها ولخالتها ، ولجمع من نسوة لم تألفها .
ما دامت في المستشفى..! فلماذا لم ترها بعد ؟ ولماذا اليوم فقط ؟ أجرت فطّوم حوارا في الذهن وقالت:
آه...! ظلت حتى كبرت ، كانت كالبيضة أو أصغر ، وتنام على تخت كالكبريتة ، تأكل بملعقة كالدبوس ،وملابسها تحفظها في علبة ، تركض في ساحة وسع الورقة، آه ما أجمل كفيها والحناء على ساعدها ، تُراها كيف تستعمل فرشاة الأسنان ؟ وكيف يكون المشط ، ويكون الشامبو ؟ بل كيف يكون دوش الحمام ؟ ما حجم التفاز لديها أوحجم الهاتف ؟ هذه أشياء ساحرة ، فلماذا لم أعط الأشياء الحلوة هذه ؟
قطعت هذه الأحلام السحرية حتى وصلت زمنا أقرب :
- لاشك ... كبرت ميمونة الآن وصارت أطول ، وصارت أحلى ، فلماذا لم يعطوني صورتها..؟ كي أهواها أكثر ، سوف أعرِّفها بشذا وعلى تالا ، وسآخذها للروضة ،لكن ...! تحتاج حقيبة ، لابأس سأعطيها مني كتبا وحقيبة، والبابا سيحضر لي أخرى .
فطّوم تأبى النوم ، كي تستقبل هذه الأخت الميمونة ،لا تدري ما تهديها ، قطفت زهرة من أصص في البلكون ، وأبت إلا أن تستقبلها عند الباب ، ظلت قابضة اليد على الزهرة حتى نامت .
أفاقت فطّوم ضحى ، كانت ضوضاء ، فتحت عينيها ، تسأل عن ميمونة ، إن جاءت أم لا ، ركضت نحو الماما ، ورأت ميمونة ، وجدتها مثل باربي ، لم تُبدِ فرحا مأمولا إذ قالت:
- لماذا لم تَدَعُوها تَكبر أكثر ...؟
- أنا لا أريد أن ألعب بها ، أريد أن ألعب معها...!