قصص أطفال
سعاده عودة ابو عراق
سَلمــــــــان 13
ما أكثر ما يحظى سلمان بالحب الدافق من كل الأسرة ، يُداعَبُ بالأيدي ، يُرفع فوق الرأس ، يُقذف للأعلى ، يَصل السقف ، يَصرخ كالمرعوب ، يُبهجه أن ينظر من فوق نحو الأرض ، يضحك إذ يُخفي ما يشعر من خوف ، حين يهوي ، حين يحط على الأيدي قرب الأرض . تجربة يشتاق إعادتها ، يتذوق نكهتها المُرَّة ، يدعو من يستأنس به ، يستعطفه بالكلمات ، كي يحمله أو يَقذف به ، أدمن هذا اللعب القاسي ،يألف هذا العنف ، يخلق فيه الجرأة والقوة ، لا يعرف ما يغريه من هذا المجهول ..!
لا يعلم سلمان كم تسبغ هذه الحركات على الأسرة من أفراح ، عكس سليم ، إذ يتعوذ منه الكل ، لا يقبل منه اللعب أو الأفعال , يضرب حتى يبكي ، ويهدد بالقول الجارح والشتم ، والحرمان من المصروف ، لكن لم يهدأ أبدا ، والوالد لم يسلك سبلا أحسن ، كي يوقف فرط العنف أو التدمير عند سليم ، دوما ينذره إن لم يهدأ ، بالشبح وبالتعليق من الرجلين بمروحة السقف ، سيدور معها حتى يسقط ميتا .
منذ الأمس ، يتخيل سلمان كيف يدور سليم في سقف الغرفة مع مروحة السقف ,يطير كما يهوى حرا مثل العصفور ، يحوم يحوم ولا يسقط.
يأتي البابا ، يوقن سلمان بأن سليم سوف يشد لمروحة السقف ، وسوف يدور مثل فراش الضوء ، وسيحظى بالمتعة وحده .
سلمان يركض نحو البابا ، تسعفه بعض الكلمات وبعض الحركات ،يستأنس ، يستعطف وهو يوضح ما يبغي :
_ بابا ...! علقني في مروحة السقف...!