قصص أطفال
سعاده عودة ابو عراق
بشّـــار 14
بشار فيه نباهة ، يعرف أسماء الأشياء ، يفهم معنى الصوت ، ويفهم منه دلالته ، لم يقو على النطق بعد ، يستعمل سبابته كي يومئ للأشياء ويخرج نغمة صوت كي يوصل أفكارا ومشاعر ، يتسابق كل من في الأسرة ، كي يعطيه مزيدا من هذه الكلمات ، يُنادى_ وتنغم لفظة (بشار) _، يأتي بدلال ، يجلس في الأحضان ، تسأله الجدة عن عينه فيشير إلى عينه ، ثم تقول : سنك أين ؟ فيشير إليه ، وتكرر; رأسك؟ شعرك ؟ أذنك؟،ينقل كفا بمهارة ،يمسك أجزاء الجسم المطلوبة ، لا يخطئ أبدا ، فتفيض البهجة حتى تملأ جو الأسرة فرحة.
تصبح هذه لعبة بشار المثلى ، يجلس في حضن الجد ويمسك أنفه ، يُتبِعه صوتا ، ويشير نحو يده ، وحذاء يلبسه ودمية قط يلمسها ،وإذا ما وجد الجد منشغلا ، مد إلى عينيه أصبعه وأصدر صوتا ، وكاد يؤذيها ، فيقول الجد وهو يقبل إصبعه :
_ أعرف أن هذه عيني .
يمضى من حضن الجد إلى مهد حنان ، الجد يراقب مشيته، إذ صارت أكثر خفة ورشاقة ،وتابع أيضا وجهته ، فحنان هدف سهل للإيذاء ، لاحقه بالنظرات , وخف إليه لكي يمنع سطوته ، ألفاه يمد لعين حنان إصبعه ، امسك يده عنها ثم نهاه :
- أصبحت أستاذا ، وتعلم حنان أين عينها ...؟