قصص أطفال
سعاده عودة ابو عراق
وســــــام 15
صار وسام ابن سنين خمس ، لم يذهب للروضة ، لكن يمكنه العدّ إلى العشر ، يحفظ أغنية يسمعها من تلفاز ، أصبح محبوبا في البيت وفي الحارة ، وسام يملك سيماءَ رجل، إذ يبدو أكبر من سنه ، لا يتكلم هذرا، يتصرف دوما بثقة ، يفكر قبل أن يتلفظ ، يحظى بالتبجيل ، تبجيل أعظم من يعطى أقرانا في سنه .
كم هو جذاب وسام ، دوما ترقبه الأنظار ، تظرات تتوجس منها الجدة خوفا من حسد تحمله العين إليه ، فلذلك لا تفتأ أن تدعو الله كي يحرسه وينجيه ، تبخره ، وتقرأ ما تحفظ من آيات العوذ ، ترقية ، وتدس حجابا في ثوبه ، من شر الحساد أو شر الحسد
وأبوه.... ما أكثر ما يخشاه عليه ، أن يضربه من هو أكبر منه ، أن يرعبه كلب ، أن تصدمه عربة ، أكثر ما يخشاه عليه من سيارات الشارع ، لا يفتأ أن يوصيه بأن ينظر نحو الشارع ، فالسيارة لا تقوى أن تتوقف حين تشاء ، يمكن أن تدهسه العجلات ، كما دهست قطته أول أمس ، فعجلات السيارة قاسية ، تطحن دون عناء وبلا رحمة .
اليوم ، وقفت سيارة قرب البيت ، شاهدها وادعة حلوة ، لا تدهس من يدنو منها ، دار بعشق يتلمسها ، يتأمل عجلات قالوا عنها مفترسة ، يتصور كيف دهست قطته ، فكر وهو برى بعد الشقة بين العجلين الأيمن والأيسر- ما كان لها أن تدهسها لو كان في هذه المنطقة الوسطى، عاين أسفلها مثل خبير ومهندس ، وعلوالسيارة عن أرض الشارع ،ماذا لو نام هنا بين العجلين ، فهل تدهسه ؟ هم يجرب فكرته ، يزحف تحت السيارة ، لكنَّ أبوه رآه ، فصاح : ماذا تفعل ؟
قال بجدية: السيارة لن تدهس من كان هنا بين العجلين
تعجب منه الأب وقال بانفعال :
_ السيارة لا تدهس دوما ،بل تصدم أيضا ،وتهشِّ لحمك، وتكسًِر عظم الصدر وعظم الرأس .