قصص أطفال
سعاده عودة ابو عراق
عمــــــر 16
عمر مشغوف بالبالون ، ليس كما كل الأطفال ، بل يغنيه عن كل الألعاب ، يتأمله مفتونا خاشع ، وكأن الدنيا لا تصلح إلا به ، يعجب والده من هذا الحب المفرط في شيء لا يثري معرفة أو يعطي فائدة ممتازة .
لكن والده ، يبتاع له أصنافا من ذات الألوان البراقة والأشكال الجذابة ، فما أرخص أثمان البالونات مهما كان السعر...!!
يسأله البابا وهو يعد الأنفاس لكي ينفخ بالونا له :
- ماذا يعجبك في البالون ؟
قال وهو يرى البالون في فم البابا ، يرقب لحظة نفخه .
- إنه يكبر....ّ!
لم يدر الأب إن كان يجيب عمًّا سأله ، أم يصف الدهشة حين انتابته وهو يراه وقد صار كبيرا ، وعلى كلٍ ...، عمر عبر عن ميزة لا توجد في شيء آخر غير البالون ، لم يلحظ شيئا ينمو كالبالون ، يكبر في لحظات ، ولذلك حق له بأن يدهش .
عمر يعجب من هذا الشيء الضخم ، تدفعه فيطير ، من يسلب منه الوزن ، أم من يلقي القوة في ساعده كي يطلقه بيسر ، ماذا لو يملك يوما قوة رمي تقذف حجرا مثله ، يصبح بطلا ، أقوى رجل في العالم .
سحر البالون لا ينضب عند عمر ، ماذا لو يدخل في جوف البالون ؟ هل يمكن أن يصًّعد معه ، ويطير فوق الأبنية والاشجار ، لكن من يمسك بالخيط ، ويجذبه حين يسافر فوق الغيم .
ماذا يأكل هذا البالون حتى يصبح أكبر حجما ؟ ماذا في جوفه غير هواء يُنفخ فيه ، أو نطعمه له ، مخلوق يتنفس لا يأكل ، أو يأكل نفسه .
أكثر من ذاك بالونٌ ، لا يغضب ، لا يمنعنا أبدا أن نفعل ما نهوى فيه ولا يشكو .
البابا ينفخ فيه ، يكبر أكثر ، ينفجر البالون ، يحدث صوتا ، يصرخ من رعب هز القلب حتى كاد يطير ، لكن عمر الشاطر صير صرخته ضحكا ، صفق ... وتشفى بالبالون ، إذ قتل الأحمق نفسه
قال :
- هذا ما بخوّف.....ّ!