قصص أطفال
سعاده عودة ابو عراق
جهـــــــــاد 17
_ هل كان الله سيخلقه سعدان......!!
تتساءل في سخط واستنكار الجدة عن فرط الحركة عند جهاد، هو دوما يركض في تجوال لا ينضب ، لا يمكن أن يهدأ لحظة ، أو يمكث عشر ثوان دون حراك ، فتراه يجوب البيت دون هدف ، يركض من باب البيت إلى الشرفة ،يدخل كل الأبواب ويصعد سطح البيرو ، أو يكمن خلف الأثواب ، يجلس حينا في البانيو ، يأمل أن تسعفه كفاه بفتح الصنبور .
أمس فقط ، تعلم فن الحجل ، جهاد أدرك هذي القدرة في نفسه ، اكتشف المشي على رجل يمنى أو يسرى ، يركض قفزا دون وقوف ، لا يمسسه تعب ، تخشى الجدة إنهاكه ، تصرخ في يأس وقنوط
- إهدأ يا قرد ...
يأتي البابا بعد العصر ، تعبا مهموما كالعادة ، يثقل ذهنه شيء ما ، يستقبله جهاد والخبر العاجل في فمه :
- أنظر ...إني أحجل ...
ذرع المدخل حجلا حتى الشرفة ، لم يصغ إليه الأب مليا ، أو لم يظهر إعجابا مأمولا ، أزمع أن يظهر نمطا آخر في فن الحجل ، فيه مهارة ، يمسك رجلا مثنية نحو الخلف ، ثم يدور على نفسه، وهو ينط ، وبدا يستغني عن رحب الساحة في البيت ، يُظهر ذلك للبابا ، لكن ذهن البابا منشغل ، ظل على صمته ، لم يبد سوى زهد في الإنصات .
- بابا... أقدر أن أقفز من فوق السفرة ...!
يتسلق طاولة السفرة ، يرفع رجلا للخلف ويمسكها ، يقفز نحو الأرض ، يصرخ ألما ، يهرع والده ، يتفقد رجلا ساخنة منفوخة .
يبكي الأب بصمت وحنان :
- ما الداعي كي تقفز من فوق !؟
- كي تعرف أني أقدر.
14/10/2009