سواليف قاضي معزول
تأليف سعاده عوده أبو عراق
18- نبهان والوزير
في واحد معروف في البلد اسمه نبهان ، الكل بيسميه الولد ، لأنه زلمة كبير لكن بتصرّف _ سبحان الله _ مثل طفل عمره خمس سنين ، مسكين وعلى قد عقلة ، و بيحب يلعب مع الاولاد الصغار ، والاولاد بيحبوه كمان ، لأنه ما بئذيهم ، ومستوى التفاهم بينهم جيد، وبتشوفه ماشي في الطريق بدون هدف ، بدخل أي مكان ، بتنصت على اثنين بيحكوا ، بيتطلع من الشبابيك ، أي شي بجذب انتباهة ، وبميّل عليه وبيدخل فيه ، بكل براءة وطفولية ، الناس عارفينة ، وبتتسامح معاه ، لكن الأولاد الكبار بيضحكوا عليه ، وممكن يضربوه .
مرة شاف ولد مع أبوه ، عمرة خمس ست سنين ، طالع من عند دكتور ورايح ع الصيدلية ، لحقهم ، الصيدلي أخذ الروشيتة ، وقرا إللي فيها وتمتم ؛( فاملكس )، جاب وأعطى الولد حبتين وقال له هذول شكولاته طيبين ، بس الولد مبين أنه عارفهم إنهم دوا للإسهال مغطى بالشوكولاته ، ومش عارف كيف يرميهم لأنه خايف من أبوه ، قام نبهان قرب عليه ، والأب كان ورا الصندوق بيدفع ، ووشوشه ، قال له؛ تبادل ؟ وطال له حبتين ملبس ، الولد ما صدق فيها ، أخذ حبتين الملبس وأعطاه حبتين الفاملكس ، وكمان نبهان أخذهم وطلع كأنه سارق سريقة ، نادى عليه الصيدلي بيسأله شو بدّه، لكنه فعط ، ولما الأب شاف إللي مع إبنه قال له منين هذا ؟ قال من الزلمة ، وأشر له عليه ، لكن نبهان ظل قابع يجري ، خايف حدى يمسكة .
وهو ماشي ، ما شاف إلا هالضواو والبلالين وهالشبر وهالناس وفرقة كشافة وموسيقى ، عرف إنها عرس أو حفلة ، وقف يتفرج ، شاف مول كبير وناس واقفة برّا كأنهم بيستنوا بحد ، وصار يقرب شوي شوي ويحشر حاله وهم يطردوه ، لكن كيف زرق جوا المول ما حد بيعرف ، قام شاف صحن فيه حبات شوكولاته كبيرة ، أكبر من إللي معاه ، قام راح حط الحبتين إللي معاه وأخذ حبتين أكبر ، عشان هو ما بيسرق ، والسرقة حرام ، وإللي بيسرق ألله بحطه في النار ، واعتبر التبديل مش سرقة .
ظل متخبي ، وما شاف إلا اصوات الطبول والزماير والفقيع في السما، وإجا واحد وجاهة، سمع واحد بيقول عنه وزير ، ماسكة فيه مراه ، والناس ماشية وراه ، قص شريطة حمرا ، ودخل ، وإجا واحد يقدم له صحن الشوكولاته ، قام مد إيده على حبة ، قالت له المرة إللي معاه ، معك سكري خذ الزغيرة ، قام طال الحبة الزغيرة إللي حطها نبهان ، وهي أخذت الحبة الثانية ، وأكلوهم .
لما دخلوا الناس ، نبهان أخذ حريته ، وصار يتجول في المول ، استهدى على الألعاب ، شاف لعبة فار صغير ، طاله وبرم المفتاح ، وحطه على الأرض ، وقام راج يجري تحت النصبات ، إجا تحت جرين الظيوف ، قامت النسوان تصرخ وتنهزم ، والفار لسا معبا ، والناس تتدافع ، حتى واحد مسكه ، واعتذروا للوزير ومرته إللي لساتها بترتجف من الخوف، لكن نبهان انبسط وكيّف ، قام راح استهدى على خرز صغير مدور مثل اللولو ، طال العلبة وصار يلعب فيهم ، ولما شافه واحد ، خاف وترك العلبة ، وما حطها مليح ، انكبت على الأرض تحت رجلين الناس ، قام خبط عليها أول واحد ، فزحلق ووقع ، ووقع معاه ثنين ، وبعدين بلشت الناس تزحلق على طولها مثل حجار الدومينو ، الوزير وقع ، ومرت الوزير وقعت ، ويا حرام تبهدلت ، وقاموها واعتذروا لها وتأسفوا على ها الشي إللي بصير ، والوزير قرر إنه يغادر، لأنه تبهدل مزبوط ، لكن قد ما بوّسوا أصحاب المول إيديه ولحيته وترجوا بلاش يفشلهم ، جبر على حاله وظل يتجول في المول .
نبهان انهزم بين الناس ، وهو شايفهم يدوروا عليه ، ما قدر ينهزم برا لأنه الشرطة ع الباب، فراح نزل تحت ع الدرجات وتخبا ، أما الوزير ومرته فدارت في بطنهم الشربة ، شعر بشوية مغص ، حاول يتجاهل الأمر ، إلا أنه صار يزداد شوي شوي ، ميَّلت عليه مرته ووشوشت في ذانه ؛ أنا ممغوصة ، قال لها وأنا كمان ، قالت له دبرنا ، قال طيب ، سأل مدير المول ، فيه حمامات ، صاحب المول قال ، طبعا يا معالي الوزير ، معقول ما نعمل حمامات ، تفضل شوفهم تحت ، المدير والناس إللي حواليه فهموا إنه بده يتأكد من الحمامات ، وكثير منهم قالوا بينهم وبين حالهم ؛ ول ما أسخفه ، المهم نزل الوزير ومرته مستعجلين ، اطلع الوزير وراه إلا كل الناس لاحقته ، وهو مش عارف كيف بده يتصرف ، وصار زحمان ، بده يعملها ع حاله ، نبهان لما شاف الناس نازلين عليه قام هرب على الحمامات جوا ، وما دري إنه دخل في حمامات النسوان ، وتحاصر جوا ، وصار بيفكر كيف بده ينط من الشباك ، أما الوزير فراح دخل حمامات الرجال بسرعة ، ومرات الوزير راحت بسرعة دخلت حمامات النسوان ، وهي بتحاول تفك حزامها ، تفاجأت بنبهان متخبي ، وقامت صرخت صوت من قحف راسها ، نبهان انخرع ، قام اتشعلق على الباب ومسك بشباك الحمام الزغير ، وكسر الكزاز وحشر حاله مثل الحرذون ، ودب برة ، ونصيبة إنه وقع على شجر الزينه ، وما تآذى ، قام فعفل حاله وانهزم .
الناس ما قدرت تدخل ع حمامات النسوان ، لكنهم دشعوا ورا الوزير المسكين ، إللي ما عرف وين يقضي حاجته .