سواليف قاضي معزول
تأليف سعاده عوده أبو عراق
19- نبهان كاو بوي
نبهان مثل ما بتعرفوه مع الوزير ، طفل بكل تصرفاته وتفكيره وأحلامة وسذاجته وبراءته ، ومشاكساته المقصودة وغير المقصودة ، والضحك الحقيقي إللي بعطيه للناس ، بدون ما يقصد يضحكهم ، مثل الوردة إللي بتعطي عطرها ولا بتدري لمين .
نبهان بحب دايما يروح ع الأماكن المزدحمة ، لأنه في هذه الأماكن ما حد بيطلع عليه ولا براقبه ولا بطرده ولا بيظربه ، فبحب يروح على السوبر ماركت الكبير والمولات ، ومدن اللعاب ، وفيها بسوح ، وبتمتع أكبر استمتاع .ولا واحد بيقول له وين رايح .
يوم راح على مول ، وهو بالطبع بعرف إنه لازم يلبس كويس حتى ما يبين غريب ، لأن كل الموجودين لابسين ونظاف ، وثاني شي عشان تغطي على حبته القليلة، دخل المول وأخذ عرباية مثله مثل غيره ،وصار يكسدر عشان ما حدا يشك فيه ، وهو مش داري إنه فيه كمرات بتصور وهناك واحد بيتفرج على كل إللي في المول ، المهم راح على جناح ألعاب الأطفال ، وصار يبعكش في الألعاب ، مراقب الكمرات انتبه له وهو يبعكش ، وخاصة المسدسات وبدلة الشرطة وبدلة الكاو بوي ، ولبس أول شي الشرطة ، لكن أعجبته بدلة الكاو بوري أكثر، لبس البرنيطة إم قيطان تحت الحنك ، وتلثم بشريطة حمرا ، وحط المسدسات على خصره وصار يمثل ، يمسك المسدسات الاثنين ويطخ فيهم ، والمراقب مركز عليه ، ومبين صار مستمتع بالمشهد ، فالشخص هذا لا هو رجل ولا ولد ، وحب يشوف شو بده يساوي ، ظل يراقب فيه وهو يتقمص الدور ، كيف ينط ويتخبا وكيف يصوب المسدسين ، وكيف راح شوي شوي اتجاه الكاشير ، المراقب اتصل مع الكاشير قاله واحد جاييك عامل حاله حرامي بده يقشطك ، المحاسب ارتجف ، قال له اتطمن هذا واحد بلعب ،أنا راح أخبر ألأمن إللي ع الباب عشان يكون عندهم احتياط ، امشي في الدور معاه ، إذا قال لك هات المصاري ، إعمل حالك خايف وأعطيه المصاري ، ما حط سماعة التلفون وإلا هو ناطط قدامه وهو يقول ارفع إيدك ، المحاسب رفع إيديه وعمل حاله مرعوب ،والناس صارت تبعد والنسوان تصرخ والاولاد يعيطوا ، والمحاسب أعطاه سفطة مصاري ، وكيس برايز وشلونة، لكن نبهان ما بده يسرق لكن كيّف على حاله إنه زبط الدور فصار يضحك مبسوط على حاله ، الناس تعجبت ، وإجا المراقب يصفق ، وعرفوا إنها تمثيلية للكمرة الخفية ، ومدير المول من كثر ما انبسط ةكيف وشافه مسكين بريء قال له خذ البرنيطة والمسدسات ، قال له ما بدي ، بدي طاقية الشرطي والكلبشة والمسدس ، قال له تؤمر ، روح خذهم ، فراح أخذهم ولبسهم وكأنه مصدق حاله شرطي .
الناس كمان ضحكت شوي وبعدين مشت الحالة وعاد كل شي لطبيعته ، لكن كان في المول واحد حرامي محترف ، شاف التمثيلية بس ما ضحك ، لأنه بيفكر كيف يعمل مثل ما عمل هذا الأهبل عن جد ، ويوخذ المصاري ، ويهرب ، شاف الخطة واضحة قدامة ، ما بدها أي تعديل ، يلبس أواعي الكاوبوي ، ويطلب المصاري ويوخذهم ، والمحاسب والناس بيفكروه تمثيل .
راح ع حارة الألعاب ، لبس البرنيطة واللثان الأحمر والحزام إللي فيه مسدسين ، والكمرة بتصور والمراقب بيشوف ، بس الزلمة مش الزلمة الأول ، قال لنفسه شو هذه اللعبة مبين استحلاها ناس ثانيين ، وما لا حظ المسدس الحقيقي إللي كان في إيده ، المراقب اتصل بالكاشير وقال له مبين واحد ثاني بده يلعب نفس اللعبة ، قام قال له مبين ما بدنا نشتغل ، بدنا نلعب ، قال له أنا هيني براقبة ، إجا الحرامي ونط قدامه ، وقال له ارفع إيديك ، رفع إيد والإيد الثانية ظل يشتغل فيها ، كأنه بده ييجيه على قد عقلة ، بعض الزباين الجداد خافت وارتعبت لكن ناس ثانيين قالوا كمرة خفية ، لكن الحرامي قرب على المحاسب ووشوشه وقال له ، اتطلع ع المسدس ، هذا حقيقي مش بلاستك ، ومليان وأي حركة منك بتروح فيها والمول كله بينحرق ، أحسن لك أعطيني كل الفلوس ، وإن عملت شي راح أقضي عليك فاهم ، المحاسب صار يرتجف ، وفتح له الجرار وصار يتناول المصاري ، في هذا الوقت نبهان شاف حاله من أهل الدار ، ظل يكسدر كأنه بيشتغل مع الأمن ، ولما شاف واحد ثاني عند الكاشير نط بسرعة عليه وحط المسدس في راسه وقال له ارفع إيدك ، الحرامي كان يتوقع هذا الشي ، وفي هذي اللحظة ما قدر يفرق بين الشرطي الحقيقي وبين فهمان ، فاستجاب لا شعوريا ، سقط منه المسدس الحقيقي تحت الطاولة ، وهجم عليه نبهان والمحاسب ، وإجت جماعة الأمن ، لكن نبهان ظل يتصرف كأنه بيلعب وبيمثل