لا مِنْ قِلَّهْ... (نَثِيرةٌ فَنِيَّةٌ)
شعر : عاطف عبد العزيز العدناني
* طِفلٌ رَمَى حَجَراً في الماءِ
أَحَدْثَ فُقَاعةً
هَوْجاءَ لا مِنْ مُعينٍ لا مِنْ رَديفٍ
صَارَتْ نَجْمَةْ لا مِنْ عِزَّهْ
وَرَمــىِ كَذلِكَ آخرُ قَضَموا بِلادي- مَزَّقوها إِرْباً
تَدَاخَلَتِ النَجْمَـتانِ شَرَّدوا أَهْلَها
تَعانَقَتـا تَجاذَبَتا أَسْمَـوْها دَوْلَةْ
وَكذا ثالِثَةٌ أُخْرى قَدَرَاً مُتاحاً- كِسْرَةَ خُبْزٍ
وَكَذا وَكَذا لا مِنْ فَأْرٍ في ساحَةِ الدارِ
في جَسَدِ البِرْكَةْ لا مِنْ وَزَّةْ
* صَارَت الفُقاعاَتُ نُجوماً * صَوْتُ الرَصاصِ- رائَحِةُ الدُخانِ
تَجاذَبْنَ تَحاوَرْنَ مَلأَتْ بُطونَ الأَطْفالِ
تَعاَنقْنَ- تقاسَمْنَ الحَياةَ في غَزَّة
حَياةُ المُحالِ بِِلا أَمَـلٍ لا مِنْ مُعِينٍ لا مِنْ رَديفٍ
وَكَذا النَخْوَةْ .. وَكَذا النَخْوَةْ سِوَى القِلَّةْ
نَخْوَةُ الأَشِقّْاءِ * أَكْداسُ الطَعامِ
لا مِنْ مُعينٍ.. لا مِنْ رَديفٍ بَقاياهُ
سِِوى القِلَّةْ نَتَباهى بِها
* جاءَها السَيْلُ مَوْجاً يَتَعالى نُلْقيها بِالجُمْلَةْ
مْن عِزَّهْ نَسْمَعُ المِذْياعَ
جَرَفتْهَا الأَمْواجُ نُشاهِدُ التِلْفازَ
سَحَبَتْها- جَرَّتْها زَفْرَةُ الهَواءِ- نُطْلقُها
حَيْثُ الذِلَّةْ نَتَباكى حَوْلَها
لا شَيءَ يَبْقى في الحَياةِ تَلْقُفُها الأَمْواجُ
سوى العِفَّةْ أَمْواجُ الهَواءُ العابِرُ
عَفَّةُ صَبيٍّ شارِدٍ حَيْثُ المِلَّةْ
لا مَسْكَنَ- لا عَمَلَ- لا أَهْلَ أُمَّةٌ غُثاءٌ
سِوى القِلَّةْ غُثاءٌ كَبيرٌ – زَبَدٌ كَثيرٌ
* هَرَبوا- أَشاحوا الوَجْهَ لا مِنْ قِلَّة.. لا مِنْ قِلَّةْ